الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاقات غير واضحة


" لا أعرف حقيقة ما كان بيننا ، لا أستطيع تسميته أو توصيفه ! هل كان صداقة من نوع خاص ؟! ربما ولكنه أعلي شأنًا ، هل كان حبًا ؟! عندما صدقت أنه حبًا تلاشى وإنتهى " ، أحيانًا تربطنا ببعض الأشخاص علاقات إستثنائية ، لا نستطيع توصيفها أو فهمها بشكل واضح ، تجمعنا بهم ظروف إستثنائية في حياتنا ، يمدون لنا يد العون ، فنخرج بفضل مساعدتهم من دوامة أزمات خانقة ، أو نتبادل معهم العون والمساندة ، ربما تختلف الأدوار لكنه في الغالب نلعب في حياة بعضنا البعض دورًا متفردًا وشديد الأهمية.

عادةً ما تتميز تلك العلاقة ببريق خاص ، فبعيدًا عن أشكال العلاقات الطبيعية والتقليدية ؛ يسري من تحتنا نهر من المشاعر الصادقة ، نقدم لبعضنا البعض السعادة والفرح والأوقات الممتعة ، بلا هدف أو غرض ، وأحيانا بعفوية كاملة وبلا حسابات.

وربما بسبب أننا نعيش في مجتمع قد تعودنا فيه علي أن علاقاتنا التقليدية ؛ علاقات مشوهة ورمادية وغير حقيقية ، لذك تحتل هذه العلاقات الإستثنائية موقعًا مميزًا لدينا ، بل تحتل المكانة المميزة بين سائر العلاقات الأخرى .

نتعلق بشريكنا في تلك العلاقة الخاصة ، نقدمه ونبديه علي سائر العلاقات ؛ مهما كانت أهميتها بالنسبة لنا ، وتستمر تلك الحالة في التقدم والتنامي ، حتى تصل بنا إلي مرحلة الأزمة ..منذ البداية وهناك أسئلة منطقية وواقعية تطاردنا ، ومنذ البداية أيضًا ونحن نتجاهلها ، ونهرب منها ونسوق المبررات لأنفسنا ، لأننا لا نرى شيئًا بجوار تعلقنا وإحتياجنا الشديد ..علي أية حال ، عاجلًا أم آجلًا ستأتي النهاية ، ستنكسر تلك الحالة الرمادية أمام الحقيقة ، نعم لا قواعد في الحب أو المشاعر ، لكن لا شيء مهما عظم قدره وإرتفع شأنه ؛ سيقف حائلًا أمام إستمرار الحياة بقسوتها و واقعيتها .

في النهاية :
لا أستطيع أن أطلب منكم أن تصبحوا آلات ميكانيكية ، وأن تتخلوا عن بشريتكم المرتبطة أساسًا بالتجربة والخطأ ، وليس من المنطقي أن أتوقع منكم أن تملكوا القدرة علي التفكير السليم والتمحيص وأنتم في قلب الأزمات ، وليس من الإنصاف أن ترفض يد تمتد لك بالعون والمساندة ؛ لتسأل عن المستقبل أو عن الإطار والشكل والصفة.

ولكن علي الأقل يجب أن نحاول توصيف الوضع القائم ، وصياغته وتسميته ، بشكل غير نهائي ، قابل للتطور والتغير ، كلما إستجد جديد . كما أنه من اللازم أن نواجه ونصارح شريكنا في هذا التقارب ( علاقة غير واضحة ) ، بكل ما يجول في خاطرنا ، ويدور في عقلنا ، ولا نخجل من مشاعرنا ، ولا نخشى شيئًا.

فالطريق الوحيد للنجاة من مصير مجهول لـ ( علاقة غير واضحة ) هو أن نحذف كلمة ( غير ) من هذه الجملة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط