الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حضارات قديمة انهارت في ظروف غامضة وعجز العلماء عن تفسيرها.. صور

صدى البلد

على مدار التاريخ، قامت حضارات عريقة وازدهرت لبعض الوقت، وسرعان ما اختفت أو انهارت تماما؛ وفي كثير من الأحيان كان السبب وراء انهيار العديد من الحضارات والإمبراطوريات التي كان لها سطوة ونفوذ هائلين، واضحين تماما.

فعلى سبيل المثال، تسبب الغزو الأسباني في دمار إمبراطورية "الأزتيك"، التي حكمت في الماضي معظم أراضي "المكسيك"، في حين كان لغزو القبائل الجرمانية دورا في سقوط "روما".

لكن في حالات أخرى، ظل السبب وراء انهيار بعض الحضارات، لغزا يعجز علماء الآثار والمؤرخين عن كشفه، مهما بذلوا من جهد.

وسنرصد في التقرير التالي، الذي نشره موقع "History Lists"، بعض الحضارات التي اختفت بشكل غامض عبر التاريخ، ومازال سبب اختفائها لغزا محيرا.

- حضارة المايا:

تعد حضارة "المايا" هي الحضارة الأكثر تقدما في العالم الجديد، خلال الفترة التي تسبق اكتشاف "كولومبوس" للأمريكتين؛ وقام شعب "المايا" بنحت مدن حجرية عملاقة في أدغال جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى، وتضمنت تلك المدن ساحات عامة متقنة وقصور ومعابد هرمية الشكل.

واشتهرت تلك الحضارة بنظام للكتابة، التي تسمى أحيانا بالهيروغليفية، نظرا لوجود تشابه سطحي بينها وبين الكتابة في مصر القديمة، كما تفوق شعب المايا في الرياضيات والهندسة المعمارية وعلم الفلك وغير ذلك. وصلت حضارة المايا إلى ذروة مجدها خلال ما عُرف باسم "الفترة الكلاسيكية"، في الفترة التي امتدت من عام 250 ميلاديا وحتى 900 ميلاديا، لكن في نهاية تلك الحقبة، وفي واحد من أعظم الألغاز التاريخية قام الشعب بخلع الملوك وهجر المدن وتوقف عن الابتكار التكنولوجي.

وظهرت العديد من النظريات التي حاولت تفسير ما حدث، فبعض المؤرخين على سبيل المثال، أشاروا إلى أن السبب وراء ذلك هو أزمة جفاف تفاقمت بسبب إزالة الغابات وتآكل التربة، أو وباء، أو ثورة ضد الطبقة الحاكمة الفاسدة، وأرجع الآخرون السبب وراء ما حدث إلى الحروب المستمرة بين المدن، أو انهيار طرق التجارة.

ويشير البعض إلى أن شعب المايا لم يختف تماما، حيث يوجد في الوقت الحالي ملايين الأشخاص الذين يتحدثون لغة المايا.

- حضارة الاندوس أو وادي السند:

بدأ شعب "الاندوس" في بناء المستوطنات، فيما يعرف حاليا باسم "الهند" و"باكستان"، منذ ما يقرب من 8 آلاف عام، وهو ما يجعلها واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ.

وبحلول الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانوا قد استوطنوا في أكثر من 386 ألف ميل مربع بالمنطقة، وكانوا يشكلون 10% من سكان العالم، وقاموا بوضع نظام للكتابة، مازال العلماء يعملون على فك شفرته، كما اشتملت مدنهم على نظام للصرف الصحي لم يتواجد له مثيل سوى في عهد الرومان.

لكن الغريب في الأمر، أنه في عام 1900 قبل الميلاد، انهارت تلك الحضارة تماما، حيث ترك الشعب المدن وهاجروا إلى الجنوب الشرقي، واعتقد الباحثون في الماضي أن غزوا من الشمال كان السبب وراء انهيار تلك الحضارة، لكن تلك النظرية لم تعد رائجة، في حين أفادت نظريات أخرى بأن السبب فيما حدث كان توقف دورة الرياح الموسمية لقرنين، وهو ما جعل الزراعة أمرا مستحيلا، كما يحتمل أن يكون وقوع زلازال أو انتشار وباء مثل الكوليرا أو الملاريا هو السبب

- حضارة كاهوكيا:

بفضل انتشار زراعة الذرة من المكسيك إلى ما يعرف حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية، بدأت القرى الأصلية في الظهور منذ نحو 1200 عام في وديان الأنهار الخصبة الواقعة في جنوب شرق أمريكا والغرب الأوسط.

وكان أكبر تلك القري هي "كاهوكيا"، التي كانت تقع على بعد عدة أميال مما يعرف حاليا باسم مدينة "سانت لويس" بولاية "ميزوري"؛ وقدر عدد سكانها خلال ذروة مجدها بنحو 20 ألف شخصا، وتضمنت العديد من الساحات العامة، وأكثر من 120 ساترا ترابيا، بلغ طول أكبرها 100 قدم.

وكانت "كاهوكيا" مركزا تجاريا نظرا لموقعها بالقرب من ملتقى أنهار "ميسيسبي" و"إلينوي" و"ميزوري"، وازدهرت تلك المدينة خلال الفترة ما بين عامي 1000 و1100 ميلاديا، لكنها بدأت في التراجع قي عام 1200 ميلاديا، في الوقت الذي وقع فيه فيضان كارثي، وأصبحت المدينة مهجورة قبل وقت طويل من وصول "كولومبوس".

وبالإضافة للفيضان، يعتقد العلماء أن هناك أسباب أخرى وراء انهيار تلك الحضارة، ومن بينها سوء استغلال الموارد الطبيعية والاضطرابات السياسية والاجتماعية، أو ما يعرف بـ"العصر الجليدي الصغير".