الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رايات المذهبية الحمراء .. وحلم الهيمنة الفارسية !!


قد تكون هذه الصرخة متأخرة كثيرا على الرغم من وجود ما يستوجب الرصد والتحليل منذ سنوات ليست بالقصيرة.. ولكن ما حدث في المشهد العراقي يستوجب التوقف كثيرا لأن تداعيات ما يحدث الآن قد تكون كارثية في محيطنا العربي والإقليمي. وقبل الحديث ولاعتبارات الموضوعية أضع بين أيديكم قاعدة تصل إلي حد المسلمات في العلاقات الدولية ألا وهي لا قواعد ثابتة ولا عدالة في العلاقات الدولية ودائما المصالح تتصالح ، ولا يمكن أن ندين أو نرفض بحث الدول عن مصالحها ولكن المشكلة تأتي من تغافلنا نحن العرب عن مصالحنا وأولوياتنا في المحيطين الإقليمي والدولي.

لقد شاهدت وتابعت قوات الحشد الشعبي تحمل الرايات الحمراء والأخري السوداء في المعركة المعروفة إعلاميا بتحرير الموصل وهو أمر في الحقيقة مغلوط فالهدف هو الوصول إلي ممر يصل بهذه القوات إلي سوريا ولبنان وسائر العمق العربي وذلك من خلال السيطرة علي بلدة تلعفر ذات الأغلبية السنية من التركمان ويمكن أن نطلق علي هذه المعركة معركة التسلل والهيمنة الفارسية للوصول إلي العمق العربي بدعم من العمائم السوداء وهي مسألة في تصوري كاللعب بالنار والباحث في العلاقات الدولية يتأكد أن ما يحدث تقارب في المصالح الإيرانية والأمريكية وحرب بالوكالة للوصول إلي المنافذ البحرية والاستراتيجية وهذا الهدف هدف واضح ورئيسي في الاستراتيجية الأمريكية لبناء إمبراطوريتهم الموعودة وتدعيم قبضتهم لحكم العالم.

وحتي لا يكون حديثي طائفيا أومذهبيا فإنني أعود إلي لعبة السياسة والمصالح فلا يوجد شك الآن في التواجد الإيراني في العراق من خلال حليفهم المالكي وميليشيات الحوثي في اليمن ومن قبلهما حزب الله في لبنان وقوات دعم بشار من الحرس الثوري الإيراني وتواجد شيعي واضح في البحرين والكويت وحتي في المملكة العربية السعودية فهل هذا المشهد يعكس غير محاولة فرض النفوذ والهيمنة ؟؟ الإجابة لا.. لأن ما يحدث علي الأرض يكرس لذلك وتؤكده النشأة الدينية لإيران التي لن تنسي يوما حلمها الفارسي وتكوين إمبراطوريتها القديمة بقيادة العمائم السوداء واستخدمت في ذلك الدخول البطيء لكل شبر في أرضنا العربية وكذلك في القارة الأفريقية لضمان التغلغل والسيطرة بعد ذلك.

ورسالتي إلي صانع القرار في بلادنا العربية أنه لا أمل في المستقبل القريب إلا بالوحدة التي لم تعد خيارا ولكنها أصبحت مسألة بقاء بالأساس والوقت يمر بلا إستراتيجية واضحة لتحقيق ذلك علي أن تكون هذه الوحدة في سياقها الحضاري والثقافي بعيدا عن نعرات المذهبية التي فرقتنا ومازالت ولابد من وضع استراتيجية واضحة لمواجهة إيران التي تعتبر شرطي أمريكا الآن في المنطقة والبحث أولا عما يجمعنا معهم والتسلح بالقوة بمعناها الواسع لمواجهة هذا التغلغل في محيطنا العربي وليكن معلوما أن ذلك تم بتخطيط وإرادة ورغبة من الملالي في إيران ولا نلوم إلا أنفسنا لأن الخطوات الإيرانية وسعيها الدائم لامتلاك القوة قد صادف نجاحا وأصبحت ذات شأن فاعل في المحيط الدولي.

لم يعد لدينا وقتا كثيرا لنضيعه لأن نعرات المذهبية وتداعياتها كارثية وأبواقها تزعق كثيرا في بلداننا العربية، فتبًا للرايات القاتمة التي فرقتنا ومازالت.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط