الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سحر والشباب !!


"على أحر من الجمر" يترقب ملايين المصريين الخير على قدوم الواردين .. كان هذا التعليق الأبرز على أغلب متابعات التشكيل الوزاري الجديد .. حيث ينتظر المواطنون ، وبفارغ الصبر ، تحسن الأداء الاقتصادي الذي يفرض نفسه كأخطر وأهم معايير الحكم على نجاح حكومة المهندس شريف إسماعيل بتشكيلتها الجديدة .

ولعل أولى خطوات النجاح التكامل والتنسيق بين أجهزة الدولة لضمان إنجاز الأهداف المنشودة .. وهو ما عبر عنه قرار دمج وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي تحت لواء واحد وإسنادها لـ د. سحر نصر التي لم تضيع وقتًا، ما أحوجنا إلى كل ثانية فيه ، فبدأت منذ اللحظة الأولى اتخاذ جميع الإجراءات والقرارات بهدف تهيئة بيئة العمل والمناخ اللازمين لتحقيق خطة التنمية الشاملة المنشودة .

وخلال المؤتمر الأخير الذي ترأسته الوزيرة بمقر هيئة الاستثمار .. ظهرت بوضوح روح فريق العمل الواحد بين القيادات والشباب ولعل هذا كان بمثابة كلمة السر في التجربة التي طبقتها الوزيرة النشطة في وزارة التعاون الدولي على نحو أعاد مصر إلى كافة المحافل الدولية وأكسب الاقتصاد المصري مصداقية العالم . حيث بدا واضحًا الدعم والثقة الكاملين اللذين توليهما الوزيرة في طاقات الشباب المساعدين للقيادات وإعطائهم الفرصة كاملة لإثبات الكفاءة ليس بمجرد الكلام وإنما بالفعل تمهيدًا لتمكينهم بالمناصب القيادية في الوزارات ونقل هذه الروح إلى جميع مفاصل هيئات ومؤسسات الدولة .

وتنبع أهمية هذا الاهتمام بالشباب من حقيقة مفادها أن هذه الشريحة تمثل أكثر من 50 في المائة من المصريين، وبالتالي فهم من يضخون كل عام أعدادًا جديدة إلى سوق العمل ويتوقعون وظائف وأعمالًا تلبى طموحاتهم وتطلعاتهم، كما أنهم بالمقابل من أكثر فئات المجتمع معاناةً من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة للبطالة، سواء بعد انتهاء فترات دراستهم أو تدريبهم أو من خلال الانتقال لاحقًا من سوق العمل إلى البطالة وكل هذا يستوجب الاهتمام بهم وتأهيلهم على أفضل نحو ليحملوا مشاعل الإنتاج والتنمية .

ويدفعنا كل ما سبق ، وغيره ، للتفاؤل بشأن تحسن أداء الجهاز الإداري خلال الأيام القليلة المقبلة كما يدعونا لمطالبة جميع المسئولين بالدولة بتعميم هذا التجربة الواعدة خصوصًا تلك المتعلقة بدعم والاستفادة من طاقات الشباب تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي وإيمانًا بأن شباب اليوم هم رجال الغد وهم القوة التي تقاس على أساسها نهضة أي أمة لإنقاذهم بعيدًا عن آفات البطالة والجهل والتطرف.

هدف آخر نبيل نراه يتحقق الآن على أرض الواقع ويتمثل في خلق روع الانتماء لوطننا المفدى مصر .. وما أحوجنا إلى هذه القيمة النبيلة .. فهي الضمانة الوحيدة للانتقال إلى هدف أسمى ألا وهو المشاركة في بناء مصر التي نحلم جميعًا بها وطنًا يتسع لجميع أبنائه دون إقصاء أو تمييز على خلفية الهوية أو الجنس أو الدين أو السن .. عند هذا الحد تحتل مصر مكان الريادة بين سائر الأمم .

وفي النهاية يجب القول إن نجاح أي مسئول في موقعه لا يتحقق من خلال "العزف منفردًا" ، ويكفينا ما تحملناه فيما سبق من العمل في جزر منعزلة ، وهذا بالضرورة يتحقق من خلال اختيار وتأهيل الأشخاص الذين تقع على عاتقهم مهمة تنفيذ خطط وأهداف التنمية الشاملة ، على أن يراعى في هذا الاختيار أن يتم بناء على معايير الكفاءة بعيدًا عن الوساطة والمحسوبية التي طالما هدمت مؤسسات ودولًا .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط