الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حاجة ببلاش كده


لكل منا نصيب من اسمه.. هكذا قالت الجدات بل وكن يراعين في اختيارهن أسماء الأبناء أن يكون الأسم حاملًا للصفة الأقرب لقلوبهن فالمولود الذكر محمودًا حسنًا مختارًا أو جبارًا، أما السلوى والسعادة والوفاء فمن نصيب الإناث.. ومع هذا المعتقد الراسخ بداخلنا نجد أنفسنا نبحث لا إراديًا عن أوجه الشبه بين صفات الأشخاص الذين نتعامل معهم وبين أسمائهم وخاصة عندما يكون ذلك الشخص فظًا للغاية أو لطيفًا بزيادة (عادة يمر الأشخاص الموجودين في منطقة المنتصف مرور الكرام).

وسواء كانت النتيجة أن ذلك الشخص اسم على مسمى أو إنه ظلم اسمه معاه لا يهم فما ذلك إلا فض فوه للتنفيس عن نفسك، لكن الأمر مختلف مع الأشياء أو الأماكن فيجب أن يتطابق تمامًا اسمها مع وصفها وهذا ما اصطلحت عليه البشرية.. فعندما تطلب كوبا فأنت تعني كوبا للشرب وليست "كبشة" لتؤدي الغرض.. أما إذا دخلت مبنى مكتوب عليه مستشفى فيجب أن تجد بداخله أطباء وممرضات وسرنجات ومحاليل.

وعندما تنشئ جهازًا او مؤسسات خدمية يجب أن يتطابق اسمها مع فِعلها، فوزارة الإسكان على سبيل المثال معنية بالأمر بمفهومه الشامل سكن وساكن ومسكن، وهذا هو حال كل الأجهزة في الدنيا إلا حال وزارة التربية والتعليم في أم الدنيا فهي اسم على غير مسمى بالمرة.. فإذا دققنا بالاسم سنجد إنها صحيح وزارة لأن لها وزير ولكن أين التربية والتعليم من الحضانة للثانوي ومن الحكومي للدولي؟ منظومة التعليم في مصر تعاني من مشاكل لا حصر لها فكل أطرافها بعافية من المدرس الغلبان للتلميذ العدمان مرورًا بما يسمى بالمنهج المحشو بأفخر أنواع المعلومات اللتي وضعت لتنسي، للمبانى المتهالكة، لأولياء الأمور الكادحين، منظومة اقرب للتعذيب منها للتعليم، فأقترح أن تكون وزارة التربية والتعذيب.. ولكن عفوًا أين التربية!

هل يتلقى أبناؤنا في المدارس أي قدر من التربية؟ الإجابة ستراها في سلوكياتهم في المنزل والشارع والنادي في تعاملاتهم مع الأهل والأصدقاء والخلان، بالرغم من أن واقع الأمر مشاكل التعليم بالفعل صعبة المراس متشعبة الجذور صعبة، الحل بحاجة للوقت والجهد والمال، فقد يبرر هذا الوضع السيئ الذي يعانيه لكن ما بال التربية؟ (حاجة ببلاش كده) لا تحتاج لخبرات ولا تجارب دول ولا خبراء من بلاد الناس اللي شبه بعض فقط تحتاج لنية سليمة لوجه الله.. ننقذ بها مستقبل أمة لن تنهض إلا بالأخلاق حتى لو أصبح كل أبناؤها علماء ذرة وفضاء، ولتكن وزارة الأخلاق الحميدة من أجل أمُة سعيدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط