الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم فقست بطاريخ برهامي والحويني إرهابًا ودمًا ..!


ساطور وسطور ولحية ودم ....هكذا هي الصورة التي جاءت من الإسكندرية عروس المتوسط لتُفزع العالم حولها ويَفزع العالم كله لها وهو يشاهد رجلا مسيحيا مسالما يتم نحره أمام دكانه وهو جالس يباشر تجارته ... وقد استسلم للأمان الذى تعرفه مدينته ..!

فهنا عاش الكرد والصرب واليونان والطليان والأرمن والأمريكان وذاب الكل في بهاء النسيج الاجتماعي حتى صار الكل مصريا ....
لم يعرف الغدر لدروب الإسكندرية مسارا ولم يعش في حواريها أو ينشئ له دارا ..

إلا يوم أن آوت إليها السلفية الغازية من بلاد الصحاري بنصف عين ونصف رأس ونصف عقل وأذن واحدة ...
لا تجيد في الحياة سوى التدليس والخلط ونشر الكراهية ...

تركتها الدولة لتكبر ربما تستخدمها في السياسة وفقا لمعايير الموازنات في تجربة كانت وبالاً على مصر وها نحن نحصد اليوم في الإسكندرية وكل الوطن جمرتها الخبيثة دما مسفوحا من ساطور سلفي انسل من يد الرجل الملتحي ليمرر شفرته على رقبه العم يوسف لمعي صاحب المحمصة والذى جلس آمنا وقد أعطى ظهره للطريق بشارع خالد بن الوليد ليأتيه منه الغدر الطليق فيجعله يسبح في دمائه عندما جاءه السلفي من الخلف على حين غرة وحز رقبته...!!

ثم هرب في سيارة تنتظره مع ساطوره وسطوره لتكشف هويته الكاميرات التي بثت صورته ليتضح أنه قادم لبلد ياسر برهامي من أصول تعود لكفر الشيخ المجاورة حيث ترتع في بِركها وبَرها سطور الشيخ الحويني صاحب فقه الرقيق والإماء والغزو الذى قدمه للشعوب المقهورة كأحد الأساليب الضرورية لبناء نهضة اقتصادية تعتصر الأمم وتسحق الملل وتدوس الضمائر وتسرق من الناس حرياتها وأقواتها تحت لقب الغنائم ؟؟

هذا الفكر المسكون بكل هذه الخبائث تُرك طليقا حتى أصبح في شوارعنا الحضارية ينحر بسكين داعش في هجعة الليل تحت صيحات الله أكبر .. عبر ما عُرف بظاهرة الذئاب المنفردة ... 

صيحات التكبير التي أرسلها المجرم تهليلا بالجريمة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 3 / 1 / 2017م قام لها الغافلون على ظن أنها ميقات لأذان يدعوهم إلى الصلاة وقد حولتها دعوة برهامي والحويني السلفية إلى نداء يلازم النحر في شعائرهم الخاصة بتقديم القرابين البشرية ...!!

المشهد في منتهى الخطورة ... والتصدي له أصبح أكثر من مطلب يدعونا لنملأ في مواجهته الصورة
ليس الآن بتعديل الخطاب أو تجديده بل بتغير الخطاب والفهم والاستدعاء للنزعات الإنسانية في الفكر الحضاري لتكون مهيمنة على التفسير والتحليل والنقد وإلا فإن الوطن سيغرق في طوفان من الدماء جهزناها بتراخينا عن التصدي بل وبدعمنا المادي للمؤسسات الدينية التي يقتلنا خطابها والجمعيات الشرعية والزوايا المتروكة لهواها وهي تستولى على حصيلة الأمة المصرية في عقول أبنائها لتحويلهم إلى مجرمين في صورة مخادعة تمنحهم لقب مجاهدين ..!!

إن هذه التيارات تعمل اليوم على قدم وساق من أجل تفكيك الجبهة الداخلية الضامن الوحيد الباقي لتماسك الأمة المصرية وها هو الفيروس السلفي قد انتقل بذئابه من جبهة سيناء إلى جبهة حوارينا مختبئا خلف لحيته ومخبئا ساطوره خلف سطوره جاهزا لهتك حرمة المجتمع كله في أمنه وأمانه .!!

الآن ... وليس غدا ... أصبح تفعيل دولة القانون وتعزيز قيم المواطنة والدفع ناحية الدولة المدنية الحديثة التي تجرم خطاب الكراهية والتمييز الديني أولويات مطلقة وفي حاجة ملحة لصدور تشريعات تُلزم الدولة بذلك حتى تُخرج من حواريها كل المتسكعين بفهم الهواة لخطاب تحريضي فتنوي تكفيري مضلل لتكون أماكنهم مصحات التأهيل أو الخروج من بين الناس إلى المعتقلات كي يأمن الأمة المصرية على حياتها والأسر على أطفالها والشوارع على استقرارها ...

لداعش وأجندة الفوضى الخلاقة مطالب لا تقل عن إسقاط الوطن المصري بين دروب الشتات وساحات التقاتل ..
ولن يكون الرد الأمني على المشهد الذى تسرب إلى الوادي وحواضره كافيا ومنهيا لهذه المخاطر ..

بل المطلوب الآن هو التغيير في كل البنية الفكرية للدولة وبرامجها الثقافية والتعليمية والدينية والتشريعية لإنشاء بيئة متيقظة للخطر قادرة على إسكات بوادره .. 

أما باقي المهمة فتأتي بالتخلص من الجسد السلفي الممدد في شوارعنا وهو جسد جاهز للقيام في وجه الدولة والمجتمع عندما تكتمل لديه وسائل القوة ...

سبق وأن حذرنا في عشرات المقالات التي كتبت بحبر الحرص على وحدتنا ... فهل يكفيكم اليوم حبر من الدم سال في شوارعنا وقد رأينا فعلته وغدرته حتى نتحرك قبل أن تتوسع رقعته في الإيذاء لنا والكيد بنا ..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط