الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن نركع.. فلنا شهداء


في هذه اللحظات العصيبة التي نمر بها لا أجد كلمات تعبر عن ما شعرت به وقت الحادث الأليم ، فلم أتوقع ما رأيته عندما وصلت للكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية بعد أن تلقيت الخبر وأنا أتحدث إلى صحفي زميلي وجدته يقول لي ما سمعه عن التفجير، فجريت مسرعة من المنزل في طريقي إلي زملائي بالكنيسة ووقتها علمت من صديقتي أن هذا اليوم هو الذكرى الثالثة لوفاة والد زميلة لنا وعندما وصلت إلي الكنيسة صدمت بما رأيته.. الدم يملأ المكان والحجارة تغطي الأرض والأصوات تعلو كل ضوضاء والانهيار والبحث عن الأشخاص، وقفت على الجانب الآخر من الكنيسة فتجمدت دون حراك ليس أحد معي انتابتني صدمة وسكوت لم أستوعب ما أشاهده الجميع يجري ويصرخ وأنا أقف أشاهد فقط لا أقدر علي الحركة وبعدما رأيت ذلك فكرت لعدة لحظات تمنيت ان أذهب مبكرا لحضور القداس لنوال البركة والتوبة ولكن لكل إنسان ساعته فيجب علينا الاستعداد دائما فالكلام سهل ولكن الأصعب أن تعيشه.. فهل سيأتي علينا وقت لنعيشه أم إنها دقائق معدودة للتفكير ونعود كما كنا نستهون بحياتنا، فالموت لحظة يجب أن نستوعبها .

نعود إلى الحدث مرة أخرى فلم أنتظر كثيرا أمام الكنيسة وذهبت إلى مستشفى الدمرداش لكي أرى هناك المصابين لكن لا أجد وصفا لتلك الحالات، فالإصابات بالغة والصراخ والعويل يملأ المكان الجميع يقول ماذا حدث لنا ولذوينا لم أتحمل أن أظل هناك لفترة، وذهبت بعدها إلى الحزب التابعة له حتى أهدأ وأتمالك ما بقي مني فالبكاء والانهيار انتابني ولا أعلم ماذا أقول ولا أعرف من كان هناك واستشهد غير والدة زميلتنا بالكنيسة وبعدها انهالت علي المكالمات لأعلم مكالمة تلو الأخرى أن والدة زميلي المخرج مينا أثناسيوس قد استشهدت بالكنيسة أيضا فكان والده قد تنيح منذ أكثر من شهر وقد لحقت به والدته في هذا الحادث.

فهل هناك كلام يقال بعدما علمت في هذا اليوم من زملائي كم أعداد زملائهم الذين أصيبوا واستشهدوا هذا ما كنت لا أريد أن أكتبه فقد ظلت حالتي تنهار بكاءً فقط كلما شاهدت صورة فتاة أو سيدة أو طفل قد استشهد في هذا الحادث الأليم الذي فجرنا جميعا حزنًا.

كيف نفكر أو نشعر أو نتعامل غير المتابعة وسماع الأخبار في هذا اليوم، لكنني تحديدا كنت في انتظار البابا تواضروس وكأني أنتظر والدي حتى يعود لكي أهدأ وأرى ما الذي سيقوله لي وما الذي سيفعله في هذه اللحظة، فقد حزنت كثيرًا عندما شاهدت بعض الصور له وهو يصلي القداس أثناء زيارته لليونان ووصل إليه الخبر وبكى لكي يرحمنا الله ويرفع عنا.

فلن أنسى من استشهدوا في أحداث أخرى ولن أنسى من ماتوا من أحبتي وأقربائي فالموت في حياتنا يتتبعني أينما أذهب لا أخاف منه ولكني أخاف الفراق وعذاب الحياة وحدي، ولكن أقول "لقد صبر اخوتنا على ألم ساعة، ثم فازوا بحياة أبدية. وهم في عهد الله".

لن نركع ابدا للارهاب فلنا شهداء في السماء يصلون لأجلنا، فالصلاة هي من تحرك القلوب وتهز الجبال وتضيء الطريق للتوبة والأحياء بلا نفس، لن نتوقف عن الصلاة لأجل شعب مصر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط