الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مين عاقل فينا ومين مجنون !!


لم أدرك معنى المتاجرة بالوطنية قدر ما أدركته من التعامل الإعلامي مع حكم محكمة الإدارية العليا حول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، فبمجرد النطق بالحكم تعالت الاصوات المطالبة بمحاكمة السيسي بتهمة الخيانة والتفريط في الأرض وهو ذات المشهد الذي سبق حكم أول درجة .

لكن لم يسأل أحد نفسه هل سمع كلمات القاضي جيدا . هل توقف عند استخدامه للمفردات في صياغة حيثياته؟ لا أحد .. تعالوا معا نتوقف عند كلماته ونتفهم تداعياتها بعيدا عن صخب الانتقام والمكايدة السياسية .

بداية قال القاضي الجليل نصا" إن السيادة المصرية على الجزيرتين مقطوع بها وهنا تحولت هذه الملكية في صحافتنا المقروءة إلى "الإدارية العليا تقضي بمصرية الجزيرتين" تدليس بطعم الوطنية التي تدغدغ القلوب.. يا سادة السيادة لا تعني الملكية وإن كان هذا هو معناها فلماذا تلومون إسرائيل على احتلالها فلسطين، فالسيادة على الارض لها إذن لا حق للفلسطينيين بعد كل هذه العقود في المطالبة بأرضهم التي هي على أرض الواقع احتلال...هذه واحدة.

الثانية قال القاضي الجليل "لم يكن الجيش المصري جيش احتلال " وهو ما يعني أن وجود الجيش المصري علي الجزيرتين طوال تلك السنوات كان بدعوة من مالك لها وأنه كان في مهمة فرضتها الأحداث آنذاك وهو ما لا يعني ابدا أن القاضي تعرض للملكية بهذا الدفع.

الثالثة أن القاضي قال نصا :"حكمت المحكمة برفض الطعن على بطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية" وهو ما يعني بطلان توقيع ممثل الحكومة على الاتفاقية وهو أيضا بعيد عن تحديد هوية الجزيرتين وملكيتهما.

إن إغفال كل تلك الحقائق له هدف واحد وهو وصم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالخيانة وقد يتساءل أحد وما قيمة ذلك ..والجواب أنه بتخوين السيسي يسهل تخوين ما دونه وحينها عندما يزرع قسرا في وجدان الرأي العام أن نظاما بالكامل تواطأ على الخيانة يسهل على الراغبين في حمل السلاح أن يجدوا أرضية وشرعية تسمح لهم بذلك أو على الأقل تجبر كل معارض لمواجهة مسلحة مع الجيش الخائن الذي باع الأرض أن يغض الطرف أو يقدم المساعدة.

العجيب أن أجهزة إعلامنا الخاص تبارت في استمرار حالة التضليل وتغنت بمصرية الجزيرتين وقطع الطريق على مجلس النواب صاحب الطرف الأصيل في نظر الاتفاقية وإقرارها أو منعها متناسين عن عمد خبيث أن مجلس الوزراء أرسل الاتفاقية إلى المجلس قبل صدور حكم الإدارية العليا تمهيدا لحملة مغرضة اخرى عنوانها لماذا لا يحترم مجلس النواب أحكام القضاء؟.

وهنا أوجه كلامي لهؤلاء الذين صدعونا بتسييس القضاء هل أصبح القضاء الذي طالبتم بتطهيره جهة وطنية شريفة بين ليلة وضحاها وهل ستظلون على احترامكم هذا إن حكمت المحكمة الدستورية العليا بعدم اختصاص مجلس الدولة بنظر الاتفاقية أم ساعتها ستخونون القضاء وتصمونه بالمسيس مجددا؟.

إن سيناريو تخوين السيسي هو آخر محاولاتكم لشق صف المصريين وفضهم عن الالتفاف حول مؤسساتهم وتحويل حملة السلاح ضد الدولة من مجرمين إلى مناضلين لاستعادة الدولة من الذين باعوا الأرض.. أيها المدلسون كفوا عن التشدق بحرصكم على أرض مصر فتلك خدعة لا تنطلي إلا على ساذجين لم يقفوا على حقيقة نذالتكم ..كيف تجرءون على تخوين رئيس كان القوي الأمين الذي استغثتم به وقت أن كنتم غارقين في مخطط إعلامي ضخم لإسقاط الدولة المصرية، فوطنية الرئيس السيسي ليست محل شك ومجنون من يظن أن دولة تواطأت على الخيانة.. حفظ الله مصر ورزقنا يقينا لا نشقى بعده أبدا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط