الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ردا على سفارة أرمينيا


فيما تم نشره تحت عنوان" صراع أرمينيا وأذربيجان حول كاراباخ يصل القاهرة - السفير الأذربيجاني يحيي ذكرى مذبحة خوجالي ويتهم الأرمن بقتل 613 مواطنًا وميلكونيان يصفها بالأكاذيب ويفند رأيه بوقائع تاريخية".

"وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" .

الظلم والافتراء بالكذب، وكتم كلمة حق عند طلب الشهادة، كلها أوجه لأنفس لا تأتمر إلا بالسوء، لكن ما نحن نرنو إليه ليس بأقوال مرسلة أو تكهنات أو أباطيل يسقط عنها الدليل، فإن كانت البينة على من ادعى ونحن أصحاب الادعاء، فلدينا عليه البينة كاملة ليست من صنع خيالاتنا، وأن أقلامنا لا تتجرأ على سطر غير الحقيقة، أما وقد كذبتمونا فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، لكن الحقيقة التي نعيها جيدًا ونتفهم فحواها وأسبابها الحقة والأحق بالتفنيد، هي أكذوبة أرمينيا ووجودها كدولة، والبحث في الوجود الدولي والاعتراف بها وشرعية سيادتها وحدودها.

فما تم نشره تحت عنوان "صراع أرمينيا وأذربيجان حول كاراباخ يصل القاهرة" فقد قال السفير الأرميني في رده الرسمي، واصفًا ما ذكر في بيان سفارة أذربيجان بالقاهرة أنها اتهامات وأكاذيب ومحاولات لنشر معلومات مغلوطة، إلا أنه في صدر ردنا أكدنا أننا لانجيد الحديث بكلام مرسل غير مؤسس ولا تأصيل له.

ثم سرد السفير الأرميني ماجاء في بيان السفير الأذربيجاني تورال رضاييف من أنه "بالرغم من إصدار منظمة الأمم المتحدة لقراراتها الأربع لصالح أذربيجان بشأن الاحتلال الغاشم، وإقرار الأمم المتحدة في أحقية رجوع تلك الأراضي المغتصبة إلى أهليها وانسحاب الأرمن منها" .

أيضا جاء على لسان السفير الأرميني، نضال السكان الأرمن من أجل ممارستهم لحقهم في تقرير مصيرهم، أقول إن هي إلا ذلة تخفي الكثير من الحقيقة، فالقاطنون لهذا الإقليم وتلك الحدود، إن هم إلا سكان لم يرتقوا بعد لمرتبة الشعب، وليست تلك أراضيهم التي كانوا نبتا لها، فهم دخلاء بقرارات غير شرعية لمحتل غير شرعي.

واستكمالا لتفنيد حجة السفير الأرميني فهؤلاء سكان قاطنون لهذه الأرض وليست لهم وطنا أو إقليما ينتمون إليه، إن هم إلا أقليات يجمع بينهم الشتات، والدليل المحاولة والنضال لاستمالة واستجداء الرأي العام العالمي من أجل إعلاء أحد الحقوق التي يؤيدها القانون الدولي بنصره، وهو حق الشعب في تقرير مصيره.

فنص رد السفير الأرميني ليس ردًا موضوعيا للقضية، ولاينفي عن الأرمن صفة المحتل الغاصب، فأفعالهم ماهي إلا محاولة لتقنين الوضع القائم، وخلق ثياب شرعي يسمى الدولة الأرمينية وأركانها بتشويه الحقائق وطول الأمد.

فحق الشعب في تقرير مصيره مبدأ تختص به دول قائمة بالفعل، ومن ثم لحق به أحقية هذه الدول في تحرير أراضيها، وهذا طبقًا لميثاق الأمم المتحدة، وليس حقًا على إطلاقه تمارسه جماعة تقطن أرضا وتغتصبها وتمارس كافة الفواحش التي يتبرأ منها القانون الدولي من تطهير وتصفية عرقية وإبادة جماعية وترحيل الشعب بالإرهاب خارج أحد أقاليمه واحتلالها.

أضف الى ذلك أن السيناريو الذي كان من تأليف الشيطان لمحاولة إيهام العالم أن الأرمن كانوا في حالة دفاع شرعي، وأن مافعلوه ليس إلا رد فعل لفعل الآذريين، فلقد اتفقنا أن حق الدفاع الشرعي حق مكفول لأصحاب الحقوق فقط، فلايمكن أن يهم الغاصب بمحاولة قتل صاحب الحق، فإذا ماغافله وحاول أن يجهز عليه ويقتله كان هنا صاحب الحق في حالة دفاع شرعي، أما إن تمكن الغاصب بعد مقاومة صاحب الحق من قتله فهذا لا يعد دفاعا شرعيا على غرار النمط الثاني.

آمنت الأمم المتحدة بعدم شرعية الوجود للأرمن وعدم شرعية كل فعل لهم على هذه الأرض، لكن الأرمن اعتادوا تشويه التاريخ ولبس الحق بالباطل وهم يعلمون، لكن ماوراء هذا هو الاعتراف باقتراف فعل المذبحة والإبادة وبإسقاط الفعل على ضوابط القانون الجنائي الدولي، نجد أن تلك الجرائم الوحشية تقع تحت طائلة القانون الجنائي الدولي، ويتحمل المسئولية كل من شارك فيها سواء كان فردا يمثل نفسه أو جماعة تنظمها راية أرادت تلك الأعمال الانتقامية والتنكيل بهذا الشعب الأعزل، وبسط السيطرة الاستعمارية، ليس ذلك فحسب، إلا أن الإفك طال الآثار الآذرية الموجودة في إقليم "كراباخ"، وحاولوا صياغة تاريخ جديد لها ومن أشهر المواقع التي حدثت فيها تلك المهذلة "كهف أزيخ" قاموا بنسبته لهم منذ الحقبة السوفيتية فى غضون التخطيط للاستيلاء على الإقليم، فقرر الأرمن خلق تاريخ أرميني يتذرعون به إلا أن العالم لاينسى أن منبع حضاراته اليوم هو تلك البلاد العماليق أمثال: مصر وأذربيجان، أما ما يسرده الأرمن على أنه تاريخ لهم إن هو إلا أساطير ماسمعنا بها في آبائنا الأولين.
 
لقد حاول الأرمن تشويه التاريخ، فتعرض على مواقع كثيرة صورا للمذابح التي قام بها الأرمن في حق الآذريين يعرضها الأرمن على أنها صور لمذابح قام بها الآذريون في حق الأرمن.

فلا عجب فنحن أمام العالم نؤكد أن مارحل عن هذا الإقليم هو الشعب الآذري الأعزل، الذي استخدمت ضده القوة المسلحة غير الشرعية والمحظورة دوليًا، أما القاطنون اليوم فهم سكان تشدقوا باتفاقيات دولية وقرارات صدرت عن الإتحاد السوفيتي، والذي كان محتلا للأراضي الأذربيجانية، فوجوده باطل وتم إحقاق الحق ونالت أذربيجان استقلالها، وبالتبعية قراراته باطلة أيضًا فما بني على باطل فهو باطل.

فاتفاقيتا "جولستان وتركمانشاي" اللتان قام بتوقيعهما الاتحاد السوفيتي، هما ذريعتا الأرمن لإضفاء الشرعية على وجودية الدولة الأرمينية، فكثير من المذابح والأحداث الجسام التي ذاق ويلاتها الأذربيجانيون عليها شهود عيان من الآذريين والأرمن من ذوي النفوس الطاهرة.

"سومقايت" وأحداثها هي مخطط استخباراتي سوفييتي نفذه الأرمن في صناعة حالة من المظلومية، يتم الترويج لها غربيا على أن الأرمن يتعرضون لمذابح على يد الأذربيجانيين، ففي القضية الجنائية رقم 55461_18/88 المقدمة بواسطة "جاكلين" رئيس مجموعة التحريات أكد أن "جوريجوريان" هو مواطن أرميني الأصل قطن مدينة "سومقايت"، وتلقى تعليما ثانويا وتزوج ولكنه أمد المشاغبين بالخطط الكاملة لفوضى عامة في مدينة "سومقايت"، وهو من خطط ودبر لتلك العملية، وكذلك كان له دور واسع في حوادث اغتصاب النساء، وإثارة الذعر بين الأرمن والآذريين.

"إيريوان" مدينة آذرية تحولت لمستوطنة أرمينية بعد نزوح الآلاف من العائلات المسيحية من تركيا وإيران، واستوطنوا فيها بموجب "وعد لازاريف" وعد من لا يملك لمن لايستحق في بلاد القوقاز.

حيث قال: " أيها المسيحيون! حسب المعلومات الصحيحة التي بلغتني، لا يكتفي الماكرون بنشر معلومات كاذبة ولا معنى لها بل ويسعون إلى بث الرعد والخوف في قلوب الراغبين في النزوح إلى روسيا السعيدة وبالتالي منع تحقيق أحلامهم.

للحيلولة دون هذا ونظرا لثقة الشعب الأرميني بي، والمهمة التي كلفني بها القائد العام، أفيدكم أن معالي حاكم روسيا يوفر للراغبين في النزوح ملاذا واعدا ومريحا وسعيدا في دولته.

وقال: ستحصلون على الأراضي الخصبة التي سيزرع جزء منها لاحتياجات الدولة في المناطق التي ستختارونها، وفي "إيروان وناخجوان وقاراباغ"، ويتم إعفاؤكم عن كل ضريبة لمدة 6 أعوام وتقديم مساعدات لأفقرهم.

أما الأشخاص المدنيون الباقون هنا فيمكنهم إرسال عائلاتهم، وتعيين محامين لبيع ممتلكاتهم لمدة حوالي 5 أعوام، وذلك وفقا لمعاهدة "تركمنتشاي"، وأنا سأوصّل قائمة ممتلكاتهم الباقية الى ممثل دبلوماسي لدى المعالي عباس ميرزه أو المفوض.

سترون في روسيا ظروف السماح بنشاط الأديان ومساواة الحقوق بين الروس ورعايا الإمبراطور وستنسون كل همومكم، ستجدون هناك وطنا مأهولا بالمسيحيين ولن تشهدوا الضغوط على الدين المقدس، ستعيشون تحت حماية القوانين وستحسون بتأثيرها المفيد، في نهاية المطاف، ستحسنون هناك معيشتكم وستحصلون على عوض أكثر من مائة مرة بدلا من الضحايا القلائل الذين قدمتموهم، ستغادرون وطنكم العزيز، لكن فكرة عن أرض مسيحية قد تثير سروركم.

إن المسيحيين المتناثرين في ولايات إيرانية سيشاهدون الوحدة، ستعلمون كيف سيكرّمكم الإمبراطور الكبير لروسيا احتراما لإخلاصكم، أسرعوا! إن الوقت قيم، سرعان ما ستغادر الجيوش الروسية حدود إيران، الأمر الذي سيصعب نزوحهم ولا نقدر على تولي مسئولية عن نزوحهم الآمن، ستحصلون على كل شيء من خلال تقديم ضحايا قلائل.

عقيد الإمبراطور الروسي والفارس لازاريف 30 مارس، عام 1828، مدينة أورميه.

لقد زار الكاتب اليهودي "ارتوركاستلير إيريوان" عام 1923 والتي كانت عاصمة أرمينيا السوفييتة حينها، وقال: "إنها تشبه المستوطنات اليهودية في فلسطين" عملية استيطان ممنهجة بيد السوفييت رحل السوفييت وبقى الاستيطان.

فأصول الأرمن وهجرتهم من البلقان إلى شرق الأناضول، وتوطينهم في جنوب القوقاز واحتيالهم، وتأليفهم لتاريخ خاص بهم من واقع خيالاتهم يكتبونه بقلم الزور والافتراء تلك هي السيادة المكذوبة القائمة على الإبادة والتصفية العرقية والتي ينتهجها هؤلاء الأرمن المتطرفون، والتي تدارسوها على يد الإمبريالية الروسية القيصرية في مطلع القرن العشرين مابين 1940 _ 1950، في وقت كان العالم أجمع يعيش تحولات وتحورات جذرية وأحداث جسام حين وضعت الحرب العالمية أوزارها، لكن الحروب انتهت وساد الأمن والسلام، وأنشئت المنظمات الدولية التي تقوض قوى العنف والتطرف، وتعلى رايات السلم والأمن الدوليين، ووضعت الضوابط الإسنادية لهذه المبادئ، وكيفية حمايتها والحفاظ على السيادة الدولية وحماية الحدود، فهي تقوم بدور من القمع القانوني لقوى البغي والتطرف وذوي الأطماع التوسعية تحت مظلة القانون الدولي، فقررات الأمم المتحدة الأربع لاينقصها إلا التفعيل، فهي لم تكن هباء، فهي تفنيدا للواقع والوقائع والتاريخ، فالمطالبة بإخلاء الأرض ورحيل الاحتلال مطلب لاتفاوض عليه أقرته الأمم المتحدة والمواثيق الدولية وسيدخل حيز التنفيذ عاجلًا ام آجلا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط