الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلاب زينت قاموس القيم ... وسرادق عزاء بحجم الألم ..!


أنصبوه من نواكشوط إلى المنامة ....أقيموا جدرانه من جثث الطفولة المراقة فوق ترابكم بسهام تراثية مسمومة من أفكاركم ...

ثم ادعوا كوكب الأرض إليه ولا تمدوا لهم يدا حتى لا تنتقل عدواكم ودعاويكم وخبث ما تحملون من الرزايا لعالم نود أن يسلم بعيدا ويأمن وحيدا من شرور ما تحملون من الكراهية المطبوعة في ذهن إبليس بلا ابتكار والمنسوجة في هواه دون قدره على الإخراج لها والانتصار بها ....

وقد فعلتموها دونما حياء وظننتموها دينا ينصر السطور بالساطور ويبني البلاد بالحزام الناسف المعلق فوق جسد طفولة برئية لا تعلم أنها تساق إلى الموت في لعبة فتاوى مدنسة ...

توقعت المشهد برمته يوم بثت القنوات المختلفة مقطعا قصيرا لطفل لم يبلغ عامه الثاني وهو يحمل سكينا ويلبس زيا داعشيا ويعلمه أباه كيف يذبح دميته ...

وتوقعت المشهد مرة أخرى يوم أرسلت لنا اليوتيوبات المصورة من ساحات سوريا المرهقة مجاميع لأطفال تعلمهم داعش على القتال والتفجير تحت عنوان مستقبل الجهاد في بلاد الشام ..!!

اليوم ترجموا المعضلة الإبليسية واخرجوها من التصور إلى الواقع ...جسم لين .. طفولي مستغرق في هدوئه .. طفله في عاملها السابع .... حاض الإجرام فوقها .. واسال الدماء على براءتها ...!

يقينا لا تعلم ما يراد بها .. لحظة أن كشف أباها ملابسها ... واقتربت أمها بالحزام الناسف من وسطها ... فهل ظنته رباطا يؤهلها للرقص على أنغام حنين يداعبها ... أو صوت عصفور يلاعبها ,,, وينتهي بحضن وقبله بين راحتي أمومة متعطشة لقلب الطفلة ..؟!!

ربما ظنت ببراءتها أن المشهد هكذا .. !وأنها ستظفر بالحلوى والقبلة معا بعدما تنتهي من تأدية المهمة ..ربطوا الحزام على وسطها الصغير ... واسالوا عليها لباسا فضفاضا ... وعلموها ماذا ستفعل .. وما هو التدبير الذي سيتلوه من فرحة جميلة بها وحلوى كثيره لها عندما تسافر إلى الجنة وقد نفذت ما قيل لها ...!!

أَفهموها أن تذهب إلى مقر قسم الشرطة في دمشق ... وتقول للجنود أنها تائهة فقدت أسرتها ولا تعرف أين أهلها ...!!استقبلها رجال الشرطة على الباب ... ثم أخذوها للسؤال والجواب .. !وفجأة طلبت الطفلة الدخول لدورة المياه .. فذهبوا بها إلى ما تتمناه ..

وما هي إلا لحظة حتى تم تفجير الطفلة عن بعد فجرها أباها صاحب اللحية وصورة لجبهة النصرة على جدار خلفه عليها شعار تعرفه تيارات الإجرام لينفجر قسم شرطة الميدان بمن فيه ..!!

فأتوني بإرهاب في العالم مثل إرهابكم ... وآتوني بثورة في العالم مثل قبحكم .... ثم ائتوا صفا ....
هذا المشهد ليس سيناريو خيالي .. إنه واقعة مؤلمة انفجرت بقسم شرطة الميدان بدمشق يوم الجمعة 16 ديسمبر 2016م ... !!

والقذائف تحيط بنا من كل مكان .. من فوق منابر داعشية وأحزمة ناسفة كما نرى في شوارعنا ودور عبادتنا وفي الأقسام ..!!

وعلى بعد مئات الأميال ...
هاجر الطفل الصغير مع والديه هربا من ضيق الشرق وجرائمه ... ذهبت الأسرة العراقية ومعها أفكارها ... وضيق الفهم وعجائبه ...ليستقر بهم المقام في ألمانيا .. يأكلون من مال المساعدات وينامون في بيوت الإيواء هناك ...!
يسير الطفل ابن الثانية عشرة عاما في أحد الأسواق .. مشيته مريبة .. اثقاله كئيبة ... تحوم حوله الشبهات ..

يستوقفه شرطي قريب ... ليجد الطفل محاطا بحزام ناسف من أحزان الشرق كان ينوى به تفجير نفسه وسط الناس في أحد الأسواق التي تطعمه بالبلاد التي آوته ليقتل بشرا لا يعرفهم ويذبح ابرياء بلا جرم قدموه على سبيل التعيين له ولأسرته ودولته وأمته ..!!

فأتوني بإرهاب يشبه ذلك الإرهاب الحاقد على كوكب الأرض ثم ائتوا صفا ...!!
المشهد الثالث ..
فيديو يلتقط صور متحركة لكلب مربوط في زاويه البيت في بلاد بارده ...للكلب غرفة يأوي إليها وسلسال ممتد منها يحيط برقبته حتى لا يذهب بعيدا وقف الكلب على باب غرفته الصغيرة متأملا .. !ماذا يرى ..؟

تحركت الكاميرا إلى محل نظره ...فإذا به ينظر إلى كتكوت صغير لم يمر على خروجه من بيضته يومين ...!!حُبست حوله الأنفاس ... هل سيكون الكتكوت غذاء الكلب حين لا يجيد سرعة الحركة ولا استشعار الخوف ..؟

تحرك الكلب بهدوء نحوه ... والكتكوت ساكن لا يحرك شيئا غير مزيد من الصياح الذى يشجع الآخر عليه ويحركه إليه ...!!الجو بارد ... والكلب ربما من برودة الجو جائع ... والكتكوت يبحث عن أم ودفء ...

مد الكب خطواته ... حتى وصل إلى الكتكوت بفمه وأنفاسه ...!ثم فتح فمه واحتوى الكتكوت كله داخله وأخذه وانتقل مسرعا إلى غرفته ...لحظة ... اثنتين ... حتى انتقل شعاع الكاميرا إلى هناك ..وإذا بالكلب يضم الكتكوت في دفئه ... ويحشره بين شعره ... ويمنعه من البرد ويحرصه من الغيب .!!

انقطع الفيديو الذى زين بفعل الكلب قاموس القيم ... فيما أبخرة التفجير لا زالت تنبعث من قسم شرطه الميدان في دمشق بفعل البشر ووسطها حطام طفلة حملوها إلى الموت وجعلوها تحمله بغدر في خط امتد من دمشق إلى ألمانيا ..!

والبقيه تأتي إن لم نقف ونتصدى .. بحثا عن الدولة المدنية الحديثة التي تؤصل لقيم المواطنة وتقطع من المتشددين والإرهابيين الأنامل مع الألسنة بالقانون ... والقانون وحده.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط