الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام المصري وصناعة الأعداء.. أفريقيا نموذجا


القارة الأفريقية وأمتها من أهم الدوائر الانتمائية التى ينتمى اليها الشعب المصرى وأن لم تكن الأولى على الإطلاق، غير أن القائمين على القرار الانتمائى لمصر مصريين على الدائرة الأغنى بالذهب الأسود برغم أن كل الدلائل والمواثيق تشير الى أفريقية مصر 100%، ولذلك ينبغى أن تعمل لها مصر تمامًا كما أنها تعمل لغيرها من الدوائر الاخرى.

وللأسف الإعلام المصرى بدلًا من أن تقوم بالعمل على ذلك وبتثقيف الشعب وإعلامه بما يدور فى الشارع الافريقي سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا والتركيز عليه بكل حيادية كما هو منصوص فى التشريعات الإعلامية، للأسف يقوم الاعلاميين بالتركيز على مواقف سلبية تخلق عداءات بين مصر والأشقاء الأفارقة ليتحول الإعلام المصرى سبب هام وأساسى من الأسباب الكارثية تعيق تقدم الوطن، التى كلما اتجه الوطن الى الامام فى شتى مناحى الحياة داخليا وخارجيًا.

ذلك أنه وبكل سهولة يأتى إعلامى متفزلك مدعى البطولة الكلامية والشفافية المؤدى للعتمة والجهل ليعيدنا الى نقطة الصفر أو يخلق ازمة بيننا وبين اشقائنا العرب أو الأفارقة أو أن يخلق أزمة بين الشرائح الاجتماعية المكونة للشعب المصرى والأمثلة على ذلك كثير.

ويحضرنى من هذه الموافق المؤسفة والمخجلة والمستفزة للداخل والخارج عندما أعلن الإعلامى المثير للجدل كلمات غير لائقة فى وصف بلد شقيق والتحدث عن رئيسه بشكل لا يرضى عموما الشعب حتى لو كان يتحدث بهذه الطريقة عن شيخ بلد فى قرية من قرى مصر واسمحوا لى أن احتفظ بتفاصيل الموقف لعدم تجديد الألم للشعب الشقيق.

وموقف آخر يحضرنى عندما وبكل سهولة وحماسة احتدت الاعلامية مع السفير الإثيوبى وأغلقت الهاتف وهو يتحدث، نتائجها الكارثية ان المتحدث شخصية اعتبراية ممثلة لدولة شقيقة يستلزم مسح هذا الموقف السلبى صولات وجولات، وكذلك اعتزار رسمى اذا لزم الأمر وفى بعض الاحيان تنازلات فهل لو تعلم او يعلم الاعلامى او الاعلامية ما سيكلف دولته لتصحيح خطأه الجسيم الكثير او أن هذه الكلمة ستؤدى الى عداء او قطيعة، لم يقوموا بها.

وموقف آخر يجول بخاطرى عندما أعلن أحد الاعلاميين أن الزراعة فى مصر تروى بمياه المجارى فما كانت من الدول المستوردة للخضار والفاكهة المصرى إلا ومنعت استيراد المنتجات الزراعية من مصر ومن هذه الدول دولة السودان الشقيقة، فما كان من الإعلاميين المحترمين إلا أنهم صبوا جام غضبهم على قرارات الشقيقة السودان وكأنما اختزلوا مقاطعات الدول لمنتجاتنا الزراعية فى السودان.

وهناك مواقف اخرى مهمة جدًا لابد من ذكرها عندما اتهمت إثيوبيا مصر بأنها تعمل لبث الفتنة والعمل على زعزعة استقرارها الداخلى استندت على تسجيلات اعلامية لمؤتمر حزبى حضره بعض الشخصيات الاثيوبية المعارضة داخل مصر والأهم من ذلك اللقاء الرئاسى الذى تم بثه على الهواء فى فترة الرئيس الاسبق محمد مرسى مع الشخصيات السياسية المصرية وقادة الرأى فى ذلك الوقت، والذين خططوا ودبرو مواقف عدائية لإثيوبيا.

المواقف كثيرة وعلى الاعلام والاعلامين ان ينتبهو او يتم اعادة تثقيفهم بأستراتيجيات الامن القومى كى يدركوا ما يجب قوله وما يجب منعه ، وارجو ان لا يعتبر كلامى هذا دعوة لتقيد الاعلام ا اكثر من انه دعوة لتثقيف الاعلام والاعلاميين ليتحول مجال الاعلام الى مجال تنموى مفيد للوطن اكثر من تحوله فى هذا التوقيت الى مجال هدام لمسيرة الوطن ورسالتها السامية نحو الترابط والتعاضد الافريقى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط