الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فلسفة المتكلمين


للأسف الشديد سادت خلال الفترة الأخيرة فلسفة الشجب والتنديد وندب الحظ والبكاء والنحيب المستمر وربط الرأس كما تفعل النساء فى المأتم والعويل والتهويل من المستقبل الذى لم يأتِ واستعراض المشاكل وتسويد الصورة ووضع شريط أسود حدادا على ما مضى وفات لقتل روح الشعب الأبى المعروف عنه أنه يستطيع أن يفعل المعجزات – ليس بمعناها الحرفى – ولكن يستطيع أن يتخطى الصعاب والحواجز التى لا تقهر .

الشعب المصرى يحتاج الى من يشجعه لا الى من يحبطه ويهد من عزمه وهمته , يحتاج الى من يوجهه ناحية المستقبل المشرق لا الى الظلام الدامس الذى لا ينجلى بفعل الحجب الكثيرة التى وضعت بفعل الذين لا يريدون خيرا لمصر ولا يريدون أن يصل الضوء الى جذور النباتات لإنباتها واكتمال عملية البناء الضوئى .. الشعب المصرى يحتاج الى من يساعده على إنتاج تراث جديد بفكر جديد مواكب للزمن الذى نعيشه واستكمال بناء الحضارة , فنحن نعيش على ذكرى ما صنعه أجدادنا الفراعنة , ولا نجد فى ذاكرتنا ما صنعناه نحن على الوجه الذى يليق أن يفتخر به أبناؤنا فى المستقبل البعيد أو القريب .

وما يجب التأكيد عليه أن مصر فى هذا الوقت تحتاج الى تكاتف كافة القوى والكيانات والمؤسسات لدعم النظام فى مواجهة التحديات الصعبة الموجودة على أرض الواقع , ومواجهة كافة الصعوبات التى تواجه الوطن , ولابد أن يتحمل المسئولية الجميع دون استثناء ودون تعالٍ ودون رفض ودون شجب أو اعتراض لأن مصر تخوض حروبا لا حربا , وتحتاج الى دعم الجميع للعبور بسفينة الوطن الى بر الأمان والى المستقبل المشرق دون التفلسف فى الحديث عن الوضع السياسى الراهن , لأن التوقيت الآن هو توقيت استثنائى ستجد فيه المفهوم واللا مفهوم وستجد فيه الغريب والعادى وستجد فيه متناقضات كثيرة ولكن اليقين أننا فى وقت استثنائى يتطلب دعم النظام لا محاربته أو على الأقل إحباطه .

أما الذين يتشدقون من أجل الحديث فقط وإثبات خطأ من لا خطأ له فعليه أن يراجعوا أنفسهم بآراء واضحة تبعث أضواء يتجلى عنها في النهاية فكر حقيقى يرتقى الى حد المناقشة الإيجابية ولا ينحصر فى قاعدة " لا تجادل ولا تناقش يا أخ ..." , ولابد أن نجد فى فلسفة المتكلمين تبسيطا وتفصيلا للواقع من منطلق الملاحظة والتعايش مع الحدث في إطار منهج علمي يرتقى إلى مستوى الفكر السياسي ، فالآراء والأفكار والنظريات كلمات مترادفة وهدفها واحد ولكنها تفصل ما بين الآمال و ما يتصوره العقل، وبين العقل والتطبيق .

الحديث السياسى لا يمتلك كثير من أصحابه الفكر المتقن والمعلومات الأكيدة لترويجه , بل إن الشائع الان أن كثيرا من المصريين بينهم عداوات كثيرة بسبب الحديث فى السياسة , فكلا الطرفين على خطأ وكل طرف منهم يتشبث برأيه كأنه الصواب المطلق أو الوحى الذى أُنزل , وكلا الطرفين به فظاظة وغلظة تفض الجميع من حوله فلا رأى صواب ولا معاملة حسنة وفى النهاية يلقون باللوم على النظام , ويجهلون أن ثورة التصحيح تبدأ من النفس , فلا يجب النهى عن شرب الخمر من خمورجى أو حشاش , وللأسف الشديد كل الذين ليس لهم شأن بالسياسة يُنزلون أنفسهم منازل (المحللين السياسيين) مع أنهم مرضى يجب أن نتجنّبهم قدر الإمكان ونكتفي بالصبر والدعاء لنا ولهم.

يا سادة ... ان فلسفة المتكلمين فى السياسة أو غيرها لابد ان تبدأ من الاحترام المتبادل ومعرفة الاحداث بشكل جيد لتحليلها والابتعاد عن الامور الشخصية فى التحليل واختيار وقت الحديث فلا يمكن ان يكون الحديث "على الفاضى والمليان " والابتعاد عن الفرضيات التى قد تقود المحلل السياسى الى الخطأ والاعتماد على المعلومة الحقيقية والكاملة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط