الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما يتحدث الفلاسفة.. يصمت أهل العلم


رغم أن قضية تيران وصنافير أصبحت محل جدل وتخوين فكل من اقترب منها من الجهتين ناله قدر من التخوين أو العمالة، لمن قال إنها سعودية تارة، وقدر من الاتهام بالجهل وعدم الفهم لمن قال إنها مصرية تارة أخرى.

فأصبحت القضية شائكة وفضل الكثيرون عدم التحدث عنها حتى لا تطالهم الاتهامات المتبادلة من الطرفين إلا أنني لم أستطع الصمت كعادتي التي رغبت دائمًا في التخلص منها ولم أستطع.

فنظرت للأمر بمجمله في قضية #تيران_و_صنافير فوجدت أهل العلم الحقيقي ملتزمون الصمت والجميع يفتي كما جرت العادة في كل مشاكل المصريين.

فتساءلت ماذا لو نكف عن الجدل البيزنطي ونترك أهل الاختصاص؟
ماذا لو نكف عن التخوين؟
ماذا لو نترك الأمر لأهله؟
هل أثق في رئيسي؟
سؤال جريء.. نعم أنه جرئ جدًا ويخشى رجال من الإجابة عليه، وأقصد كلمة الرجال لأن الأطفال غير مؤاخذين بما نطقت أفواههم.

ماذا لو أجبت أني لا أثق؟؟ سأهاجم وتكال لي الاتهامات! سيغضب البعض!

على الطرف الآخر.. ماذا لو قلت أني أثق؟ سيتهمني بعض خصوم الوطن بالتطبيل والتهليل للنظام! مفترضون أنني أوافق على بيع الأرض وكأنهم يفترضون أن النظام فعل ذلك وأنهم أكثر وطنية من النظام وهم لا يعلمون حتى معنى الوطن.. ولا يعلمون أن المصري الذي زرع على أرضها أحد جيناته "#الأرض_عرض" بينما هم يستغلون القضية لتخريب الوطن.

ماذا عن قناعتي؟ قناعتي أنني أثق في رئيسي. وهل هذه تكفي؟ نعم تكفيني لأرتاح ذهنيًا.

وأكرر أني أثق في رئيسي أنه لا ولن يفرط في ذرة رمل مصرية.
لماذا؟ من يعرف ضباط القوات المسلحة وكيف زرعت الوطنية فيهم للنخاع يملك الإجابة ويعلم جيدًا صدق ما أقول.

فلا تزايدوا على وطنية رجال قال فيهم رسولي الكريم (إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا منها جندا كثيفا فجنودهم خير أجناد الأرض لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة) فليس لدينا سوى جيش واحد وسيظل على قلب رجل واحد لقيام الساعة.

وقال فيها المولى عز وجل (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ)، فرجالها لا يخشون في الله لومة لائم في الحق والأمن فيها الى يوم الساعة.

ولقد وهبها الله أن تظل منبع الوطنية الى يوم الساعة وقال في رجالها (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

ووصفها الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين:
"لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب.. وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقى غضبهم، ولا تشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم،
فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثًا:
1- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها
2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم
3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك
وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله".

فلنكف عن الحديث فيما لا نعلم.. ووصف انواع الطائرات والغواصات وقواعد الطيران والطفو ومحرك الطائرة الرافال وسرعة الصاروخ.

وليتحدث كل في مجاله الذي يعلمه فقط ولا ينصب نفسه خبيرا عسكريا وجيلوجيا وطبيبا وإعلاميا ورجل دين..
وأقتبس من رجل بسيط قام في أحد الندوات وقال لي "يا دكتور أحنا مش هيتصلح حالنا غير لما كل واحد يتكلم في اللي يعرفه وبس لكن أحنا عندنا 90 مليون خبير وفيلسوف في كل حاجة وده اللي مودينا ورا".

وأخيرا لا أذكي نفسي بل أتمني أن تكون مصرية فحبة من رمالها أغلى عندي من حياتي.

اللهم أحفظ مصر وشعبها، وجيشها ورئيسها وكل من قام على حفظها، واخسف الأرض بكل من من كاد لمصر سوءا وأجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره، وارحمنا من الخبراء والفلاسفة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط