الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلمان في مصيدة الغلمان !!


لم تعد مجدية كل محاولات صرف الانتباه وتفويت الصيد في الماء العكر في كل ما آلت إليه العلاقات المصرية السعودية، فقد بلغ السيل الزبى ووقعنا في شراك الفرقة والاختلاف بعد أن نجحت محاولات الصبية والغلمان في جر الرياض إلى مستنقع عداء مصر الذي أخذ مسارا معلنا لا تخطئه عين بذلك الاهتمام المفاجئ للمملكة بسد النهضة الإثيوبي وهذا الترحاب الذي استقبلت به المملكة رئيس الوزراء الإثيوبي الذي يتصور يوما ما أنه قادر على منع جريان النيل إلى هبته مصر.

المؤسف أن المملكة لا تعلن غضبها أو انتقاداتها إلا عن طريق الصبيان فتارة تتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية، كما حدث في الستينيات مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث وفرت لهم الملجأ الآمن ليأخذوا استراحة محارب لاستئناف التخريب في مصر في وقت لاحق، وتارة تتحالف مع أمير الخيانة تميم ابن موزة فيسلط آلته الإعلامية ويشتري الصفحات ومراكز الأبحاث ليلعنوا مصر ورئيسها ويشوهوا إرادتها بعد 30 يونيو ليمنعوا مصر أن تعيش يوما حرة آمنة من ضغوط الكائدين، ويبدو أننا كنا مخطئين عندما كانت تتعلق أبصارنا بحكمة أمراء المملكة لوقف تطاول قطر على مصر والكف عن لهو الصبيان بل تأكد لنا اليوم أن قطر وعبثها لا ينطلق إلا تحت إيعاز من السعودية التي لا ترى غضاضة في أن تتحالف مع الشيطان إن لمست فيه قدرة للتأثير على مصر وقرارها.

ليس هذا فحسب بل توفر المملكة لعبث القطريين مظلة شرعية فيتحرك مجلس التعاون الخليجي الذي لم يتعاون يوما على انتشال المنطقة العربية من بورصة الصراع الدولي بين القوى العظمى والذي يجري اليوم على أراض عربية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، الكل تحرك لحماية الوكيل الرسمي للخراب في الوطن العربي قطر عندما أعلنت مصر ارتباطا ما لمنفذي تفجير الكنيسة البطرسية بأميرها ويبدو أن المملكة كانت مجبرة على إبداء أجواء المحبة والسلام عندما استقبل الملك سلمان البابا تواضروس وفرحنا جميعا معتقدين أن هذه خطوة لتبرئة المملكة من سلوك متطرفين تربوا على أن قتل المسيحي والتضييق عليه من حسن الإيمان.

يخطئ حكام الجزيرة العربية إن تصوروا يوما أن مصر قابلة للإخضاع أو البيع والشراء أو أنها مهما بلغت بها الحاجة وضيق الحال أن تركع لغير الله ولو كان هذا ممكنا لتحالف القائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي مع جماعة الإخوان وصم آذانه عن نداء المصريين له بإزالة العار الذي لحقهم من جلوس المأجور محمد مرسي على عرش مصر.

ولنتساءل جميعا في لحظة صدق ما الذي يغضب المملكة من مصر ويدعوها للاصطفاف مع أعدائها؟! يهمس البعض "تيران وصنافير" وكأنه مطلوب من الرئيس السيسي أن يتجاهل القضاء ومجلس النواب وهما ممثلان لإرادة المصريين ويسارع بتسليم الجزر لمجرد أن يحمل الوريث الشرعي المحتمل للملك سلمان هدية بين يدي توريثه تشفع له وترفع من مجده وأسهمه مع تعود أن يضيف كل ملك جديد قطعة أرض لمملكته.. وتناسى حكام الجزيرة كل تلك السهام التي تلقاها الرئيس السيسي وبلغت حد الاتهام بالخيانة وبيع الأرض لمجرد أن يدفع العلاقة المصرية السعودية إلى منطقة الأمان وألا تشوبها شائبة ..كنت مخطئا سيادة الرئيس؟!.

ماذا يمكن أيضا أن يغضب السعوديين ؟! رفض مصر تقسيم سوريا نكالا في عائلة حافظ الأسد التي لا تروق لـ "آل سعود" ..هل يرضي السعوديون أن نتحالف مع من فشلوا في إسقاط مصر من تيارات الإخوان والدواعش والسلفية الجهادية - وهي بالمناسبة منتجات يمكن تصنيفها تحت شعار "صنع في المملكة"- لينجحوا بسوريا في ما لم يحققوه في مصر والسؤال هنا : كيف تروج المملكة وغلمانها أن مصر تساند بشار الأسد وهو ما لم ينطق به يوما الرئيس السيسي أو أحد أعضاء حكومته، فما أعلنته مصر أنها مع وحدة الأراضي السورية ,انها تدعم جيشها ضد ميليشيات الذبح والحرق والقتل ,ان مصير بشار واستمراره في الحكم مرهون باختيار شعبه في انتخابات نزيهة تجرى بعد طرد المسلحين من أرضه ..فلماذا الغضب أيها السعوديون..لقد سئمنا ما يروجه مشايخ الفتنة على أرضكم من عبارات "حلب تحترق"، "حلب تباد" حلب..حلب... وهي ذات العبارات التي تصمون آذانكم عنها عندما يردد البعض "صنعاء تحترق" "أطفال اليمن يموتون" بصواريخ آل سعود، فهل الحفاظ على أمنكم القومي بالتدخل باليمن حلال لكم وحرام على سوريا وجيشها ورئيسها الشرعي.. لماذا لم تسألوا أنفسكم لماذا لم تغضب مصر أو تعلق على تحالفكم مع أردوغان أو الصمت على جرائم تميم الطامع في جزء من أرضكم بعد التقسيم.. ما لكم كيف تحكمون؟!

إنكم تعيشون فرية كبيرة تقوم عليها الحرب في سوريا واليمن وهي أن الشيعة يوسعون سلطانهم وأن قتالكم بالوكالة على أراضي سوريا واليمن جهاد مقدس، فغدا قتالا لم تكسبوا فيه شبرا أو تدفعوا فيه عن أنفسكم خطرا فحلب عادت لبشار وصواريخ الحوثيين مازالت تقض مضاجعكم ومن قبلها العراق التي حشدتم من أجلها تحالفا ضم 33 دولة لإزاحة صدام فباتت ولاية إيرانية صرفة...وفي النهاية تلومون مصر وقيادتها ..ألا تستحون؟!

إن الانتحار السياسي الذي اختارته المملكة السعودية بمحاربة مصر بشكل معلن والظهور في كل مكان يكرهه المصريون أو بالتحالف مع تميم وأسد السنة الكرتوني أردوغان هو طريق النهاية.. فهل فكر حكام المملكة اليوم في المستقبل القريب عندما تخرج أجيال في مصر عاشت سنوات من تخلى المملكة عن بلدهم في وقت كانت تبني نفسها وتتعافي ..هل فكر حكام المملكة في تلك الأجيال السورية التي ستحمل المملكة تبعات تمويلها كل سنين الخراب وفقد الأهل والمال .. هل فكر حكام المملكة في أجيال المتطرفين الذين لن ينسوا كيف عجز سلمان وتميم وأردوغان عن منع وقوعهم في ذل الأسر والسجون؟!

يا سادة.. لا تلوموا إلا أنفسكم فإن غضب مصر أو رضاها لا يخضع لحسابات وإغراء المال، اقرءوا التاريخ جيدا مواقفنا لا تباع أو تشترى ..اقفزوا من مركب تميم وأردوغان الغارقة التى تتلاطمها الأمواج سريعا .. فساعة الخطر قد لا تجد المملكة مصريا يكترث ببقائها أو زوالها وقد لا تجد سوريا حزينا على خرابها لكنها حتما ستجد إرهابيين صنعتموهم لا يحملون إلا سلاح الشماتة.. وختاما أتمنى ألا أسمع مصريا يوما وهو يرى من ينهي حكم آل سعود وينشر الديمقراطية على أرضها، "على نفسها جنت المملكة".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط