الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطفال الشوارع شعلة مضيئة


هل فكرنا للحظة من هم الأطفال الذين يسيرون في الشوارع؟ هم أطفال متعلمون أم متسولون أم متروكون ليس لهم ملجأ، كيف حكمنا عليهم من خلال رؤيتنا لهم، هل أحكامنا هذة سلبية أم ايجابيه من خلال الشكل والمظهر ام العطف والقسوة، فمن خلال لقاءاتي والحديث مع بعضهم في الشارع هم أطفال لا يعلمون الخطأ من الصواب لم يجدوا من ينصحهم، يجيدون الحديث بطريقة البلطجة حتى يحصلون على قوت يومهم، يواجهون شتى الصعاب وعدم التعامل بإنسانية معهم لا يعلمون لماذا يفعل القدر معهم هكذا.

 ولكن نجد ان وزارة التضامن الاجتماعي تحاول جاهدة نشر فرقا للقضاء على هذه الظاهرة فهل ستنجح، ملف أطفال الشوارع ضخم ويحتاج إلى مجهود كبير، وعندما رايت نسبهم انتابتني حالة من الفزع فمصر بها أطفال أقل من 18 سنة يقدرون بنسبة 36.6% من إجمالى السكان أى 32.5 مليون، يستحوذ الذكور فيهم على نسبة 51.7 % والإناث 48.3% وبالأرقام والإحصاء يمكنك التعرف على حال الطفل المصرى.

قسمت منظمة "اليونسيف" اطفال الشوارع إلى 3 فئات، الفئة الأولى "قاطنون فى الشارع" وهم الذين يعيشون فى الشارع بصفة دائمة، الفئة الثانية "عاملون فى الشارع" وهم أطفال يقضون ساعات طويلة يوميا فى الشارع فى أعمال مختلفة مثل التسول، أما الفئة الثالثة "أسر الشوارع" وهم أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية فى الشارع وتبعا لهذا التعريف قدرت الأمم المتحدة عدد أطفال الشوارع فى العالم 150 مليون طفل، و مصر بها 2 مليون طفل.

أن أطفال الشوارع ينقسمون ما بين أطفال بلا مأوى وأطفال تستغلهم أسرهم للتسول، فهل ستعمل وزارة التضامن على إنشاء صندوق لدعم هؤلاء الاطفال والعمل على توعية المواطنين بعدم مساندة أطفال الشوارع إلا عن طريق هذا الصندوق، او سنجد مبادرات وشركات تدعم وتساند هذا الملف.

كما نجد ايضا ارتكاب جرائم وتشكيل وإدارة عصابات متخصصة للاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي للأطفال في جمع تبرعات مالية . وتكوين عصابات منظمة لاستقطاب أطفال الشوارع، والهاربين من سوء معاملة ذويهم واحتجازه داخل كيان مخالف للقانون، ودون ترخيص مثل الجمعيات المخالفة والتي تم القبض على بعضها مؤخرا.

وهنا استغل المتهمين ضعف الأطفال وحاجاتهم، وصغر سنهم، بإجبارهم على الاشتراك في افعال تخدم توجهات خاصة بهم، مقابل أموال يتحصل عليها المتهمون.

فأطفال المستقبل محرومين من الحياة فليس لديهم أمل في غدًا افضل اذا تركناهم هكذا سيموتون حتما، ولكنني هنا احب ان اشير الى فرقة اطفال الشوارع تحت قيادة المايسترو سليم سحاب والذي قام بجولة للعديد من دار الايتام حتى جمع نحو 60 طفلا لتشكيل الاوركسترا واقاما معسكرا لهم بدار الفسطاط لمدة عشرة أيام وكانت مدة التدريب تتجاوز الـ6 ساعات يوميًا حتى تحول حلم سليم الى حقيقة واصبح لديهم حفلات وجمهور يشاهدهم وهنا ظهر التحول الحقيقي من الظلمة الى النور اكتشفنا مواهبهم وقدناهم إلى الأهداف المستقبلية.

كما أردت أن أذكر مركز شباب الحبانية هذا الاسم الذى لم يعرفه الكثير منا إلا عندما استخدمه الفنان الكوميدى محمد سعد فى فيلمه الشهير اللمبى ووقتها ظن الجميع أنه مركز وهمى اخترعه سعد لإضحاك المشاهدين، لكن الحقيقة أن هذا المركز هو واحد من أربعة مراكز تستخدمها مبادرة "نفس" لتأهيل أطفال الشوارع لتشكيل منتخب مصرى للمشاركة فى كأس العالم لأطفال الشوارع وهؤلاء الأطفال الآن أصبح منهم مساعدو مدربين كرة قدم ويتطلعون لان يكونوا ابرز لاعبي العالم في الرياضة.

واختم هنا بأن العبرة في النهاية أطفال الشوارع أصبح لديهم هدفا يرغبون فى تحقيقه ويسعون لاجله وهذه هى المشكلة الحقيقية التى تواجه طفل الشارع نحن جعلنا منه فريسة للاستغلال وليس لديه هدف وبالتالي عندما أوجدنا فرصة انتقاله من بيئة لأخرى أوجدنا إنسانا جديدا وحياة مثمرة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط