الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سارة إسلام تكتب: المرأة في مجتمعنا الشرقي

صدى البلد

قبل أي شيء , لا أريد الرجال أن يأخذوا كلامي بشكل عام و لكن مقالي موجه للأغلبية العظمى المنتشرة في مجتمعنا بشكل أو بآخر.

يقال إن المرأة نصف المجتمع و يقال إن وراء كل رجل عظيم امرأة ؛ إذا , لماذا نهين المرأة في مجتمعنا الشرقي؟ تتعرض المرأة للتقليل من شأنها في كل مكان في العالم و لكن, كلمة الحق يجب أن تذكر: المجتمع الشرقي أكثر مجتمع يهين المرأة و يقلل من شأنها بأي وسيلة متاحة امام أعينه.

أتذكر عندما كنت بالسعودية العام الماضي لأداء مناسك العمرة و أثناء تسوقي وجدت أبريقا معدنيا لفت انتباهي و أعجبني و كنت سأشتريه إلا أنني تذكرت أنني أصبت بحرق من قبل بسبب أبريق فقلت له بلهجتي المصرية " معلش مش هشتريه عشان اتحرقت من واحد زيه قبل كده و فاجأني رده عندما قال لي أنني لا يجب أن أقول ذلك فحسبت أن ما قلته له معنى مختلف في السعودية لكنه قال لي إننى امرأة ولا يجب أن اشتكي و يجب أن أتحمل الألم دون أن أظهر إنني أشعر بشيء و أن النساء خلقن لخدمة الرجال حتى وإن كانت النساء ستضحي براحتهن.

فسألته لماذا يفكر بهذه الطريقة و كان رده أن الرجال قوامون على النساء فطلبت منه إكمال الجملة و لكنه نظر لي باستغراب فقلت له " بما أنفقوا" و أكملت كلامي قائلة إذا عمل الرجل و عملت المرأة سيصبح كل منهما متساويا في كل شيء و نظرت له نظرة استحقار قبل مغادرتي لمتجره.

دائما ما تكون المرأة سبب وقوع الخطأ عند حدوث أي مشكلة , فعندما يخطئ الابن يكون السبب تربية الام الخاطئة و لكن عندما ينجح في شئ ما أول جملة نسمعها " طالع لأبوه". أول متهم في حوادث التحرش هى المرأة و أول سؤال يتوجه لها " ماذا كنتِ ترتدين؟" حتى و إن كانت محجبة أو منتقبة, أما إذا كانت لا ترتدي الحجاب أو النقاب فبلا شك أن الخطأ سوف يكون خطأها حتى و إن كانت ملابسها فضفاضة ,فدائما ما يسرع الرجال بتذكر أن الله أمر النساء بالاحتشام و الحجاب و لكنهم يتناسوا أن الله أمرهم بغض البصر.

أتحدى أن تقوم أي دولة عربية بتعيين أمرأة كرئيسة وزراء لها أو رئيسة جمهورية , فللدول العربية اقتناع تام أن المرأة لا تصلح للمهام الصعبة و من الواضح إنهم لم يلاحظوا نجاح دولة مثل ألمانيا التى تحكمها امرأة أو بريطانيا أو رئيسة الارجنتين السابقة ( كريستينا فرنانديز) التى نهضت بالبلاد و بشعبها و ودعوها بالدموع و الورود عند انتهاء مدة حكمها. و لكننا نجد دولة عربية مثل السعودية تمنع السيدات من القيادة فى حين أن المرأة الأمريكية وصلت إلى القمر.

في مجتمعنا, إن عملت المرأة المتزوجة و نجحت في عملها قد تتهم بالتقصير و الاهمال في بيتها حتى و إن كانت مهتمة ببيتها و إن كانت لا تعمل و تكتفي برعاية أبنائها و القيام بالاعمال المنزلية ففي عين الرجل تصبح مدللة و لا تفعل شيئا على الرغم إن هذا الرجل نفسه لا يستطيع رعاية ابنه لمدة ساعة واحدة.

قد تنجح المرأة و تصبح عالمة أو وزيرة أو مؤلفة أو حتى رئيسة جمهورية و لكن, ان لم تكن متزوجة فستصبح في نظر مجتمعاتنا فاشلة و كأن الزواج هو أسمى رسالة في الحياة و المرأة تصبح ناقصة بدونه و هو فقط الذي سيكملها.

وصلنا لعصرنا هذا ولا يزال بعض الرجال يؤمنون بفكرة الوريث الذكر الذي سيحمل اسم العائلة و كأن الفتاة ستصيب العئلة بالعار و تم عرض هذه الفكرة في مسلسل "ولي العهد".
 
فهل في نظر الرجال أن الفتاة غير قادرة على تحمل المسئولية ؟أم أن الفتاة لن تحمل اسم العائلة ؟فالفتاة تحمل اسم العائلة و العائلة بأكملها ؛ فهى من تحمل والديها عندما يتقدم بهما العمر. يضحكني كثيرا الرجال الذين يقوموا بالتزوج من اكثر من امرأة حتى تنجب لهم ولي العهد و يبدو أن غفل عنهم حقيقة أن الرجل هو المسئول عن نوع الجنين.

كل هذا يذكرني بالملك هنري تيودور الذي تزوج من ست نساء و قتلهن لعدم انجابهن وريثاً ذكراً للعرش و لكن يا لسخرية القدر عندما رزقه الله بالوريث توفى بسبب مرض ما و توجت الملكة اليزابيث ملكة للبلاد.

قد يعتقد البعض أن الحديث عن حقوق المرأة أصبح موضة العصر و لكنها قضية قديمة جدا. ناقشت فاتن حمامة تلك القضية في فيلمها " الاستاذة فاطمة" التى كانت في نظر حبيبها كمال الشناوي كائنا لطيفا رقيقا لا يصلح للعمل ومكانها هو بيتها مع زوجها, وناقشتها شادية فى فيلم " مراتي مدير عام"عندما لم يتحمل زوجها صلاح ذو الفقار أن يكون منصب زوجته أعلى من منصبه.

ربما يجب أن يحاول الرجال أن يضعوا أنفسهم مكان المرأة لمدة أسبوع واحد فقط وسيروا المعاناة التي تعانيها المرأة في كل شيء تقوم به في حياتها بداية من طريقة كلامها و ملابسها حتى كيفية قيامها بأعمالها و ربما سيفهمون لماذا أصبحت المرأة كارهة لمجتمعها الشرقي الذي يحاسبها على كل شيء تقوم به. كلامي ليس موجها لكل الرجال و لكن يجب أن نعترف أن الأغلبية العظمى تعتقد أن المرأة كائن بلا حقوق بل هي عروس بخيوط يجب أن تتحرك كيفما يوجهها الرجل.