الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاعر وهمية


عندما نتعرض لأزمات كبيرة على الصعيد النفسي والمعنوي؛ عادةً ما نكتشف أننا أضعف بكثير مما كنا نتخيل، وإذا حالفنا الحظ في هذه الأثناء، ربما سنتعرف أيضًا على بعض (الدفاعات الشخصية )، التي نستخدمها وسيلة لإنكار حقائق، وتبرير أوضاع خاطئة بل وأحيانًا مهينة.

لأن الحقيقة دائمًا مؤلمة، قاسية عندما تتعلق بعض مفرداتها بنقاط ضعفنا، يستلزم الأمر شجاعة وقوة حتى نستطيع مواجهة ذلك الأمر.

ولأن أحد أهم الأشياء التي لا نستطيع قبولها؛ هي (الرفض)، خاصة عندما يأتي الرفض ممن نرغبهم، أو من الذين كانوا يرغبوننا بشدة في وقت ما!! وهنا نبدأ في التلاعب بالحقيقة، وإعمال أهواءنا وتسويف الوقائع، وترجمة الأحداث بغير معناها، لكن للإنصاف فعادة ما يكون ذلك رغمًا عنا.


وبالرغم من أن السيناريوهات تكون شديدة الإحكام، إلا أننا نشعر بشيء غريب في تلك الأثناء، مرارة ما في الحلق، إنها طعم الحقيقة الغائبة!! فمهما فعلنا!! حقيقة كل شخص منا على تماس معه، بل وترسل له الإشارات.

أما عندما نقبل الحقيقة، ونصدق ما قد حدث فعلًا، ونعترف بأننا قد تعرضنا (للرفض المؤلم)، تأتي مرحلة أخطر من سابقها.
نعيش فترة من الشعور بالذنب، وتتطور تلك المشاعر بداخلنا إلى قرار ظالم (جلد الذات)، نسعى لتفسير كل ما حدث، على أنه ذنب اقترفناه في حق الجميع قبل أنفسنا، ونعاقب روحًا؛ لو لم تكن طاهرة ونقية ما كانت لتغرق في تلك المأساة!!.

عندما تستقر الحقيقة تمامًا، تكون قد تركت بداخلنا جرح غائر، ووجع سافر، ومرارة نتجرعها مع كل ابتلاع لريقنا، لا تتوقف جوارحنا عن التحرك نحو مداواة ما قد حدث!! .

وهنا نبدأ بأخطر ما قد نقوم به (التصرفات التعويضية)، فنبدأ بالتحرك بأقسى سرعة في جميع الاتجاهات، طامعين في نيل القبول، والشعور بأننا مازلنا محل رغبة من آخرين، وأننا مازلنا نصلح لتكوين علاقات جديدة.
والمشكلة الحقيقية أننا نكاد لا نرى الطرف الآخر!!.

نتناسى أننا لا نملك ما نعطيه الآن، نتغاضى عن أن نرغب فعلا في خوض تجربة هذا الشخص؟! أم أن كل ما يشغلنا هو مداواة الجرح القديم؛ حتى لو كان ذلك على حساب نفس بريئة.. في تلك اللحظة نحن أمام هوة عميقة ودوامة مستمرة من العلاقات التعويضية والوهمية والمرضية أيضًا.

أعزائي:
ببساطة شديدة عندما نصل إلى تلك المرحلة من الإنهاك، لا تعاقبوا أنفسكم بالشعور بالذنب ولا تكونوا مجرمين في حقها بجلد ذاتكم، فقط (اقبلوا الحقائق)، ولا تتسرعوا بخوض تجارب جديدة، اذهبوا إلى السينما والحفلات، اسمعوا الموسيقى وارقصوا، اهربوا إلي البحر، جددوا محيطكم الإنساني دون توقعات، اعملوا على الإنجاز وتحققوا، وانتظروا نجاحًا وسلامًا مع أنفسكم، وابتسموا إذا قابلتم صورة من فارقوا بالصدفة، وتمنوا أن يباركهم الرب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط