الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وقطر والغاز


ما لا يعرفه الكثيرون أن الغاز من أسباب استمرار الأزمة السورية وتأزمها المستمر، ليس فقط على الصعيد السوري بل على الصعيد الإقليمي والدولي، خصوصا بين روسيا وتركيا وقطر، على خلفية مشاريع ايصال الغاز القطري الى أوروبا عبر تركيا وبالطبع بعد المرور عبر سوريا، وكان الطموح التركي القطري يقضي بايصال الغاز القطري إلى أوروبا مما سيؤثر على فعالية القوة الناعمة التي تمتلكها روسيا باعتبارها المورد الأساسي للغاز الأوروبي، علما بأن وقف هذا الغاز يعني موت أوروبا من الصقيع الذي يحتاجها غالبية أشهر السنة.

ويبدو أن روسيا والتي لا ترضى بلعب الأوراق على طاولة واحدة، بدأت تفتش على طاولة أخرى يتواجد فيها شريك قوي لا يهمه الغمز واللمز ولا التهديد، وبما إن العلاقات مع الدول الخليجية ليست على ما يرام، فإن التوجه نحو السواحل المصرية كان ضرورة، لاعتبارات سياسية واقتصادية شتى تصب في النهاية بخانة مصلحة الطرفين الروسي والمصري.

فالعديد من الحقول النفطية وحقول الغاز تم اكتشافها مؤخرا في مصر، منها ما هو موجود في البحر الأحمر ومنها ما يوجد على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وبما إن الكميات المتوقع استخراجها ضخمة جدا وتفوق حاجة السوق المحلي فمن الطبيعي التوجه نحو الاسواق الخارجية، وهذا التوجه سيكسر دون شك كل قواعد اللعبة في المنطقة والعالم، وذلك بدخول مزود رئيسي للغاز يكسر اجتكار بعض الدول لهذه المادة ومنها قطر.

فقد سربت اخبارا خلال هذا الاسبوع عن توجه روسي فعلي لتصدير الغاز المصري المستخرج من حقل الشروق الى اوروبا عبر خط انابيب ستبنيه شركة روسنفط، وذلك بعد حصولها على الامتياز بنسبة 30% بقيمة 1.125 مليار دولار، كما استطاعت الشركة الحصول على ما نسبته 15% من مشغل المشروع بقيمة اجمالية بلغت 2.8 مليار دولار.

وبعد الكشف عن هذه الصفقة فإن سبب الحملة القطرية - التركية المسعورة على مصر انكشف ولا عجب في استمرار الدعم التركي - القطري للمجموعات الارهبية التي تزرع الموت والدمار في مصر لتقويض كل الجهود الرامية الى ارساء الامن الاجتماعي والاقتصادي.

فالحروب التي يشهدها القرن الحالي ليست حروب نفوذ فحسب بل حروب مياه ونفط ومصر تملك كلاهما لذلك كان من الطبيعي ان تكون في قلب المعركة والمعمعة المستمرة، الا ان من يمتلك هذه الاسلحة لا بد من ان يفوز ان مر فوق عتبة الازمات بالتخطيط والصبر وهذا ما تقوم به مصر الان بشكل واضح، علما ان الكثيرين لا يجدون في الاحداث الحالية اى تقدم او تخطيط وذلك عائد لقلة الاطلاع من جهة والاكتفاء ببعض الاخبار التافهة فقط، او عائد ربما لقلة المعلومات المتوفرة والتي توضح اسباب هذه الحرب التي طالت الاقتصاد المصري في الفترة الماضية، ولا يجب القول أن هذا هو السبب الوحيد بل ربما هو السبب الأبرز والأقوى.
وللحديث تتمة
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط