الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخططات اختطاف سيناء وكيفية المواجهة


مخططات آثمة تتم الآن على قدم وساق من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة لاختطاف وانتزاع سيناء من مصر، وتستهدف هذه المخططات تفريغ غزة الفلسطينية من سكانها لتوطينهم في جزء من سيناء حتى تتمكن إسرائيل من التوسع في بناء المستوطنات.

فما حدث في سيناء مؤخرًا من تسارع وتيرة تهديد الأقباط واستهدافهم في العريش تارة وتهديد سيدات مصريات واجبارهن على ارتداء النقاب من قبل ولاية سيناء وهي الذراع الرئيسية لداعش في مصر وتصاعد الهجمات التي تستهدف جنودنا المصريين البواسل هو جزء من هذا المخطط القذر لانتزاع سيناء من مصر.

ولعل قبيل تصاعد وتيرة هذه العمليات الإرهابية مؤخرًا لاحظنا تصريحا من مسئول إسرائيلي يطالب بتوطين الفلسطينيين في سيناء ، ومحاولات الحركة الصهيونية العالمية لانتزاع سيناء المصرية من مصر ليست وليدة اليوم ولا البارحة ولكنها تعود لقرابة ما يزيد على القرن من الزمان حيث طالب من قبل " تيودور هرتزل " مؤسس الحركة الصهيونية بتوطين اليهود في سيناء عام 1903 في إطار ما أسماه " مشروع العريش" ،

فجاء هرتزل إلى مصر وطالب يهود مصر بالسعي لدى الخديو عباس حلمي الثاني لمنح سيناء لليهود واعتبارها وطنا قوميا لهم ، خاصة وان هرتزل قبلها كان قد أصدر كتابًا بعنوان " الدولة اليهودية " ، وكان من اهم وسائل هرتزل للتمكين من توطين اليهود في سيناء إنشاء مشروعات اقتصادية في سيناء برأس مال يهودي ، كما أن مطامع الحركة الصهيونية العالمية في سيناء لم تقف عند هذا الحد بل كانت هناك مطامع تستهدف إنشاء انفاق تحت قناة السويس لتوصيل المياه إلى إسرائيل،

ففي عام 1910 طالب مجموعة من الصهاينة في فلسطين باستعمار سيناء وأسسوا وقتها بنك لتمويل هذا المشروع اطلقوا عليه " المصرف الأنجلو فلسطيني" ، ولكن مصر وقفت وانتفضت وتصدت بقوة لهذا المشروع ، ومن يقرأ في محاولات استيلاء اليهود على سيناء سيجد الكثير والكثير ، ولا يظن أحد أن التنظيمات الإرهابية متعددة الجنسيات اللاعبة على الساحة في سيناء صناعة إسلامية .. بالعكس .. إنها صناعة صهيوأمريكية بحته ،

استطاعت الإدارة الأمريكية وإسرائيل وحلفاؤهما توظيفهم باسم الإسلام مستغلين آراء فقهية متطرفة ومتشددة لضرب الإسلام والمسلمين وتفتيت المنطقة العربية بنيران صديقة ، ولا يظن أحد أيضا أن ثورات الربيع العربي كما يقولون ثورات عربية .. لا .. وألف لا .. أنها ثورات صهيوأمريكية بإمتياز .. والقارئ والمتابع لدهاليز صناعة هذه الثورات واهدافها يدرك تماما أن هذه الثورات حققت فيها اسرائيل ما لم تحققه طوال عقود سابقة في اطار المخطط الصهيوامريكي لتقسيم المنطقة ،
 
فاستطاعت أن تشغل العرب عن قضاياهم الرئيسية ومكامن قوتهم وتشغلهم عن القضية الفلسطينية التي هي قضية كل العرب مسلمين ومسيحيين ليتفرغوا لقتال أنفسهم في ثورات وهمية تخدم أمن إسرائيل على المدى البعيد والقريب ، ولكن مصر العظيمة تنبهت لخطورة هذا المخطط في 30 يونيو 2013 واحبطت أخطر مخطط لتقسيم مصر ، ولعلنا نتذكر أنه في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي كان هناك اتفاق بين الإدارة الامريكية وجماعة الإخوان لتسليم سيناء لإسرائيل عبر توطين ومنح الجنسية المصرية لفلسطينيين من غزة ، حيث تشير الإحصائيات إلى أن المخطط كان يستهدف توطين 300 ألف فلسطيني في سيناء إلا أن الرئيس المعزول محمد مرسي منح الجنسية المصرية لقرابة 12000 فلسطيني ، كما أن هناك مخططا كان يتم في عهد الإخوان لبيع اجزاء من ارض سيناء ليهود ،

وهناك من قال إن هناك أراضٍ من سيناء تم بيعها ليهود بالفعل في عهد جماعة الإخوان ، وهذا ما يتطلب من السلطات المصرية مراجعة هذه الجنسيات ونزعها وايضا سحب التراخيص من أي شركات إسرائيلية تعمل في سيناء لو وجدت وسحب الأراضي منهم ،

فمواجهة المخططات الآثمة والعمليات الإرهابية المنظمة في سيناء تتطلب تكتيكات جديدة ومبتكرة أهمها ضرورة تكاتف الشعب مع قواته المسلحة في مواجهة الإرهاب في سيناء وعدم السماح لأي شائعات مغرضة تزحزح ثقة المصريين في جيشهم الوطني بل وتشكل وفوداً من المصريين لمساندة الجيش في سيناء على جبهة النار لنؤكد ان مصر وجيشها لن يخشى أي ارهاب كما يجب أن ي\تكون تنمية سيناء المصرية بأموال مصرية خالصة وشركات مصرية خالصة خاصة في هذه البقعة الحيوية منعا للاختراق وخاصة الإختراق الوهابي ،

ومواجهة الإرهاب المنظم في سيناء يستوجب أيضا إخلاء بعض المناطق مؤقتا من السكان حتى يتمكن الجيش المصري من التفرغ لقتال الجماعات الإرهابية خاصة وأن وجود الجماعات الإرهابية وسط المدنيين يشكل عائقا كبيرا أمام الجيش المصري وفي ذات الوقت يجب أن يكون هناك تعاون بين بدو سيناء والجيش بالمعلومات عن مناطق تواجد الإرهابيين وتمركزهم خاصة وأن بدو سيناء لعبوا دورا وطنيا مهما في الحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل ،

والاهم أيضا يجب أن يتوسع الجيش وقياداته في دائرة الاشتباه والمراقبة ولا يستثني أحدًا في ذلك حتى جنوده لانه ربما يكون بعض الأفراد والنفوس البشرية الأمارة بالسوء مخترقين لصالح جماعات إرهابية أو تم استقطابهم ، فتوسيع دائرة الإشتباه من باب الحيطة والحذر بات ضروريا حفظا على الامن القومي لمصر ،

كما يجب أن يتزامن مع ذلك بالضرورة منظومة ممنهجة لتطوير وإصلاح الخطاب الديني وتنقية التراث من الآراء الفقهية المدسوسة على الإسلام لتشويهه وتسويقه للعالم على أنه مصدر للإرهاب والعنصرية والطائفية والمذهبية خاصة وأن الإدارة الأمريكية وإسرائيل وحلفاءهما يستغلون الجماعات الإرهابية ويجندونهم من خلال هذه النصوص والآراء الفقهية المتطرفة المعادية للسلام والإنسانية والتعايش وهي نصوص وآراء بعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام ،

فما يتم من قبل تنظيم داعش والجماعات الإرهابية في سيناء أو العراق أو اليمن أو سوريا ما هي إلا عملية مسرحية على أرض الواقع للآراء الفقهية المتطرفة التي تحض على الإرهاب والقتل والحرق ولا تمت بصلة للإسلام ، وأطالب من هنا الرئيس السيسي بإنشاء أو تأسيس وزارة او مجلس قومي لشئون سيناء هدفه ارسال رسالة للعالم وللكيان الصهيوني الغاشم بأن سيناء كانت وستظل مصرية وسيدافع المصريون عن كل حبة رمل ونقطة ماء فيها بدمائهم ، وأيضا لمتابعة وتنفيذ المشروعات التي تتم في سيناء واستغلال مواردها وكنوزها المتعددة الاستغلال الأمثل ،

كما يجب كما أكدت التعاون مع القبائل البدوية وتذليل العقبات امامهم واشعارهم بأنهم مواطنون مصريون خاصة وأن لهم يداً بيضاء وتاريخا مشرفا ووطنيا كما ذكرت في خدمة مصر مع الأخذ في الإعتبار خضوع الجميع لمراقبات ومراجعات أمنية بسبب حساسية هذه المنطقة ، وعلى الفلسطينيين أيضا أن يكفوا عن الصراعات الداخلية فيما بينهم إن كانوا بحق يريدون دولة فلسطينية ، وفي النهاية أؤكد على ان مصر العظيمة وشعبها لم ولن تركع للإرهاب ولم ولن تلوي إسرائيل أو أي قوة على الأرض ذراع المصريين وستنتصر مصر على الإرهاب ولم ولن تكن سيناء موصلا جديدة كما يروج البعض .. هيهات ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط