الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جبل الحلال في قبضة الرجال


منذ أن تحركت الدورة الأولى للعجلة الحربية التي داس فوقها القائد المصري أحمس لتوحيد البلاد وطرد الأعداء وقد دانت له الجغرافيا بالخضوع واستوى أمامه الأفق حتى بلغ مبتغاه فلم تتحرك حدود هذا الوطن ولم تنحرف الجغرافيا فيه لتعصى توجه الأمة المصرية وقادتها الكبار حينما يحاول بعض اللصوص والأجراء استخدام مخابئها لهزيمة الأمان ونشر الذعر في الوادي الأخضر..!

لقد أثبت المصري من قبل أنه سيد في كل معركة يتوجه إليها ... فكما نشر البساط الأخضر في واديه نشر السياج الحامي على حدوده البحرية فكانت معاركه التي يعرفها البحر لا تتخلف عن الانتصار لها اليابسة التي انتصرت على كل قهر.

اليوم يعيدها الرجال مرة أخرى ليثبتوا للعالم في عملية عسكرية مبتكرة ستجد صداها فيما بعد على مقاعد الدراسة يوم سقط جبل الحلال في قبضة الرجال ليؤكدوا للعالم ولوطنهم أنهم هنا أيضا سادة الرمال ..!

جبل الحلال الذى يقع في الشمال الغربي من سيناء جنوب مدينة العريش بـ 60 كم ممتدا على مسافة شاسعة متوالية فيها الهضاب والقمم التي ترتفع عن سطح البحر لمسافة تقدر 1700 م في امتداد من الشرق إلى الغرب يقدر 60 كم وهي كما نرى مساحة هائلة عندما تدخل ميدان عمليات حربية معقدة لا تساعد الجغرافيا فيها على الزحف المنظم نتيجة لطبيعة الصخور وتعقيد الدروب وانتشار الكهوف والمغارات التي يبلغ عمق بعضها أكثر من 300 متر متسعة ومتصلة متشعبة فيما يشبه أنفاقا طبيعية أشرفت على إنجازها يد البشر مع عوامل التعرية لتجعل مد السيطرة والركوب فوق هذه البقعة من الأرض عملية معقدة تشبه المغامرة.

غير أن رجال قواتنا المسلحة الأبطال والذين يعملون في صمت استطاعوا أن يسقطوا الجبل تحت نعالهم ويمسكون بدروبه وكهوفه ومخابئه لتسلم لقبضاتهم مسارها وأسرارها ..!

لقد أصبح هذا الجبل المسكون من قبيلتي الترابين والتياهه مأوى لكل خارج على القانون وعاصيا على الدولة ومتواصلا مع أجهزة استخبارات معادية لأمن الوطن وقد ساعد على هذا التمدد قرب النطاق الجغرافي للجبل من دولة الصهاينة ووقوع الجبل في المنطقة ج المحظور دخول السلاح الثقيل إليها وفقا لمعاهدة كامب ديفيد .!!

بالإضافة إلى طبيعة الحاضنة القبلية التي يعشش فيها الجهل ويشتريها المال بالقهر ويستغل ضعفها المعرفي وهشاشة الولاء الوطني كل طامع في صناعة الفتنة وتصديرها للمدن المجاورة أو الحاضرة الآمنة في الوادي الخصيب.

ومن هنا أصبح الجبل البعيد عن قبضة الدولة وكرا لكل الخارجين والعصاة .. والضالين الذين فتنتهم موجات التكفير التي نشرها وينشرها الفكر السلفي في معظم العالم العربي مؤخرا.

وظنوا أن الحاضنة البدوية حامية وأن الجغرافيا من الممكن أن تحارب بجوارهم في مواجهة الدولة التي وحدتها عجلة أحمس الحربية وأخذت وثيقة تسليم الجغرافيا وإخضاعها لمشيئة الدولة المركزية في العاصمة.

لم يكن إلا وَهم تلبس بخيالات المشرفين على الفتنة وحملة السواطير والسطور المؤججة للصراع والناشرة للخراب. 

لقد خيل لهم شيطانهم بأنه من الممكن أن يجعلوا من جبل الحلال نقطة انطلاق ومركزا حصينا للعمليات الإرهابية حتى اقتحمته قوات الجيش الثاني البطلة في عملية حربية معقدة جعلت سكانه من الإرهابيين يصرخون من هول الصدمة وطعن المفاجأة عندما وجدوا الأبطال فوق رؤوسهم وقد انتشروا في مساحة الجبل كلها بنعالهم.

لم تقتحم قواتنا المسلحة الجبل من أطرافه وإن حاصرته ولكنها كمنت للإرهاب المتخفي في كهوفه وتسللت إلى مخابئه بحرفية كاملة ثم بدأت معركتها من قلب الجبل إلى خارجه وقد وضعت يدها على صيد ستعلن عنه بطولتها يوما قريبا.

لتكون الرسالة الخاصة بفرض السيطرة الكاملة على جبل الحلال قد وصلت للملثمين أولياء الشيطان بأن الإرهاب لا يمكن أن يجد له في مصر بلدا كإدلب التي أسقطتها تركيا أو الموصل التي دعم سقوطها الأشرار من ممولي الإرهاب فكرا ومالا بمنطقتنا الموبوءة بإجرام السطور قبل فعل الساطور .!

فهنا وطن لا يُبتز ... ورجال خلفه يعيشون فقط على عزه .. منذ أن دارت العجلة الحربية وقد أعلنت أنها لن تكف يوما عن الدوران حماية لأمن الأمة والدولة المصرية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط