الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الرحمن داخلي يكتب: الفلانتين ؟؟ حسنا ولكن على محمل الجد

صدى البلد

طلبت من الموقع أن يجعل الخط باللون الأحمر وذلك حتى يتماشى مع كل شيء سنراه اليوم حولنا!، ولا أعلم إن كانوا سيستجيبون أم لا، لكني متأكد من أنكم ستقرؤون كلامي باللون الأحمر حتى لو كان مكتوبا باللون الكريمي أو "الليلاه"، وذلك نتيجة عكسية لتأثر عيونكم بسبب كل "الحمار" الذي سترونه اليوم في عيد القديس فلانتين أو فلانتاين كما ندعوه! 

نعم كان قديس وليس رمز للإبتزال الذي نراه اليوم!، كان قديس من لحم ودم ولم يكن دبدوبا يحمل قلبا فيه سهم والله!، ولم يكن يرتدي اللون الأحمر أصلاَ!، بل إن ذلك اللون هو لون دماءه التى سالت بعد قطع رأسة، ليس من أجل دباديبكم أيها الجهلة ولكن من أجل طيبته وتفرغه لمعالجة مرضى الصرع الذي كان منتشرا وبشدة تلك الفترة، بجانب معارضته لأوامر الإمبراطور الوثني كلوديوس الثاني الذي كان يحارب المسيحية آنذاك وقد أصدر مرسوماَ بمنع الزواج حتى لا يترك الجنود ساحة الحرب للبحث عن عشيقاتهم وزوجاتهم، كان فلانتين يزوجهم سراَ حتى علم بأمره وزج به في السجن، لذا من باب أولى عليكم أن تحتفلون باللون الأسود والذي كان يعيشه حرفيا ذلك القديس بتلقيه أنواع متعددة من التعذيب حتى يوم إعدامه!.

ابتزلوا كل شيء، حتى الحب، الجميع يريد أن يُحِب ويُحَب، هذا أمر طبيعي للغاية وأمنية غالية نادرة التحقق، وذلك لنا فيه مقال آخر، الحب موجود فينا ولكن بدرجات متفاوتة وهذا ليس حباَ، سأعطي لكم لمحة عن الحب الحقيقي : الحبُّ أن يفنى المحب في محبوبه حرفياَ.، هذا هو الحب وكل ما أنتم فيه الأن هو مراحل من التعلق ليس إلا، " طبعا إلا ما رحم روحه ربي وجمعه بمحبوبه" .

الجميع يريد أن يُحِب ويُحَب وكأنه إختيار! تستيقظ صباحاَ صافى الذهن، ثم تقول : يا له من يوم رائع، لقد قررت أن أُحبَّ اليوم، ثم تأخذ حماماَ دافئاَ وتخرج باحثا عن ذلك الحب في كل من تراه، تفتتن بكل ما هو جميل ظاهرياَ وتتعلق به ثم ترجع إلى بيتك محملا بالوهم حزيناَ فليس هذا ما كنت تتوقعه، لم يتخللك أي شعور بالحب الحقيقي، تشعر بروحك خاوية، هذا لأن الحب يا عزيزي ليس إختيارا أبداَ، بل هو من يختارك.

ابتزلوا الحب وقرنوه بكل شيء، حتى بالمطر، حسناَ المطر جميل جداَ بالتأكيد ولكني أيضاَ لا أحب الإبتلال تحته ولا أحب رقدتي فى السرير مريضاَ! بل إنني الأن حرفيا أكتب وقطرات المطر تتساقط على رأسي، ولا أعلم ما هو الجميل فى ذلك! ولا أعلم كيف بالمحبين تمنى الوقوف تحت الأمطار معاَ، ستمرضون أيها المتخلفون!، أما أمنية الرقص تحت المطر ففي الحقيقة أكن لها بعضاَ من رومانسيتي الحمقاء التى لن أخفيها، ولكن أيضا يمكنكم الرقص فى البيت أو أي مكان مغلق، سيكن أفضل بكثير..، يجب أن تفرقوا بين أن يغمركم المطر صدفة فتعيشون تلك اللحظة بثقة وحب كأي لحظة أخرى، وبين أن تتمنوا الغرق!.

ودعونا هنا نأخذ عيد الحب هذا على محمل الجد..، مبدئياَ أفضل أن أدعوه بالفقد وليس الحب، لنكن واقعيين، كم منكم حرفياَ مجتمع حالياَ بنصفه الثاني؟ مكمل حُبِّه؟ الذي يكنّ له حباَ حقيقياَ لذات نفسه وروحه، لا يتخلله أي شيء أخر، بنفس القدر وبدون تفاوت، سيكن عدداَ قليلاَ، لذا دعونا نسأل سؤالاَ أخر، كم منكم يشعر بالفقد؟ كم منكم يشعر بأن الشخص المفترض أنه نصفه الثاني هذا لا يمت بصلة لمنتهى الحب؟ كم منكم يكنّ مشاعر حقيقية لشخص ليس معه؟ نعم..، هذا ما وددت أن أثبته، الإفتقاد همّ مثقل على قلوبنا، همّ تعاني منه أرواحنا، الإفتقاد معاناة وتضحية.

لذا عبروا عن الحب بقدره، وارتقوا بذاتكم، إرتقوا بالحب فهو أسمى من هذا الابتذال.