الحل الآخر للزيادة السكانية في مصر

كثر الحديث الأيام الماضية عن مشكلة الزيادة السكانية، بعد أن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مساء الخميس الماضي وصول عدد السكان داخل مصر إلى 92 مليون نسمة، بينهم مليون شخص زادوا فقط خلال الأشهر الستة الماضية.

أغلبية الآراء ترى أن حل تلك المشكلة يكمن في تحديد النسل ولو بقوة القانون - مثلما تفعل بعض الدول التي لا تدعم سوى الطفل الأول - ولكن البعض لم يلتفت إلى معلومة هامة ذكرها جهاز الإحصاء وهي أن المناطق المأهولة بالسكان في مصر حاليا تقدر بنحو 7.8% فقط من مساحة الجمهورية، وهذه في رأيي هي المشكلة الحقيقية وليست زيادة السكان، فنحن نعيش على مساحة صغيرة جدا تاركين باقي أنحاء مصر دون عمران حقيقي يتناسب مع عدد السكان الذي يزداد يوميا، وسيواصل الازدياد حتى لو حدد كل المواطنين النسل.

لذلك فمن غير المُجدي اعتبار تحديد النسل الحل الوحيد لمشكلة الزيادة السكانية، دون الحديث عن ضرورة الاستفادة من المساحات الشاسعة التي تملكها مصر، والتي يتحتم على الحكومة استغلالها عن طريق قيامها بتوسع زراعي وعمراني وصناعي كبير جدا على مستوى الجمهورية.. توسع حقيقي متكامل يستطيع إقناع المواطنين بضرورة الخروج من الوادي الضيق.

إن زيادة عدد سكان مصر بصورة كبيرة في المستقبل هو أمر واقع لا مفر منه، وهو قنبلة موقوتة يمكن نزع فتيلها وتحويلها إلى أمر إيجابي فقط إذا تعاملت الحكومة مع المواطنين باعتبارهم ثروة بشرية دائمة وفعالة، وموردا رئيسيا من موارد الدولة.