الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول ديسمبر


وكعادته دوما يأتينا الشتاء علي حين غرة، ليفاجئنا في كل مرة ويعرينا امام انفسنا ويكشف عوراتنا وقلة حيلتنا .. فرغم انه لا يخلف لنا عهدا كل عام الا اننا دائما ما نتفاجأ به ونرتبك "ونغرق في شبر ميه" وكأن امطار ديسمبر حدث استثنائي تشهده مصر لأول مرة !

تصريحات عنترية متوقعة في الايام القادمة .. تلك التصريحات السنوية التي اعتدناها من السادة المسئولين سواء كانوا الحاليين او سابقيهم او تابعيهم او تابعي التابعين فيبدو ان الكراسي الحكوميه ملصق بها لائحة اعذار وتصريحات وتبريرات عتيقة يتلوها علينا السيد المسئول فور وقوع الكوارث دون ادني تمييز ..

ربما اهل العاصمة هم الاقل ضررا فرغم انهم يعانون ايضا من توابع الامطار المتمثله في منسوب المياه المرتفع نوعا ما الي جانب اختلاط الماء بالتراب الذى اصبح سمة المدينة جاعلا من شوارع القاهرة بركا متلاصقة، ناهيك عن الزحام الرهيب الذي تسببه تلك الامطار والذي يصل احيانا الي حد الشلل المروري الكامل مسببا وقف الحال وتعطيل المصالح .. ولكن كل ذلك يهون ويكاد يكون لا يذكر امام معاناة اهالي الصعيد ومعاناة اهالى القري والنجوع في الارياف بل وايضا معاناة اهل السواحل الشماليه الاكثر تحضرا .. فالوضع هناك مختلف والاخطار حقا عظيمة .. ولك ان تتخيل كيف ان السيول تودي بأرواح البشر وان هناك حافلات بأكملها تقتلعها مياه السيول وان هناك من يفقدون منازلهم ومدخراتهم بل وأرواحهم جراء ذلك وعلي اقل تقدير فان الكثير والكثير من النجوع والقري تعيش دون كهرباء في اجواء غاية في الصعوبة من برد قارس وفقر مضجع وتجاهل يصل لحد الاهمال شبه المتعمد ..

أعود لأقول ان الشتاء يا سادة لا يأتينا فجأة وان تلك الاعذار التي نسمعها صارت متكررة ومستفزة للدرجة التي جعلت أساليب التعامل معها اكثر استفزازا وغير مقبولة احيانا فسياسة التكافل الاجتماعي التي لا نتقن سواها من جمع التبرعات للمنكوبين وشراء البطاطين لأهل الصعيد واعانات الإغاثة للمتضررين او حتى من اقالة بعض المحافظين أحيانا أخرى.

وعلي الرغم من حسن مسعى تلك الاجراءات الا انها ليست بالحل القطعي ولا حتي الجزئي فمصر كبيره بل وكبيره جدا والفقراء كثر جدا جدا والحلول ابدا لن تأتى على طريقة رد الفعل بل يجب ان نخطط لسنوات طويله قادمة كى يأتي يوم نجد فيه مصر لا تعانى فى موسم الشتاء .. ولك ان تعرف عزيزى القارئ ان السواد الاعظم من هذا الشعب صار في تلك الايام يقبع تحت خط الفقر .. فلا تجعلوه فقرا مع موت مع خراب ديار .. كفاهم معاناتهم من الفقر فاعملوا علي توفير الحد الادني للحياه لهم . .. فقط اطعموهم من جوع وآمنوهم من خوف وابحثوا لهم ولعلكم تجدون "مسئول أنوى نادر" يدرك مسبقا ان الشتاء يأتينا كل عام أول ديسمبر !

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط