الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجزيرة وأحط أنواع الحروب النفسية


تسلح الجيش المصري بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية ووصل للمرتبة الـ 13 بين أقوى جيوش العالم والمرتبة الأولى عربيا وإفريقيا.

وحسب موقع "غلوبال فايرباور"، يحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد الدبابات، إذ لديه 4767 دبابة، كما أنه الثالث عالميا من حيث امتلاك المدرعات إذ بحوزته قرابة 19 ألف مدرعة.

وإذا تحدثنا عن القوات البرية لدى الجيش المصري قرابة 470 ألف جندي، بالإضافة إلى أكثر من 800 ألف جندي احتياط، وتمتلك مصر أيضا قوة مدفعية ونارية كبيرة، إذ أنها الثالثة من حيث امتلاك الراجمات بـ 1469 راجمة، إلى جانب أكثر من ثلاثة آلاف مدفع من نوعيات متعددة.

باختصار نتكلم عن واحد من أقوى جيوش العالم و لكن هناك فرق يجعله مختلف عن أي جيش في العالم، وهو العقيدة والشهادة.
 
عادة ما يعجز علماء النفس الأجانب عن تحليل عشق الجندى المصرى وإقدامه على الشهادة وقد حير هذا الإقدام علماء النفس العسكريين الأمريكيين أثناء متابعتهم للجنود المصريين أثناء حرب تحرير الكويت التي اشترك فيها الجيش المصرى مع قوات التحالف. وذكر ذلك فى عدة مراجع عن حرب الخليج الثانية وعملية عاصفة الصحراء .

كان لابد من هذه المقدمة لكي ندخل في الموضوع .سمعت أن هناك فيلم عرضته القناة الصهيونية المسمى بالجزيرة عن التجنيد الإجباري و الهدف من الفيلم هو محاولة التشكيك في الجيش المصري وعقيدته ومحاولة الإقلال من الجندي المصري وإظهار أنه يتعرض للمذلة والمهانة والمعاملة غير الإنسانية.

باختصار حرب نفسية وعملية نفسية ممنهجة و استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر هذه المعلومات و الأكاذيب. ليست هذه المرة الأولى و لن تكون الأخيرة، ولكن هذه المرة المستهدف كان المقاتل المصري نفسه و الشباب المتقدم للتجنيد ,ايصال صورة غير صحيحة للعالم عن الجندي المصري.

الرد علي الأكذوبة وهذه العملية النفسية الحقيرة سوف يكون بتذكر الشهيد محمد شويقة.

جدير بالذكر أن المجند محمد أيمن شويقة، قد استشهد مساء الثلاثاء في ديسمبر العام الماضي ، بعد أن قام باحتضان انتحاري كان يرتدي حزامًا ناسفًا، وكان ينوي تفجير نفسه فى أحد المواقع العسكرية.

سألت الكثير من أصدقائي و معارفي ضباط الجيش و بعض المجندين الذين كانوا فى سيناء عن تفسيرهم لما قام به الشهيد محمد أيمن . أجمعوا كلهم على أن هذه عقيدة المقاتل المصرى انه يتربى على هذه العقيدة من اول لحظة دخوله الكلية الحربية و يتم تدريبه وتجهيزه على حب الشهادة والتضحية والفداء و النبل .

و أن هذه الأشياء مزروعة و محفورة من أكبر قائد إلى أصغر مجند و هذا الروح الإيجابية العظيمة تنتقل كالعدوى و(قد سمعنا فخامة الرئيس السيسى يكرر جملة انا مستعد اموت عشانكو) وأن حادثة الشهيد محمد ليست الأولى فهناك شهيد اخر من عام ستة أشهر احتضن انتحاريا و منعه من تفجير المعسكر. وهذا ما يجعل الجيش المصرى مختلفا عن أى جيش أخر . الجيش المصرى قوته فى إيمانه وعقيدته وروحه التى تتغلب على أى أسلحة مهما بلغ تطوره و مهما بلغت قوة العدو أمامهم و مهما بلغت خسته ونذالته.

هذه العقيدة جعلت محمد أيمن لا يفكر لو ثانية ويقبل على احتضان الانتحارى و يضحى بنفسه . محمد كان يعلم أن قائد الكتيبة كان سوف يقوم بهذا التصرف اذا لم يقم هو به . كان يعلم أن زملاءه سوف يقومون بهذا العمل البطولي و لكنه اختار القيام بهذا الدور بدون اى تردد . الشهيد محمد أيمن الشاب الذى يبلغ من العمر عشرين عاما ابن مدينة الابراهيمية محافظة دمياط صاحب دبلوم الزخرفة . لقد كان أيضا هناك دور لأهل الشهيد محمد فى تربيته و توعيته و جعله ينتمي لبلده، تذكرت أيضا تصريحات والد ووالدة الشهيد ولقائهم بسيادة الرئيس.

وأكد "والد الشهيد" خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة" ، أنه فى سن الـ49 عامًا، موضحا أنه لو تم استدعاؤه من القوات المسلحة لحمل السلاح مرة أخرى سيذهب دون تردد.

أما والدته فى مداخلة مع الإعلامى جابر القرموطى :طالبت الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بقبول شقيق الشهيد فى الجيش، لأخذ الثأر لشقيقه من الجماعات الإرهابية، والتراجع عن قرار إعفائه من الخدمة.
هذا نموذج من آلاف نماذج التجنيد الإجباري .

نأتي هنا لجزء آخر وهو التحليل لشاب الذي أخرج الفيلم هو شاب مصري اسمه ه عماد الدين السيد وسبق له أن أخرج فيلما وثائقيا بعنوان "المندس" وهو الفيلم الذى حرض ضد قوات الشرطة فى مصر ، وادعى أن وزارة الداخلية تؤجر بلطجية للاعتداء على المواطنين فى مصر، ووجود تعذيب من قبل وزارة الداخلية للمواطنين،ومن قوات الأمن للمتظاهرين.

عماد الدين السيد المخرج شاب صيدليي تخرج في صيدلية إسكندرية ويعيش في الدوحة، وهو مخرج أفلام وثائقية .هذه المعلومات طبقا لحسابه الشخصي علي الفيس بوك .

نموذج من الشباب الفاقد الانتماء الذي يسهل تجنيده ضد بلده في حروب الجيل الرابع .

تم استخدام عماد من قبل القناة الصهيونية في تنفيذ بما يسمى إدارة الوعي الجمعي وهو أحدث الطرق و أكثرها تطورا في الحروب النفسية طبقا لما ذكرته مراجع علم النفس العسكري الحديثة ويتم من خلالها استخدام مجموعة من الشباب الفاقد الانتماء بشرط أن يكون تعليمه جيد ويجيد التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي .في نشر و عمل أفلام ضد بلاده .
هذه نبذة بسيطة عن إدارة الوعي الجمعي .perception management

ويتم استخدام أحدث وسائل وغسيل والمخ واللعب على العقل الجمعي وإثارة الرأي العام ويتم استخدام الدعايا والإعلام والمشاهير والأفلام والمسلسلات والصحف والمواقع الإلكترونية لتوجيه الرأي العام لمعلومة محددة وهدف معين وليس خفيًا سيطرة المخابرات الأمريكية و الموساد وعلاقتها الوثيقة بصناع الإعلام وصناع الأفلام الوثائقية في هوليوود و قطر .

كل يوم الحرب تتضح أكثر و يظهر جليا أن هدفها الرئيسي هو تركيع مصر و عمل هزيمة نفسية للمصريين علي كافة المستويات ابتداء من أصغر مواطن وصولا الى الجيش و لكن كل مرة تحبط أعمالهم و يفشلون بفضل رعاية الله و نصره و تأكيدا علي حديث سيدنا محمد صلي لله و عليه وسلم .

قال العجلوني في كشف الخفاء(2/1306): (وعن عمر بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول الله يقول: (إذافتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض) قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة).

هذا الحديث الذي حاول القرضاوي شيخهم المخرف التشكيك فيه و لكن لله خذله و سوف يستمرون في الخذلان و الخزي طالما يحاربون مصر وجيشها العظيم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط