الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلال سلمان والسفير والملايين


انشغل الشارع العربي منذ أيام مع توقف جريدة "السفير" اللبنانية عن الصدور بسبب الأزمة المالية المستمرة والمعلن عنها منذ أكثر من سنتين، توقفت "السفير" مع العام الجديد لتطوي صفحة من صفحات الصحافة العربية التي كان لها صولات وجولات في نشر الأفكار الناصرية في البدء والدفاع عن القضية الفلسطينية وصولا إلى الدفاع عن بعض رؤساء الأنظمة العربية السابقين.

شعار السفير كان صوت الذين لا صوت لهم، وبالفعل كانت لفترة من الفترات، خصوصا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية وما تلاها من اجتياحات إسرائيلية للبنان، ملجا لليسار اللبناني، وكانت صفحاتها تضم خيرة أسماء الكتاب العرب ذات التوجهات اليسارية، وبدأت الأسماء تختفي بالتدريج مع كل تقلب سياسي في المنطقة، أو بمعنى أصح بدأت الأسماء تختفي وتظهر مع كل دفعة تمويل طبقا للمصدر.

ليس خفيا على أحد أن طلال سلمان كان يتلقى الدعم المالي من جهات كثيرة وعديدة تحت بند دعم مسيرة الجريدة، وليس خافيا على أحد أن ملايين الدولارات دخلت حسابات سلمان، من مصادر عدة، وكان من المفترض أن تكون هذه الملايين خزانا ماليا يؤمن على الأقل رواتب العاملين فيها لسنوات طويلة، ويؤمن رواتب تقاعد أو تعويضات صرف لمن تسرق الصحيفة سنوات عمرهم وشبابهم، إلا أن أي شيئا من هذا لم يحصل.

فبمجرد توقف الدفق المالي لسوق الإعلانات في لبنان، وهو أمر لا يتعلق بلبنان فقط بل يتعلق بصحف العالم أجمع، بدأ الترويج لإقفال الجريدة، ورغم أن تاريخ "السفير" كان يسمح لها بالتحول الإلكتروني وجذب المعلنين واحتلال المرتبات الأولى بين المصادر الإخبارية، إلا أن إدارة السفير الغراء رفضت الالتحاق بركب النشر الإلكتروني، فقضت على آخر بارقة أمل كانت من الممكن أن تنقذ أبواب الصحيفة من الإغلاق.

والسؤال موجه إلى طلال سلمان، وهو هل من الممكن أن يقدم جردات حساب لكل الأموال التي تلقاها كدعم للجريدة؟ وهل يمكنه تقديم كشوفات حساب لحساباته البنكية داخل وخارج لبنان؟ علما بأنه كناشر من حقه الكسب، وكسب الملايين، لكن كان يجب عليه الفصل بين أموال الدعم الموجهة للجريدة وليس له، وبين الأرباح التي نالها طيلة العقود الأربعة الماضية.

وفي النهاية لا بد من الترحم على "السفير" وصفحاتها وأيامها الجميلة، والترحم على الورقات الصفراء التي عايشت آلام وأوجاع الشعب اللبناني والشعوب العربية...

وللحديث تتمة...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط