الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى الشهيد لا تموت


تحتفل مصر كل عام يوم 9 مارس بيوم الشهيد، تخليدًا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق عبد المنعم رياض الذى استشهد خلال متابعة اشتباكات الجيش المصرى مع إسرائيل عام 1969. 

يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته (وكان يوم 11 يونيو يوما حاسما للقيادة والسيطرة على القوات المسلحة بمعرفة الرئيس عبد الناصر بعد أن أعلن المشير عامر وشمس بدران اعتزالهما فى اليوم السابق، فقد قرر عبد الناصر تعيين الفريق أول محمد فوزى قائدا عاما للقوات المسلحة والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان.

توجه صباح يوم 9 مارس 1969 (اليوم الثانى لحرب الاستنزاف) الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، ويكون بين القوات فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو وأثناء مروره ومعه اللواء عدلى حسن سعيد قائد الجيش الثانى ، على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية ، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران، بينما أصيب قائد الجيش إصابة أقل خطورة ولكن حالته الصحية استدعت عمل أكثر من عملية جراحية واحدة له. 

وأثناء نقلهما إلى مستشفى الإسماعيلية، كان الفريق عبد المنعم رياض قد فارق الحياة وكانت خسارة القوات ومصر كلها باستشهاده كبيرة، فقد فقدنا قائدا عسكريا متميزا كنا فى أشد الحاجة إليه.

وخرج الشعب يودعه أثناء تشييع جنازته بكل التكريم والاحترام المملوء بالحزن العميق، ومنذ ذلك اليوم أصبح يوم 9 مارس هو يوم الشهداء تعبيرا صادقا عن الروح العسكرية المصرية، والتى تتطلب من كل قائد مهما كانت رتبته أن يضرب القدوة والمثل حتى الاستشهاد بين جنوده. 

وقد كان هذا المبدأ وهذه الروح واضحة بأجلى معانيها وصورها فى حرب أكتوبر 1973، حيث كان القادة قدوة لجنودهم واستشهدوا فى الخطوط الأمامية.

ولازالت مصر تنزف شهداء كل يوم وكل لحظة دفاعًا عن ارضها وعرضها وضد كل من يخيل اليه انه قادر على ان يزعزع من عزيمة أبنائها ومازلنا في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليهم تمامًا وهذه رسالة ستظل خالدة الى الانقضاء، وهناك شهداء لازالوا مجهولين ولم نعثر عليهم أو نعرف حتى نهايتهم ولكنهم يوفون بقسمهم ووطنيتهم الى ان يحرروا ارضهم، رحم الله شهدائنا على مر العصور إلى أن نلقاهم في الحياة الأخرى، لذا نضع اكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في هذا اليوم تكريمًا لشهدائنا الذين فقدوا أرواحهم في الحرب.

وقد أقيمت جمعية المحاربين القدماء من أعرق الجمعيات العالمية التى أخذت على عاتقها منذ إنشائها تقديم أوجه الرعاية بمختلف صورها للمحاربين القدماء وأسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية إيمانًا منها ومن القيادة العامة للقوات المسلحة بما قدموه لهذا الوطن وصون مقدساته. خاضت مصر عددًا من الحروب خلال تاريخها الحديث وهو الأمر الذى انعكس بالسلب على مواردها البشرية والاقتصادية مع تضحية جيل كامل فى هذه الحروب التى استمرت نحو حوالى ربع القرن فتعددت البطولات وتجلت التضحيات. 

إن الحروب التى خاضتها مصر أفرزت ذكرى لا تنسى فى المجتمع المصرى فقد خلفت ورائها المصابين من العمليات الحربية والعديد من أسر الشهداء. تقديرًا من القوات المسلحة لهذا القطاع العريض من المجتمع منذ اللحظة الأولى فأنشأت جمعية المحاربين القدماء عام ١٩٥١ لترعى مصابى عمليات وأسر شهداء حرب عام ١٩٤٨ والمحاربين القدماء من أبناء مصر والسودان وكان أول رئيس لها اللواء / محمد نجيب الذى كان هو نفسه من مصابى حرب عام ١٩٤٨.

وستقوم جمعية المحاربين القدماء بعمل شعائر صلاة الجمعة يوم 10 مارس بمسجد المشير طنطاوي بحضور القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، فضلا عن إقامة مهرجان رياضى بجهاز الرياضة للقوات المسلحة الاثنين 13 مارس الجارى، تقام فيه مباريات ودية فى كرة السلة، ورفع الأثقال وتنس الطاولة، والعدو بالكراسي المتحركة، (التتابع) بين فرق الجمعية، وتقديم عروض للموسيقات العسكرية.

وسيتم أيضا إقامة معرض فني للمحاربين القدماء بفرع الوفاء والأمل خلال المدة من 16 وحتى 26 مارس الجاري، وعقد ندوة تثقيفية بمسرح الجلاء بحضور القائد العام ورئيس الأركان، وتكريم بعض قدامى قادة القوات المسلحة وأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، والأم المثالية على مستوى أسر الشهداء.

نتمنى أن يحصل جميع المصابين وأهالي الشهداء على حقوقهم والذين لازالوا يستشهدون على أرض سيناء ولا ننسى من فضل الموت على تراب وطنه عن الحياة مع أسرته.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط