الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل وأفريقيا .. حديث المؤامرة والمصالح !!


كنت منذ وقت قصير أتحدث عن اسرائيل وكأنها الصنم الكبير الذى لابد من تحطيمه سريعا ..كان ذلك على واقع ما اكتسبته من ثقافة عبر سنوات طويلة تعكس الوجه اللاانسانى لهذه الدولة منذ احتلالها ارضنا العربية فى فلسطين ولكن بقياس الموضوعية اكتشفت ان اسرائيل اصبحت دولة متقدمة ونحن مازلنا على واقع الشجب والاستنكار الذى نحن عليه منذ سنوات كثيرة مضت.

وحتى أكون منصفا فإن رأيى الذى احمله بداخلى يعكس أنها دوله عسكرية بالاساس وقامت على التوسع والهيمنه ومساندة غربية وتؤسس بداخلها للعنصرية التى تعتبر الداء الذى ليس له دواء فى عالمنا تحت راية الصهيونية وافكار شعب الله المختار وممارسات يمكن وصفها على أقل تقدير بالوحشية وعدم احترام الاخر تلك القيم التى تنادى عليها فى كل حين عبر منابرها الاعلامية فى كل الدنيا.
 
كانت هذه مقدمة ضرورية للحديث بعد ذلك عن العلاقات الاسرائيلية الأفريقية التى كانت سابقة على نشأة اسرائيل ذاتها والقصد هنا بداية الاقتراح فى عام1897فى المؤتمر الاول للحركة الصهيونية بزعامة تيودور هرتزل وتم اقتراح مناطق فى القارة الأفريقية لتكون الوطن البديل ليهود العالم وبالتحديد فى أوغندا والكونغو ومناطق أخرى فى شرق القارة.

ودخلت اسرائيل بعد ذلك إلى القارة بشكل يعكس تخطيطا واضحا وليس بشكل عشوائى واستخدمت أشكال المعاناه والتوافق بين ما تعرض له اليهود والزنوج من محن عبر الزمن والقصد هنا المعاناة من الرق والاستعباد عند الزنوج والقتل والتشريد والحرق لليهود .. وقدمت نفسها للقارة بأنها السبيل لمواجهة التطرف الاسلامى تلك الراية التى يعتبرها الأفارقة الحزام النارى الذى يحيط بهم من كل جانب ويسعدون لمن يقدم لهم العون لمواجهة ذلك..
 
لذلك كانت اسرائيل حاضرة واستطاعت بناء تحالفات مع معظم دول القارة في النواحي الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية وأصبحت لديها علاقات أهلتها الآن لطلب أن تصبح عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي أضف إلي ذلك شراكة اقتصادية حقيقية وهذا الأمر واضح من خلال امتلاك اسرائيل للكثير من الشركات العملاقة في العمق الأفريقي في مجالات متعددة، فهل كل ما سبق يعتبر مؤامرة ؟؟.
 
في العلوم السياسية لا وجود لهذه الكلمة والبديل لها هي لغة المصالح وهو أمر مشروع لكل الدول تبحث عنها وتحاول تحقيق مصالحها دون أي اعتبارات أخري وإذا اعتبرنا أن بحث الدول عن مصالحها مؤامرة فهذا يعتبر عنوانا كبيرا للسلبية دونما النظر إلي مواجهة ذلك والمضي قدما نحو مصالحنا لذلك لم يكن مستغربا وجود اسرائيل إلي جانب إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية أخري في عمليات بناء سد النهضة وعلي صانع القرار المصري أن يتفهم ذلك جيدا وعليه جهد كبير للوصول إلي الثقة في العلاقات مع دول القارة التي افتقدناها منذ رحيل عبدالناصر ولم يعد مقبولا الآن التقارب في وقت دون آخر وفي سبيل ذلك أنصح بمفوضية عليا واقعية ومؤسسية تبعد كل البعد عن روتينية الواقع الحالي وتكون مهمتها بالأساس عودة العلاقات المصرية الأفريقية كما كانت عليه في الماضي علاقات تبني علي التحالف والمصالح المشتركة والمساواة والتواجد في العمق الأفريقي لخلق ثقافة أفريقية تجمعنا لأن المدركات السلبية مازالت تحكم هذه العلاقات حتي الآن والبعد كل البعد عن كل الأشكال التي تعكس صور الماضي التي أدت إلي ما نحن عليه الآن .

وأقصد هنا التعالي غير المبرر منا نحو دول القارة وكذلك ينبغي البناء علي ما يحقق وحدتنا الأفريقية الحقيقية لأن ذلك هو مصدر قوتنا جميعا في ظل المعطيات الدولية الراهنة.

في النهاية اسرائيل تبحث عن مصالحها وخططت ودبرت لذلك صحيح علي واقع صهيوني مختل العقل إلا أنها نجحت في الوصول إلي ما كانت تصبو إليه ومازالت، ودليلي زيارات نتنياهو إلي أكثر من دولة أفريقية منذ أيام قلائل تبعها زيارة رئيس دولة توجو إلي اسرائيل ومارس نتنياهو كعادته الكذب الذي يتقنونه دائما فقد قال الرجل نصا " إن مؤسس دولة اسرائيل ساهم في تحرير الشعوب الأفريقية فهل نعي الدرس ونحرص علي مصالحنا بداخل القارة التي أهملناها كثيرا ومازلنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط