الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة ميركل بعيون ألمانية


من برلين العاصمة الألمانية - حيث اضطرتني ظروف العمل للسفر- تابعت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوفد الاقتصادي رفيع المستوى الذي صاحبها في زيارة إستثنائية إلى القاهرة ،وهى الزيارة الأولي لها منذ 9 أعوام.

كنت فخورة وأنا أري اسم مصر يتصدر وسائل الإعلام الألمانية والعالمية التي أشادت بمصر ،وبرئيسها وبرؤيته وبخطوات الإصلاح الاقتصادي التي تمت مؤخرا ،وآثارها الإيجابية علي الاقتصاد المصري وكيف تحولت مصر علي يديه من دولة تعاني من الإرهاب إلي دولة مستقرة تقف في المواجهة وفي خطوط الدفاع الأولي لتحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله .. رأيت الزيارة من وجهة النظر الأخري وكيف ينظر إليها الألمان وماذا قالوا عنها.

الصحف هنا تحدثت عن المستوى المتميز الذي وصلت له العلاقات بين البلدين ،والإقتناع الألماني بأن أمن واستقرار مصر من أمن ألمانيا وأوروبا ،الإعلام تحدث أيضا عن "ميركل" ووصفها للقرارات الاقتصادية الأخيرة بأنها قرارات شجاعة ،وأن بلادها ستقدم كل الدعم لتحقيق استقرار اقتصاد مصر .. وهو ما يؤكد قوة التقارب المصري الألماني الذي حدث منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا العام الماضى ،والتي شرفت بأنني كنت ضمن الوفد الصحفي الذي رافقه وشاهدت مدي التقدير والاحترام من المسئولين الألمان لمصر ولزعيمها خلال الزيارة ،وهو نفس ماشاهدته من ردود أفعال حتي علي مستوي الأفراد ومدي الترحيب الذي تلقيته لمجرد أنني مصرية ،حديث الصحافة الألمانية عن مصر ورئيسها ملأني فخرا .. ففي تقرير لصحيفة "فرنج" الألمانية ،وصفت الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ "الأسد "المثير للإعجاب"،وهي تعتبره رئيسا كفئا للبلاد.

وقالت دي فيلت: إن ميركل أتت إلى مصر بقضايا مطروحة أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل ،كقائمة أمنيات لمناقشتها مع السيسي خلال زيارتها.

ووصفت "دير شبيجل" الزيارة بانها محاولة لكسب ود مصر كشريك لميركل في سياساتها لتقليل عدد المهاجرين إليها عبر البحر المتوسط.

ومن وجهة نظري ان أهمية الزيارة لا تأتي فقط من الناحية الاقتصادية والتعاون بين البلدين ،ولا أهمية الإستثمارات الألمانية في مصر،لكنها تعكس الإهتمام المشترك بين البلدين في مجالات متعددة أولها ملف الهجرة غير الشرعية التي تؤثر سلبا على أوروبا كلها ،وقد لمست مدى أهميتها من وجهة نظر الألمان عندما قالت المستشارة أن مصر تلعب دورا محوريا لحل هذه الأزمة بعلاقاتها مع دول الجوار خاصة ليبيا التي تعيش معاناة حقيقية ،والألمان يعتبرون مصر طوق نجاة ألمانيا من أزمة الهجرة غير الشرعية ،وهى نفس القضية التى بحثتها المستشارة فى محطتها الثانية مع الرئيس التونسى قايد السبسى.

ومن برلين وجدت قلبى فى القاهرة أتابع ما قالته ميركل عن تاريخ العلاقات بين البلدين ،أكدت إن مصر وألمانيا تربطهما علاقات ذات تاريخ طويل وخاص ،كما قرأت تصريحاتها عن لقاء الرئيس قالت: تحدثنا عن العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات والعلاقات الاقتصادية وتحدثنا مع الوفد الذي رافقني عن المشروعات الاقتصادية.

وأشادت بالجهود التي بذلت في افتتاح مشروع شركة سيمنز الألمانية للطاقة في وقت وجيز،وأدهشنى الرقم الذى ذكرته المستشارة عن أن المشروع الجديد يوفر إمدادات كهربائية لـ45 مليون شخص ،أى ضعف ـ تقريباـ عدد سكان منطقة فى حجم دول الخليج العربى مجتمعة ،كما ثمنت الجهود المصرية في الحرب التى تشنها نيابة عن العالم فى مواجهة الإرهاب ،وأشادت بجهود مصر بالتعاون مع كل من الجزائر وتونس لدفع عملية السلام في ليبيا..معنى هذه المودة أن توقيع بروتوكول اقتصادى سيفتح إمكانيات جديدة للتعاون في مكافحة التطرف والإرهاب.

وفى أبلغ رد على منتقدى زيارتها لمصر.. وقبل وصولها القاهرة بساعات، طالبت المستشارة الألمانية السلطات التركية بالإفراج عن الصحفي الألماني التركي دنيس يوجل المحبوس إحتياطيا في تركيا ،وحثت أنقرة على احترام حرية الصحافة ،فيما طالب قيادي بحزب ميركل بإعلان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان" شخص غير مرغوب فيه ،وهى إشارة من وجهة نظرى تعكس موقف ألمانيا من رفض تكريس السلطات الديكتاتورية للرئيس التركى".

وأترك إلى الزيارة المهمة ،لاتابع كلمة الرئيس السيسى خلال لقائه مجتمع الأعمال المصري الألماني التي أكد فيها على المكانة المتميزة التي تتمتع بها ألمانيا بالنسبة للاقتصاد المصري ،فهي من أهم شركاء مصر التجاريين على مستوى الاتحاد الأوروبي ،لاسيما عقب وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يزيد على 5 مليارات يورو العام الماضي.

هكذا شعرت وأنا في ألمانيا بأن الألمان يعتبرون مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي شريكا أساسيا ورئيسيا في مواجهة مشاكل يرون أنها مستعصية ،وحلولها تبدأ من مصر وهي الوحيدة القادرة علي تقديم حلول لها ،مثل الهجرة ومواجهة الإرهاب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط