الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة أخرى لبعض الأحداث


في التاريخ أحداث لا يعرف أحد حقيقتها إلا بعد مرور سنوات، ويتم الكشف عن الخداع الحقيقي كله أو جزء منه، نحن فقط ننخدع بما نعرف ونسمع وبما يباع لنا، وربما مرت أحداث ولم يعرف أحد حقيقتها للأبد.

ولكن بعض الأحداث لحسن حظ من يريد أن يتعلم تتكشف حقيقتها ، كيف ظهرت في حينها وكيف حدثت في حقيقتها.

في قمة عربية في الستينيات من القرن الماضي ،قال معمر القذافي ،إن العرب يريدون محاربة إسرائيل حتى آخر جندي مصري.

كان جمال عبدالناصر يريد مواجهة إسرائيل ومن وراء إسرائيل، والحقيقة إنه كان يتمهل في مواجهة إسرائيل،و كان يطالب العرب بضبط النفس حتى لا ندخل في مواجهة لا قبل لنا بها، ولكن أطرافا عربية كانت تسعى لتوريط ناصر في هزيمة محققة وأطرافا أخرى كانت تفاخر بعمليات ضعيفة لا طائل منها سوى منح إسرائيل حجج للحرب،وفي النهاية وقع ناصر في الشرك الذي نصبه له العرب ، رغم أنه كان يطالبهم بمنحه ستنين للاستعداد

السادات خان العرب، في حين أن الحقيقة كان السادات يدرك حقيقة ما يواجه وكان العرب لا يفعلون شيئا سوى المزايدة عليه كما زايدوا على ناصر، ولما حقق السلام لمصر والعرب رفضت العرب وطالبوا بالتمسك بتدمير إسرائيل وهم في الحقيقة لا يستطيعون حماية أنفسهم وسعوا فقط لحماية عروشهم بمهادنة إسرائيل سرا.

الجماعات الإسلامية رفعت شعارات الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل ولم تقدم شيئا للعرب والمسلمين وبلادهم سوى التدمير والتخريب والإرهاب وشق الصف ،تماما كما حدث في فلسطين حيث شقتها حماس نصفين ،غزة ،والضفة ،بعد أن كانت فلسطين في مواجهة إسرائيل.

قيل لنا أن كامب ديفيد خضوع وخيانة والحقيقة كان السلام المصري -الإسرائيلي فرصة لبناء دولة مصرية قوية تستطيع المواجهة ولكنها ضاعت بفعل الفساد المتراكم. 

كان مبارك خاضعا لأمريكا ولكنه رفض مقترحات بتفريغ غزة في سيناء ورفض التورط في العراق بعد تدميرها في ٢٠٠٣ ولم يستجب لخطط أمريكا الاستراتيجية رغم أنه مارس تبعية ظاهرة.

معمر القذافي كان ديكتاتورا فاسدا، ربما كان هذا صحيحا ولكنه قتل في الحقيقة لأنه بعد أن صالح الغرب واعترف بجريمة لوكيربي ودفع تعويضات لأسر الضحايا وسلم طواعية أجهزة ومعدات تصنيع أسلحة نووية وتقارب معه الغرب برئاسة أمريكا تقاربا كبيرا،عاد وأخطأ بأن حول ليبيا لسوق للأسلحة الروسية، وأقدم على تعديل اتفاقيات البترول مع الشركات الأمريكية والغربية لزيادة الحصة الليبية من عائدات نفطها،و اضطرت إكسون موبيل الأمريكية وتوتال الفرنسية وإيني الايطالية وغيرهما إلى الرضوخ لشروط القذافي، وخاف الغرب أن تنتقل العدوى القذافية لبلاد أخرى. 

كان الربيع العربي يبدو ثورة شعوب مقهورة وهذا حقيقة ولكنها أيضا تلاعبت بها المؤامرات الدولية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط