الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حول صناعة الفعاليات ... ولنا في مبادرة مصر للعلوم نموذج


أثارت الظروف والتحولات السياسية والاقتصادية السابقة والراهنة أزمات متلاحقة بالقطاع السياحي الذي يعاني من ضعف إقبال السائحين، وخفض معدلات الإشغال المحلي والأجنبي بالفنادق والمنتجعات، لاسيّما في أعقاب الارتفاع المتنامي لسعر الدولار، والدعاية السوداء الدولية الموجهة نحو تشويه الصورة الذهنية لمقومات السياحة المصرية عقب حادثة الطائرة الروسية.

ووسط هذه الأجواء، جاءت مبادرة جامعة "مصر للعلوم والتكنولوجيا" بترويج سياحة المؤتمرات، ضاربة بالظروف السابقة عرض الحائط، من خلال تنظيمها الدوري لفعاليات ملتقاها العلمي بمدينة دهب السياحية بمحافظة جنوب سيناء، للعام الثاني على التوالي، وهو الملتقي الذي من المقرر مناقشته لآليات تطبيق استراتيجيات التعليم الإلكتروني التفاعلي بالجامعات؛ بما يخدم أهداف ومتطلبات البحث العلمي في المؤسسات التعليمية.

لقد تجاوز الملتقى الذي أقيم تحت رعاية الأستاذ خالد الطوخي كونه محفلًا علميًا ضخمًا بين الأساتذة الأكاديميين وخبراء البحث العلمي ومطوري نظم التعليم في مصر والوطن العربي، بل يحقق أهدافًا اقتصاديًة أخرى متمثلة في تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية بمدينة دهب المحتضنة لفعاليات الحدث، من خلال طرح فرص طيبة لتسويق معالمها السياحية والأثرية على المستوى الدولي، علما بأن الرحلات السياحية بغرض حضور المعارض والمؤتمرات تمثل أكثر من (15%) من إجمالي السياحة في العالم بواقع أكثر من (135) مليون رحلةً سياحيةً وفق تقارير منظمة السياحة العالمية.

كما أن تواصل مرات انعقاد الحدث بدولة أو مدينة معينة يعزز مكانتها ويبقي اسمها مذكورًا في وسائل الإعلام وبأجندة زوار نفس الحدث في دوراته التالية، وهو ما فكر فيه منظمو "ملتقي دهب" بالإصرار على تنظيمه الدوري في ذات المدينة كي يقترن اسمها باسم الحدث التي قامت باستضافته، وسيأخذ هذا المسمي الصفة الدولية والتاريخية مع تزامن دورات انعقاده، مما يعزز من مكانة الدولة وسمعتها الدولية مثل (مؤتمر مدريد للسلام، اتفاقية جنيف، مؤتمر شرم الشيخ.الخ)

أما على المستوى العلمي والبحثي، فإن إقامة مثل هذه الفعاليات بصورة دورية يعمل على تعزيز المكانة العلمية والثقافية للمجتمع المستضيف على المستوى الدولي، نظرا لما تطرحه هذه الملتقيات عبر حلقاتها النقاشية وورشها العملية لأبحاث وأوراق عمل متقدمة في مجالات متعددة، مما يعزز مجالات التطور العلمي والثقافي وتبادل الخبرات بين المجتمع المستضيف والدول المشاركة من خلال ممثليها، أو من خلال التغطية الإعلامية الكبري التي تحظي بها هذه الملتقيات، فضلا عن تعزيز الصورة الذهنية لمصر كدولة داعمة لأنشطة البحث العلمي، وتسعي مليًا نحو تنمية آليات تطويرها ومواكبتها للنماذج العالمية.

وحقا طرح الملتقي العديد من التوصيات والمؤشرات البحثية كاستحداث تطبيقات الكتاب الإلكتروني الذي يعمل بنظام المحاكاه مع الكتاب الورقي التقليدي بما يتيح للطالب القيام بأعمال الحذف أو الإضافة أو التعديل للمادة المكتوبة ، باستخدام وسائط المالتي ميديا التعليمية، فضلا عن استحداث تقنيات تسكين المحاضرات باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence ، بالإضافة لتقنيات المناهج التكاملية ذات التأهيل المزدوج للطالب في أكثر من تخصص رئيسي وفرعي Major&Minor، إلي جانب آليات التقييم العلمي الأمثل لمدخلات ومخرجات العملية التعليمية ، حرص الملتقي علي استحداث نظام الـتقييم العالمي الموحد "SAT"Scholastic Aptitude Test المطبق بالجامعات الأمريكية ، كمنهج قياسي موضوعي لقياس مهارات الاستدلال والتفكير المنطقي.

ويبقى الصعيد الدولي الأكثر أهمية في الوقت الراهن، حيث سيكون لـعقد فعاليات "مؤتمر دهب" بإحدى مدن سيناء دورًا بارزًا في جذب الانتباه الدولي، وتخفيف آثار الأزمات السياسية التي تتعرض لها الدولة، ومواجهة الدعاية والتغطية الإعلامية السلبية الموجهة ضدها، ودحض كافة الشائعات الخارجية المغرضة للنيل أو التشكيك في الأمن المصري، وتوصيل رسالة دعائية للعالم مفادها قدرة الدولة على تأمين زوارها من مختلف الجنسيات، وكذلك امتلاكها للمقومات السياحية والبنية التحتية المؤهلة على التنظيم الأمثل لهذه الفعالية، كبلد يتمتع بالأمن والاستقرار ووفرة الخدمات، ويحتضن كافة الثقافات، ويقبل شتى الاختلافات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط