الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وداعًا عام الإنجازات والأحزان !


العام الذي يوشك علي الإنتهاء لا يريد أن يرحل تارك لنا الذكريات المفرحة دون أن يمحوها بمر الأحزان ، بالفعل عام ٢٠١٦ شهد الكثير من الأفراح منها افتتاح العديد من المشروعات القومية في مجال الطرق والكباري كما شيدت مصر عددا من المصانع وعددا اكبر من الوحدات السكنية وأيضًا تدشين المليون ونصف فدان كما أسعدت الدولة البسطاء من شعبها بمشروع الاسمارات وغيط العنب وغيرها من مشروعات مماثلة.

 ما تم إنجازه هذا العام من أعمال تنمية في سيناء ومحور قناة السويس أمر يستحق الإشادة بمجهود القوات المسلحة وبالتحديد رئيس الهيئة الهندسية اللواء كامل الوزيري ، وما أنجزته الدولة المصرية من خطوات نحو التنمية والنهوض بمصر هذا العام أمر لا يمكن إيجازه في هذه السطور يكفي ما يحدث في هضبة الجلالة من تحدي للطبيعة وتسخيرها من أجل التنمية ، فكل الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قبل التحدي وخاطر بشعبيته من أجل إنجاز هذه المهمة الصعبة.

السؤال هنا لماذا لا نشعر بفرحة هذه الإنجازات والخطوات الجادة نحو تنمية مستدامة تحقق النهوض للوطن؟
هناك سببان رئيسيان الأول يتعلق بحزمة الإصلاحات الإقتصادية الصعبة التي أقرتها الحكومة ويدفع ثمنها كل المصريين بلا استثناء، الأمر نفسه الذي رفع الأسعار مما أدي الي صعوبة الحياة المعيشية علي المواطنين خاصة مع حدوث أزمات قد تكون مفتعلة في بعض الأحيان فهذا العام شهد أزمة لبن الأطفال ونقص في سلع استراتيجية هامة مثل الأرز والسكر وأيضا تلاعب بعض الفاسدين بقمح المصريين ومؤخرًا أزمة الدواء التي هي في أشدها الآن، اذًا كل هذه المصاعب جعلتنا لا نستشعر الفرحة بعد أي انجاز تنموي تحققه الدولة وربما هذا أيضًا لأن هذه المشروعات تحتاج بعض الوقت لتظهر عوائدها وتتضح للجميع.

أما السبب الثاني لعدم شعور المواطنين بفرحة هذه المشروعات القومية هو الإرهاب الذي ينغص علي المصريين فرحتهم طوال الوقت ويحارب المصريين في عزيمتهم وثقتهم في أنفسهم ولكن دوما إصرار الشعب المصري يدفعه لبذل الدماء والإستشهاد من أجل حماية مقدرات البلاد ولقد فقدنا هذا العام المئات والمئات من الشهداء سواء من رجال الجيش أو الشرطة وأيضا المواطنين المدنين في حرب ضاروس يشنها علينا الإرهاب من أجل إيقاف عجلة التنمية ، وربما هذا السبب هو الأكثر تأثيرًا علي سعادة المصريين فهذا العام شهد العديد من الحوادث الإرهابية التي هزت وجدان الشعب المصري وأبرزها حادث مسجد السلام والكنيسة البطرسية، أما حوادث الأكمنه في سيناء فهي التي أبكت المصريين كثيرًا طوال العام.
 
أيضا في هذا العام جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وسقطت طائرة لمصر للطيران في البحر المتوسط بعد إقلاعها من مطار شارل ديجول في باريس وأيضًا تعرضت أخري للخطف وتوجهت إلي قبرص في طعنه قاسية للسياحة التي لم تستفيق من حادث الطائرة الروسية في العام الماضي.

هناك أسباب أخري جعلت من عام ٢٠١٦ عام الاحزان من أهمها أننا حافظنا علي ترتيبنا في منظمة الصحة العالمية بخصوص حوادث الطرق وتصدرنا التصنيف العالمي لحوادث السير وشهد العام الماضي العديد من الحوادث المؤسفة فقدنا علي أثرها العديد والعديد من الضحايا وعلي المستوي الشخصي فقد دهس عام ٢٠١٦ ثلاثة من أصدقائي بعد ان لقوا حتفهم في حوادث سير منفصلة ، رحمة الله عليهم جميعا ، وأيضًا سيارات النقل المقطورة دهست الكثير من المصريين علي الدائري والطرق السريعة، أما حوادث القطارات فلم تنته بعد ولازال لغز العياط يسيطر علي حوادث القطارات التي دهست العشرات من المصريين هذا العام، فهل حان الوقت أن نوقف نزيف الأسفلت ؟! ليصبح العام الجديد نقطة تحول في هذا الأمر أتمني أن تتبني الدولة خطة لإنقاذ المصريين من الدهس علي الأسفلت .

هذا العام أيضًا شهد واحدة من أكبر كوارث الهجرة الغير شرعية بعد غرق مركب رشيد والتي راح ضحيتها شباب مصرين في مقتبل العمر لتطفو أجسادهم فوق المياه وتغرق أحلامهم في قاع البحر.

بشكل عام أظن أن هذه السنة قد تركت بداخل كل منا ألم قد يستمر أثاره لفترة أتمناها قصيرة تنتهي مع نسمات العام الجديد لننعم فيه بثمار الإنجازات التي تحققت في ٢٠١٦ دون ألام تعكر علينا صفو هذه الفرحة خاصة أن القوات المسلحة والشرطة المصرية قد قاربت بشكل كبير علي إقتلاع جزور الارهاب واتوقع مع دخول ترامب البيت الأبيض سيتحسن الوضع لبعض الوقت في منطقة الشرق الأوسط وهذا سيكون في صالح مصر كاستراحة محارب تمكن من مواصلة البناء والإنجاز.

في النهاية اللهم تقبل كل شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة هذا الوطن وصبر أهاليهم الذين يضربون لنا مثلا حي في الصبر والإيمان وحب الوطن أيضا نسأل الله الرحمة لكل من سال دمه علي أسفلت الطريق أو في حادث إرهابي جبان.

واهلا بعام جديد نأمل من الله ان تحصد فيه مصر الخير ويري أهالها فيه النور والامل وينعم أبناء الوطن جميعا بالأمن والسلم والسلام وأن تستيقظ ضمائر المصريين ، فلن ينهض الوطن إلا بعد أن تستيقظ الضمائر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط