الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاتل أنقرة .. وفرق داعشية لتسويق الخيانة والغدر !


مضى العقلاء وهم مستنكرون جملة الوقائع التي تحيط بقدرهم الذى دفعهم لأن يكونوا أحياء وسط أحياء مصابة بإعياء الضمير ولوثة التفكير وغياب نزعة التصور الإنساني ..

فتمارس كل قذارة الدنيا تحت رايات المبادئ ... وتعاقر كل جرائم الوحوش بدعوى الدفاع عن الحقوق والحريات ...
يقتلون باسم الحياة ويسرقون باسم اليتامى ... ويميلون ميلا عظيما باسم الاستقامة ..

واليوم يمارسون عهرا ضميريا استثنائيا وإجراما وصل لمرحلة تفخيخ الأطفال ودفعهم إلى التفجير عن بعد في مراكز الشرطة بعدما انتهوا من قصة تفخيخ الدجاج والحمير الطائش في شوارعنا بلا هدف فيلتقي مع من اختارهم للموت بلا سبب تحت عناوين جهادية تزعم نصرة الشريعة ..!!

هذا المشهد المأزوم هو ابن الجهل والفقر المعرفي والمرض النفسي الذى صار واقعا في صفوف الجماهير العربية والإسلامية المصابة بجين سلفي كرائهي خاص ونادر أصاب واقعنا بهزيمه مروعة !

هزيمة للقيم التي نزعم الدفاع عنها .. وهزيمة للقضايا التي يزعم البعض النضال من أجلها عندما يسلك في سبيل التمكين لها أحقر الوسائل وأضل الطرق ...!!

للدرجة التي أصبح فيها مثلا مستقرا حولنا هذا القول الذى يحمله سطرا مركزا من وقائح القوم ووقاحتهم عندما يهمس بلا فائدة بآذان واقعهم قائلا ...
كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال ؟؟

وتقريبا هزيمة مستمرة ... كوننا لا نواجه عدونا بشرف ... ولا نلجأ لساحة المعركة بأدواتها ... وننحط خلف الانحطاط في كل مرة بعدما ضاعت منا البوصلة وهاج في القوم الرعب الطائفي بوقت تعود فيه حلب إلى حضن أمها سوريا .. ويرجع الجزء الذى شرده الإرهاب للأصل وقد تلبسهم المرض الذى جعلهم يلقون خلف ظهرهم كل فلسطين ويتحولون لإسقاط مصر وسوريا والعراق وليبيا دفعة واحدة بينما رماحهم منصوبة هناك في صدر صنعاء...!!

فما الذى جعلهم يصورون الضابط التركي المجرم كبطل وهو القاتل الذى غدر بالسفير الروسي أندريه كارلوف، إثر إطلاق النار عليه أثناء القائه كلمة في افتتاح معرض مصور بمبنى متحف الفن الحديث بالعاصمة التركية أنقرة..؟؟
كيف يتحول الغدر بالمستأمن إلى سلوك مشرف في أمة بلا بطولة عبر تاريخ طويل لم تُجد فيه إلا مكر السهام ولعنة السيف والمنكر ..؟؟

يدعونه لإلقاء كلمة في متحف فني ثم يغتالون شعوره بالأمان بينهم ثم يجعلون ذلك استجابة لتدين لا يفهم الدين وبطولة تزدري كل القيم النبيلة ...؟!!

المشهد لن يغيب عن التاريخ ... ولحظة سقوط السفير الروسي دعونا نقول أنها اللحظة التي سقطت فيها المعارضة السورية كلها وحُسم الأمر بحدوده التاريخية لصالح الدولة السورية والاستقرار الذى أدماه الدواعش وفتنتهم والمناهج التي تتربى عليها فلولهم المختبئة في شوارعنا تنتظر لحظات التمكين ..!

لن يحصدوا غير سطر إضافي يحكي عن الغدر الذي جعلوه دينا ... والخيانة التي أرادوا أن يمنحوها لقبا آخر وعندها لن تختفي الخيانة وتموت الألقاب بمثل هذا التحريف الطفولي الذي يحاول التشويش عليه من ربتهم بيئة الضلال بعيدا عن النزعة الإنسانية التي تجعل القيم في المقدمة والإنسان في البداية .. والتخديم على مستقبله واستقراره أولوية مطلقة وهو الفكر الذى حاولت داعش وصبيانها نزعة من العقل الجمعي العربي وتسويق جملة المنكرات كلها على أنها حزمة فضائل ..!!

ليستمر تاريخهم المعروف مضافا إليه ما سجلته الأيام عن مرحلتهم الدامية معنونا بتوصيف لا يخطئ وقد جاء على لسان عنكبوت السياسة البريطانية ونستون تشرشل عندما سئل مرة عن رأيه بالشعوب فقال جملته التاريخية : إذا مات الانكليز تموت السياسة وإذا مات الروس يموت السلام وإذا مات الأمير كان يموت الغنى وإذا مات الطليان يموت الإيمان وإذا مات الفرنسيون يموت الذوق وإذا مات الألمان تموت القوة وإذا مات العرب تموت الخيانة..

وبهذه الخيانة التي نعيد تكرار سطورها اليوم قد ضرب الخراب بلادنا وها هو يقفز من فوق الأسوار ليوسع نطاقه بأراضي كل من استثمر في الإرهاب ليكون الدور عليه وقد بدأ بتركيا التي ربت الثعابين لجيرانها أسفل مناضدها ظنا منها أنها عن لدغتهم آمنة.. وسترينا الأيام ما كنا عنه غافلين ... لعلنا نتطهر من وزر الجهل وننتقل إلى دائرة النور بعد كل هذا التضليل والقهر.... لعلنا ..!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط