الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفتاوى والإرهاب يقتلون!


ينصر دينك يا بطل.. قتلت ناس عُزًّل كتير
ستات، شيوخ وكمان عيال.. أزحت عنا خطر كبير
دي ناس بتقول الله محبة.. والمحبة دي شيء خطير
اقتل بطرس واقتل مينا.. اللي اخواتهم ماتوا في سينا
واللي ولادهم رقصوا فـي فرحك.. واللي فـ ميّتم بيعزّينا
لينا رب اسمه الكريم.. ها ييجي يوم تعرض عليه
تقف أمامه ويسأل الشخص ده عملك إيه؟
بأي ذنب تقتله.. وفين ومين وإزاي وليه؟
إبقى قول لي يا بطل.. ها ترد يومها.. وتقول إيه؟

كلمات من قصيدة أحمد فؤاد نجم تعبر عن الأفكار الإرهابية المتطرفة، فهم ملعونون من قبل البشر منذ زمن بعيد،
فالإرهاب لا دين له ولا وطن، وعلى مر التاريخ كانت هناك جماعات إرهابية فى كثير من البلدان، ولم تسلم ديانة من انتساب الإرهاب لها وكذلك لم يخلو منه وطن، فالتطرف والعنف سلوك ليس جديدا على الإنسانية، ولا حديثا على الأوطان، فمنذ أن قتل قابيل أخيه هابيل ظهر الإرهاب على الأرض.

فى الآونة الأخيرة نعاني من وجود جماعات مسلحة متطرفة تتخذ من الدين غطاءً لتحقيق هدف سياسي، ومنذ بداية القرن الواحد والعشرين برز نوع من أشد أنواع القتال وأعقدها، ذلك هو قتال الجماعات الإرهابية، وهو ما دعا مؤخرا إلى الحرب على الإرهاب.

فنجد أن الإرهاب مر بثلاث مراحل من العنف والقتل، أولها الضغط على الدولة لإعادة الرئيس المخلوع محمد مرسي بتواجدهم في منطقة رابعة العدوية، يليها اغتيال وقتل شهدائنا من الجيش والشرطة وتفجير الكمائن والمرحلة الحالية، وهي إهدار أرواح المدنيين وإثارة الذعر في نفوس المواطنين.

لكن هل للفتاوى نصيب من ذلك، الفتاوى التحريضية التي نراها من أصحاب الأفكار المنبوذة مثل "هل الأقباط شهداء أم لا؟"، "هل يجوز أن نطلق عليهم ذلك أم لا؟"، هذه ليست حرية رأي وتعبير في المختلف معي ضمنيا، ليست هناك أي حرية رأي لمن يكفرني في آرائي ومعتقداتي.

ويستمر مسلسل ياسر برهامي وأشباهه في إصدار الفتاوى للشعب، والتي نراها بعيدة كل البعد عن الدين ونابعة من أفكارهم التي تقلل من احترام الإنسان وتجرده من عقله وتلصقه بجهاز إلكتروني تتم السيطرة عليه حتى ينساق وراء تلك المهزلة التي تعرقل تقدم الدول وتدين المفهوم الصحيح للدين، فهل سنظل نرى دعاة التطرف يعتلون المنابر؟

أتوقع أننا لن نصمت على دعاة الفتن، لن نقبل أن نكون شهداءً لأجل إرهاب يلعب داخل الوطن، سنقضي عليهم بأفكارنا ووحدتنا وتنظيف المجتمع من أمثال هؤلاء، وبالتأكيد لن نصمت مرة أخرى.

ولا نريد أن نرى المشهد يتكرر مثلما رأينا عروسة السماء وجميلة الجميلات الطفلة ماجي مؤمن، صانعة الابتسامة، التي استشهدت نتيجة تأثرها بجراحها في أحداث الكنيسة البطرسية بالعباسية، فأي فكر هذا الذي يقول إن القتل حلال للأبرياء والأطفال وللإنسانية؟ أم الخطيئة جعلتكم لا ترون غير الأفكار الدموية، ونسأل الله أن يلهمنا الصبر والسلوان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط