الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من "ملاك طاهر" إلى الرئيس


عاجل جدا وسري للغاية..
رسالة من روح الطفل كريم "الملاك الطاهر" إلى فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
رسالة إلى كل من بداخله ذرة إنسانية في وطن افتقدنا فيه إلى كل معاني الرحمة والإنسانية، لعلها تكون كاشفة لقيمة مدى هوان ورُخص الإنسان في مصر الوطن، وكاشفة لحال الصحة التي تئِّن من الإهمال وأصبحت مجرد "تجارة" على أرواح المصريين البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة، في ظل تردي الخدمة.
الرسالة باختصار:
الطفل كريم عادل، عمره سنتان.. بين يدي الرحمن منذ يوم الخميس الماضي (2 مارس 2017)، فجأة وبلا أي مقدمات أو تاريخ مرضي غاب عن الوعي قبل منتصف ليل الجمعة، ومنذ ذلك الحين يعيش على أجهزة التنفس الصناعي في الرعاية المركزة، بعدما كان قبلها بدقائق يلعب ويلهو مع والديه في لحظات ربما تكون هي آخر ذكرياتهما معه في هذه الدنيا.

منذ تلك اللحظة بدأت رحلة العذاب لوالديه، شأنه شأن آلاف المصريين البسطاء الذين لم يجدوا من يحنو عليهم في أوقات شدتهم وألمهم ومرضهم.. الأب والأم اللذان أصابهما الهلع على فلذة كبدهما، حملا طفلهما هلعا إلى مستشفيات مصر المحروسة التي تئن من التردي والإهمال والتسيب أملا في إنقاذ ابنهما، وكانت رحلة العذاب "كعب داير" فبين مستشفى الدمرداش التي ترفض إسعافه بحجة عدم وجود أسرّة شاغرة في الرعاية المركزة، وبين مستشفى "عين شمس التخصصي" التي تطلب تأمينا قدره 15 ألف جنيه قبل أن تنقذ حياة الطفل، والأبوان لا حول لهما ولاقوة، رضخا لكل الطلبات المادية للمستشفى لإنقاذ حياة طفلهما.. فالطب أصبح مهنة بلا إنسانية أو رحمة.
ومنذ تلك اللحظة، الطفل بين يدي الرحمن، والده يدفع يوميا خمسة آلاف جنيه ثمنا لسرير الرعاية ويشترون الأدوية من الخارج وحتى صبغة أشعة الرنين "gadoliniusm dyen" طلبت منه المستشفى شرائها من الخارج وطافا صيدليات القاهرة ومستشفياتها للعثور عليها دون جدوى، وما زال عداد المصاريف "يعد" يوميا.
الأدهى سيادة الرئيس أن مسؤولي وزارة الصحة، على علم بحالة "كريم"، من خلال توسط أحد الإعلاميين، ولكن يبدو أن الرحمة والإنسانية أصبحت غائبة عن قلوب أصحاب البالطو الأبيض، فكانت ردودهما "ودن من طين وودن من عجين"، لنقل الطفل للرعاية بمستشفى اقتصادي حكومي أو جامعي متخصص كون الطفل مؤمنا عليه، حتى لا يكون الأمر لذويه بمثابة موت وخراب ديار..
أليس من الأولى لـ "بهوات" الصحة الهلع بدلا من اللا مبالاة لعلمهم بمدى حرج حالة الطفل وإنقاذه وإعادة البسمة لأهله.. فملايين المصريين يتمنون الموت قبل أن تقبرهم المستشفيات.
سيدي الرئيس هذه هي الرسالة باختصار من طفل تفيض روحه بين يدي الله، في عالم ووطن غابت عنه كل معاني الإنسانية.
لكن قبل أن أختتم، أذكرك سيادة الرئيس:
أليس فخامتكم قد صادقتم في منتصف شهر يناير الماضي على القانون رقم 3 لسنة 2017 بتعديل المرسوم بقانون رقم 86 لسنة 2012 بشأن نظام التأمين الصحى على الأطفال دون السن المدرسى.
أليست دولة فخامتكم ممثلة في رئيس مجلس الوزراء، أصدرت في عهد المهندس إبراهيم محلب، القرار رقم "1063" لسنة 2014، الملزم لجميع المنشآت الطبية الجامعية والخاصة والاستثمارية المرخص بإنشائها طبقا لأحكام القانون رقم "51" لسنة 1981، والمستشفيات التابعة لشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، بتقديم خدمات العلاج لحالات الطوارئ بالمجان لمدة "48" ساعة، وأن تتحمل الدولة تكاليف العلاج من موازنة العلاج على نفقة الدولة.
سيدي الرئيس بصفتك المسؤول الأول عن صحة المصريين.. هل زرت مستشفى الدمرداش أو غيرها من المستشفيات لتلمس الإهمال الذي يجده المصريون في المستشفيات ومن مسؤولي الصحة.. فحياة كريم وغيره من المرضى معلقة في رقابكم إلى يوم القيامة..
فخامتكم.. إصلاح منظومة الصحة ومحاسبة المستهترين.. أمر عاجل نضعه بين أيديكم قبل فوات الأوان.. فوطن بلا صحة وبلا تعليم.. لن تجد فيه انتماء لأبنائه إليه..
كلي آمل في قلبكم الأبوي الحنون، كإنسان، بتبنيكم علاج الطفل "كريم".
وختاما لا يبقى، إلا الدعاء لكريم لعل يكون بيننا من هو مستجاب دعاؤه.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط