الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولانا.. الزم مكانك


دفعنى كل ما كان يربطنى بصداقة زميلى من أيام جامعة القاهرة وكلية الإعلام تحديدا دفعة 87، لأن أذهب إلى السينما، وأشاهد "مولانا"، وكم كنت متشوقة لأرى صديق الدراسة وهو يغزو عالم السينما بقصته وحواره وزادنى حبا للذهاب إلى السينما أن بطل الفيلم هو نجمى المفضل الذى يتربع على عرش هذا الزمن فى السينما.

كنا صحبة متلهفة وبدأ العرض وأعيننا معلقة بالشاشة العملاقة، خاصة أن دور العرض كان شبه فارغا ولم يتعد الحضور أكثر من عشرين فردا وكنا منقسمين بين إحساسين؛ الفرح بأنه بمثابة عرض خاص والزعل لعدم وجود إقبال على فيلم زميلنا وصديقنا ومولانا.

وبدأ العرض بمقدمة رائعة تحسب للمخرج السناريست فى نفس ذات الوقت، ففى المقدمة اختزل كل الفيلم، وقال فى دقائق معدودة ما كان سيقوله غيره فى وقت أطول وأطول، المهم تابعنا العرض ووجدناه يسير على نهج ما كان معلمونا يقولون لنا إن هناك نوعا من المعدين يريد أن يقول كل الكلام فى حلقة واحدة فتخرج حلقته كما يرى الأحول مع الاعتذار له.

فقد عمل مولانا الذى أعد الحوار على مذهب "ياللى انت رايح كتر من الفضايح"، فقد أظهر عهد المتنحى وابنيه بكل ما كان يعجز عن وصفه لهم حينما كانوا فى أوجهم وعزهم، وليس هذا فقط بل وجدناه لا يعرف ماذا يقول ولا على من يلقى التبعات والجمرات ولا توجد حبكة ولا فكرة ولا ربطة.. عمل مفكك غير متجانس حتى عندما أراد أن يظهر أبوة البطل العارمة أظهرها بشكل ركيك وبحنية مبالغ فيها جعلته يعيد إليه ابنه ويشفيه.

وعندما تطرق للغوص فى المذاهب الدينية عمد إلى أن يظهر ولاءه لطائفة يعلم كل العلم أن مجتمعنا يضع تحتها ألف خط وخط وكأنه يقول وعلى طريقته المعروفة منذ أيام مدرجات الدور الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حيث كانت توجد كليتنا كلية الإعلام "خالف تعرف".

وإذا تركنا مولانا الذى لم تتغير طريقته منذ البدايات وحتى هذه اللحظة، فهو صاحب فكر ولكن فكره من النوع الرياح الشرقية الغربية الجنوبية العكسية فى وقت واحد، إذا تركناه وتكلمنا عن بطلنا فى الرواية فهو ولأول مرة ألاحظها عليه كان مرتديا عباءة الراحل العظيم أحمد زكى ويالأسفى عمن سول له هذا وجعله يخرج من جلده الجميل الذى جعله منفردا ومعشوقا من الكل، وأنا على رأسهم، لا أدرى لماذا لم يقم بتأدية الدور بطريقته هو طريقة عمرو سعد وليس أحمد زكى.

نجوم الفيلم كلهم كانوا هواة وكان المتفرد الشاب الذى ادعى حبه للتنصر، فقد كان بارعا فى تأدية دور بنى جيله كلهم، فهم إما متشددون وإما تافهون وبأدائه استحق أن نرفع له القبعة.

مولانا أعتقد أنك مطالب بمراجعة دقيقة لما تراه وتعتقده حاليا، خاصة أن الدنيا ليست كما تراها، الزم مكانك وأعد خطواتك واجلس فى مكان أكثر إضاءة واترك شمس النهار تدخل إلى قلبك واترك لخيالك العنان وصغ ما شئت إلا الخوض فى غياهب التمثيل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط