الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلبهم باسط ذراعيه .. وكلبنا هائج في النفق بلسانه وعينيه!


أرجوكم لا تهينوا الألقاب ... ولا تلصقوا وفاء الكلب بمن لا يستحق من فاقدي الألباب ...لا تحقروا الكلاب عندما تلصقون ببعض البشر أسماءهم ... وتنادون بعض البشر بألقابهم ...فعندما نتحدث عن وفاء الكلب ... نرصده ونفحصه ونرقبه ونحلله لربما نحتاج في ذلك إلى أكثر من كتاب ...

يجب أن ندرسه للناس لعلها ترتقي .... ونقدمه للبشر لعلها ترعوى .. فلا يؤمن الكلب بالرشوة ... ولا يفرط في وفائه بغمره في الملذات .. ولا يمكن أن يترك كوخه الذى كبر فيه مع صديقه وفاءً من أجل عطاء الدنيا الكبير كما يصنع أصناف من البشر عندما نتمثل فعلهم الحقير ...

"وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا" ...كان وفيا لهم .. فصار بآيات الكتاب موصوفا كأحدهم ... وقد اشترك في المعجزة معهم ومال عليه القدر الذى مال عليهم ..وداخل الغفلة الطويلة .. والرقدة المثيرة .. لم يفقد وظيفته وظل باسطا ذراعيه بالوصيد مقدما حمايته ورعايته ...

كان هذا كلبهم الموصوف في كتاب مقدس ...وكان ولده الشرعي بيومنا المهجورة فيه الحقائق هائجا في النفق المدنس بأفكار الشياطين عندما أرادوه مسارا لتوريد المخدرات إلى عمق الوادي الخصيب ...

جملة من القوانين السيادية العجيبة التي تمنح لأصناف من البشر حصانة تجعلهم فوق القانون فلا تُفتح أمتعتهم ولا يلامس التفتيش مراكبهم أو أجسادهم ...

وهو مشهد خطير في وطن مستهدف يدعونا لإعادة النظر في هذه القوانين المقيدة للأمان عندما يستغلها ضعاف النفوس ويتخذونها مطية لتمرير كل سوء إلى قلب الوطن فيضرب شبابه ويضرب أمانه ويصاب في مقتل شريانه...

وهذا ما حدث في القضية المشهورة إعلاميا بقاضي الحشيش ...هو رئيس محكمة...........!! قادم من سيناء معتمدا على قانون اصطفائي جعله فوق الملامسة والمحاسبة والتفتيش الذى يتعرض له كل من يمر بكمين يراعي الأمان ويفحص المارين حماية لهم ولوطن يعيشون فيه ...

العصابات الذكية تضع هنا آمالها .. وتحط حول هؤلاء وأمثالهم رحالها ...!وقد نجحت في جذب بعضهم وحملته بشحنة من المخدرات كي يصل بها إلى أهدافها مقابل مبالغ مالية مجزية...
 
والواضح أنها ليست المرة الأولى فقد تعود القوم على اختيار المراكب التي تجتاز الكمائن في هدوء تحت سلطة قانون سيادي أعرج يعاني عوارا ينقض القانون ذاته كون أصل القانون عدالة ومساواة لا يوفرها هذا القانون الخاص للشعب عندما يختص فئة دون غيرها وكأنه يرفع بشرا فوق آخرين ...!!

سكت الجنود ... رُفعت أياديهم لتقديم التحية لحضرة الراكب على المنصة والحاكم في كل قضية... ! فهم يقرأون الهويات ويتخذون سلوكا مختلفا مع كل هوية ...!! إلا حفيد الباسط ذراعيه بالوصيد الواقف بجوارهم عيناه تفحص أمان الوطن دون التركيز في الرتب ...!

فالكلب لا يعرف الوجوه والمقامات ولكنه فقط يؤدى بكل جدية المهمة الموكلة إليه ..لا تصله رشوة تلجمه ... ولا خوف من الجاه يتسرب إليه فيسكته ..!

وما رأى في المشهد برمته إلا حمل من المخدرات التي استشعر منها الرائحة فراح نباحا ونداها وفواحا ومستغيثا وقد ضج منه الكمين بأكمله ...لله درك من مشهد ما أعظمك !!

لم يسكت الكلب الوفي لبلاده حتى قادهم إليه وأخذهم في المركبة إلى مكانه ... مكان المخدرات التي تمكر بنا ... الكل في صمت .. والقاضي في حسرة .. والكلب في هياج حتى أمسك الكمين بجسد الجريمة ..

بعدها هدأت ثورته ... ونامت مطمئنة فطرته ... وراح باسطا ذراعيه بالوصيد ينظر إلى وطنه ولا ننظر إليه..فتحية لهذا الكلب ... الذى يجب أن نتعلم منه ... كيف ننتصر لوطننا في مواجهة قطعان الفساد المتلبسة بمراتبها ومراكزها وسلطانها ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط