الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأصولية ... قراءة من هنا وهناك !!


في حياتنا اليومية الكثير من المفاهيم نسمعها ونقرأها في وسائل شتي.. وانطلاقا من ذلك وعلي واقع التكرار أتحدث اليوم عن مفهوم الأصولية والذي قد يتصور البعض أن هذا المفهوم مرتبط شرطيا مع الاسلام وأتباعه المنتشرين في بقاع العالم المختلفة وهذا قول مغلوط وربط به الكثير من التجني علي ديننا الإسلامي.

وأتحدث هنا بلا راية أو انتماء فقط أتبني الحقيقة والموضوعية التي غابت كثيرا عن العقول التي أرادت حصر هذا المفهوم وارتباطه علي النحو السابق وهناك تفسيرات عديدة وتأصيل للأصولية وذهب البعض إلي اعتبارها أيديولوجية سياسية أو مظهرا يعكس هوية، وذهب الآخر إلي الربط بين الأصولية الإسلامية والإرهابية لذلك لم يكن مستغربا أن نسمع في وسائل الإعلام المختلفة بأن الحرب علي الإرهاب تعني في أبسط صورة الحرب علي الإسلام.

ويمكن الاستناد في تعريف الأصولية إلي مفهوم آخر ألا وهو التشدد الذي يعني العودة إلي الأشكال القديمة في التراث الديني أيا كانت روافده وحتي يكون الحديث سياسيا فإن الأصولية تهدف إلي نظام سياسي تحت راية معتقداتهم ونظام حكم أساسه المبادئ الدينية .

لذلك لم يكن مستغربا أن يتعرف الإنسان علي الأصولي المسلم من مظهره أو حتي عند مخالطته أو حتي الحديث معه، أضف إلي ذلك مسألة المظهر وطباعه الحادة والحماس الذي يسيطر علي أحاديث هؤلاء الناس وحتي لا يفهم البعض أنني أقصر حديثي علي الأصولي المسلم فالأمر ينطلق ويتطابق في التمييز علي الأصولي المسيحي وكذلك اليهودي حتي في الديانات الوضعية يمكنك مع المزيد من الادراك والمعرفة أن تعرفهم والشيء المشترك بين كل هؤلاء هو احتكارهم للحق دون غيرهم والصواب المطلق في عقولهم ويرفضون ما دون ذلك .

والأسوأ من ذلك يحملون الوصاية علي الجميع ويمتلكون صكوك الجنة والنار في أيديهم وكلامهم يعكس فهما ووعيا دينيا مزيفا وحماسهم وحلو كلامهم يحشد الأنصار لهم من كل حدب وصوب ، لذلك لم يكن مستغربا زيادة أعدادهم في الشرق والغرب والشمال والجنوب ونسمع كثيرا عن الدواعش وجماعة بوكو حرام في نيجيريا وجماعات مختلفة الأسماء يشتمل برنامجها الحركي علي الدعوة والجهاد في سبيل الله وكذلك نجد جماعات أصولية ترتبط بالمسيحية منها جماعة جيش الرب في أوغندا وكذلك جماعات أخري في أيرلندا وجماعات أصولية يهودية تظهر من الحين للآخر بصورة واضحة عند الصهاينة في أرضنا العربية المحتلة .

وهنا نسلط الضوء علي أن هذا المفهوم ارتبط بديننا الإسلامي لأن تسليط الضوء علي الأصولية الإسلامية يتم عن عمد ولدواع سياسية في العلاقات الدولية والقصد تحقيق أهداف بعينها.

أما عن الأصوليات الأخري فإن الضوء ينحسر عنها لذات الاعتبارات وليكن معلوما أن الأصولية توجد في الهند وترتبط بالديانة الهندوسية الإثنية وكذلك في ديانة السيخ وعند البوذيين وهناك حوادث وإرهاب سالت بسببها الكثير من الدماء بسبب التشدد واعتناق مبادئ تكفير الآخر .

لذلك كان حديثي الذي بمثابة رسالة للعالم حتي لا يتم النظر إلي الإسلام وفق الأصولية المتشددة التي لا تمثل إلا القليل من معتنقي هذا الدين حول العالم والإسلام بناء أخلاقي ودين سماوي لا يحتكره أحد ويحاسب فيه الفرد منفردا دون وصاية من أحد والقرآن الكريم وسنة المصطفي وحياته هي مشاعلنا للوقوف فى وجه كل من يريد صورة غير ذلك عن ديننا الحنيف الذي كانت كلمات رب الناس لنبيه في كتابه الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط