عودة آل مبارك

كنت ومازلت وسأظل أرى أن الشعب المصري هو لغز الألغاز وسر الأسرار، واحد عجائب الدنيا القديمة والحديثة، شعب مالوش كتالوج لا يمكن بأى حال توقع مواقفه وتصرفاته وردود أفعاله، وكل يوم ازداد يقينا بهذه الرؤية.

قبل 6 سنوات تقريبًا هاج الشعب وخرج للميادين احتجاجا على ما أسموه الرغبة فى توريث حكم مصر لجمال مبارك، ورغم أن الرجل -وأعنى الرئيس محمد حسنى مبارك- وجه كلمة للأمة المصرية أكد فيها أنه لن يترشح مجددًا للرئاسة ولا يعتزم نجله جمال الترشح، وأنه يخشى على الوطن من الفوضى من بعده، إلا أن رموز مؤامرة 25 يناير وفى مقدمتهم جماعة الشيطان الإرهابيين ورأس الأفعى محمد البرادعى أصروا على رحيله فورًا، وتنحى مبارك يوم 11 فبراير حقنا لدماء المصريين.

ومنذ لحظة رحيله دخلت البلد فى دوامة من عدم الاستقرار الأمنى، والانهيار الاقتصادى، ومازال الوطن ضائعا حتى الآن.

وفجأة وبدون مقدمات وجدنا الشعب الذى ثار على مبارك، وسار كالقطيع خلف رموز المؤامرة على مصر، يحتفى بنجلى مبارك، محتضا علاء وجمال فى مقصورة الاستاد أثناء مباراة مصر وتونس الودية مساء الأحد فى مظاهرة عشق غير مسبوقة، الأمر الذى آثار دهشة جميع المراقبين، ودفع البعض للتكهن باحتمال ترشح جمال مبارك فى انتخابات الرئاسة القادمة.

شعب مالوش حل، مالوش كتالوج، مالوش معايير، مالوش صاحب، شعاره عاش الملك، مات الملك.. شعب معظمه لا يدرك من أمر نفسه شيئا.

ما حدث لحظة ظهور علاء وجمال مبارك فى الاستاد خلال مباراة مصر وتونس يدفعنا للتساؤل هل يرشح جمال مبارك نفسه فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟

وحسبنا الله ونعم الوكيل