الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رنا القلماوي تكتب : في وجه السيل

صدى البلد

"ما من أغصان تبقى عارية بردا حتى آخر الزمان" قالت هذه الكلمات العظيمة، "رشا رزق"، بصوتها الذى تربع على عرش قلوبنا وآذاننا منذ الصغر وحتى الآن، وبالرغم من أنها كانت كلمات لمسلسل كرتوني، إلا إنها أصدق الكلمات وأقربها إلى قلبى.

إن الكثير من الناس -إلا من رحم ربى- يعيشون بجسد بلا عقل أو بجسد بلا روح ، فقلما يجتمع التلاثة معًا فى شخص واحد؛ لذلك، كل منّا له بصمته الخاصة فى الحياة ، فالله خلقنا سواسية ولكنه لم يخلقنا متشابهين.

دائمًا ما يختبر اللهًّ - سبحانه و تعالى - عباده الصالحين ، فكل اختبار يستغرق فترة لا بأس بها من حياتنا ، و لكن تستطيع هذه الفترة الزمنية أن تغير الكثير فى نفوسنا إما للأفضل أو للأسوأ، فتختلف ردود أفعالنا على حسب قوى تحملنا وصبرنا ، ولكن الأمر الذى يمكننا الإجماع عليه هو أن الوقت ما هو إلا سلاح ذو حدين ونحن من نختار مصائرنا إما أن نمضى أو نركع إلى أقدارنا .

أن الوقت كفيلُ أن يداوى أرواحنا و أجسادنا و أن يجعلنا قارين علي جمع ما تبقى من نفوسنا ، و يعطينا القوة لكى نمضى مرة آخرى مثل أولئك الأطفال الذين يتعلمون الحبوّ لأول مرة في حياتهم .

ولكن الوقت يمكن - أيضأ - أن يجعلنا نميل إلى الصمت و نحب العزلة ، فأنا مؤمنة كل الأيمان إن أقوى الناس هم الأكثر عزلة، فلا شيء بالخارج سوى مصنع الحماقة واختلاط الحمقى بأمثالهم الحمقى.

استطاع الوقت بكل سهولة أن يكشف لنا أصدقاءنا الحقيقيين الذين لم يتخلوا عنا رغم كل المعارك التى شوهت أرواحنا، فكشف لنا وقت المحنة أن لله تدابير أخرى لو عرفها الإنسان لذاب قلبه حبًا وعشقًا لله تعالى، جعل الوقت اليقين يزداد في نفوسنا وقلوبنا، وما اليقين إلا "أن تنتظر الفرج بعين الواثق من مولاه وقد أعجزك السبب".

علي مر الزمان؛ كان الوقت كالمصباح الذى ينير طريقنا وعقولنا، ويكشف لنا أسرار الدنيا ومدى قوتنا، وأننا مهما ضعفنا ومهما فشلنا ومهما أخفقنا فإننا لن نستسلم ولن نركع وسنظل صامدون إلى يوم لا ريب فيه، فكل منا يستطيع أن يكون "الصامد المغامر فى وجه السيل".