الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب : كونك أمه – لا يعطيك الحق

صدى البلد

قابلت في الفترة الأخيرة ثلاث سيدات صغيرات جدا , ومطلقات , وللصدفة كل واحدة منهن لديها أبنة رضيعة.

وبالحديث عن أسباب الطلاق تبين أن السبب يكاد يكون مشتركا بين الثلاث نساء, وبالطبع ليس كل الطلاقات تحدث لنفس السبب , في الوقت الذي زادت فيه حالات الطلاق بصورة مرعبة في هذا الزمن , بل وانتشرت في كل ربوع مصر , بل والوطن العربي.

وطبعا تتعددالأسباب وتوجد أسباب يمكن التخلص منها أو حتي التأقلم معها ويوجد أسباب مستحيل التعايش معها , وعندها يفضل فعلا الإنفصال لان في الإستمرار خسائر أكبر للإنسان تعود علي صحته وعلي حياته.

والذي إناقشه اليوم الزيجات التي تتم في بناية واحدة وحتي لو لكل اسرة سكن مستقل , أو منزل قريب من منزل أسرة الزوج , فغالبا يقوم الأب ببناء عقار يجمع به أبناءه جميعهم , وتلك خطوة جميلة جدا , وهدف نبيل يحافظ علي الترابط الأسري والود , ولكن أحيانا يساء إستخدام ذلك الجوار وذلك التقارب.

بالطبع عندما تتزوج الفتاة من زوج يجب أن تعامل أمه وكأنها أمها , ويجب أن تحسن معاملتها وتسأل عنها وتساعدها في شئون المنزل بحسب قدرتها , ويجب أن تشعر الأم أن بيت أبنها هو بيتها وأنه مرحب بها في كل وقت.

ولكن ما يحدث علي أرض الواقع كثيرا مختلف , وأن الأم التي سعدت جدا بزواج أبنها بجوارها تكون هي السبب في إفساد حياته دون أن تدري وغالبا تكون السبب في الطلاق.

فكونك أمه لا يحق لك أن تأخذي مفتاح شقته لتذهبي يوميا بعد خروج زوجته للعمل للتفتيش في غرفة نومها ومطبخها , والتعليق علي كل كبيرة وصغيرة لأبنك , بأنها تركت هذا غير مغسول , وأن المواعين تملأ الحوض , وأن الطعام الذي بالثلاجة لا يجوز أكله أكثر من مرة.

يجب أن تعرف الأم أن تلك الفتاة حرة في بيتها وحرة في نظافة منزلها وماذا تطهو وماذا تلبس . تلك حريات شخصية حماها الدين لكل إنسان .
وأن دور أم الزوج يقتصر علي النصيحة إن طلبت منها , كما يحدث أيضا تتدخل الأم في عدد زيارات أهل زوجة أبنها لأبنتهم أو عدد ذهابها لمنزل والدها , أو تظل ترقب من يأتي ومن يخرج ولا تكتفي بذلك بل تقوم بتوصية الأبن بأن يفعل كذا وكذا . وتنسي أنها يوما كانت زوجة شابة , وكان لها خصوصية وكانت تتضايق ممن يقتحم تلك الخصوصية.

فكل تلك الأمور تتسبب في إفساد العلاقة بين الزوجين والتي غالبا تنتهي بالطلاق .فلماذا الإنسان يضايق الآخرين بما كان يتضايق منه هو ؟
وكذلك يجب علي زوجة الأبن عدم التدخل في علاقة زوجها بأهله , لا تطلب منه عدم مساعدة أخاه أوأخته سواء ماليا أو معنويا , ولا تتدخل فيما يفعلون ولا ماذا يشترون , ولا تمنع زوجها أوتفتعل المشاكل من أجل أنها لا تريد منه الذهاب إلي أهله.

الخلاصة بقليل من التفاهم وتقبل الأوضاع ووضع الشخص نفسه مكان الآخرين قبل أن يطلب أو أن يحكم علي موقف سيجعل الأمور تسير بصورة أفضل.

مع العلم أن كل ذلك غير مدبر له ولا مقصود , فأغلب الزيجات تمت برضاء كل الأطراف , وبسعادة كل طرف بالطرف الآخر , ولكن الواقع وعدم التمييز بين ما هو حق وما هو واجب وما هو إقحام في خصوصيات الآخرين هو الذي أفسد تلك الزيجات , وهو الذي هدم منازل وفرق أسر.

لذا العودة للشرع افضل , والشرع قال الجنة تحت أقدام الأمهات , ولكن مع الأخذ في الإعتبار أن الشرع حد حدودا يجب ألا نتجاوزها وهي حرية الآخرين وعدم إختراق خصوصياتهم , وعدم التدخل بين الزوج وزوجته , فتلك حياة جديدة أكيد ستكون مختلفة عن حياة الأهل.

وبشئ من التسامح وعدم التدقيق في كل تصرف وكل هفوة وكل لفتة ممكن أن يعيش الجميع في سلام ووئام . فحاولوا أن تجعلوا أبناءكم يسعدون , فعندما يسعدون سيكونون أكثر منكم قربا , وأكثر إسعادا لكم.