الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحطيم "بسنت" في عام المرأة


ألمني كثيرا ما سمعته في برنامج "هجمة مرتدة" على "راديو مصر" الذي يقدمه الإعلامي طارق رمضان، عن مأساة البطلة المصرية "بسنت محمد عوض"، أسرع عداءة في تاريخ مصر والوطن العربي.

قصة بسنت وباختصار أنها فوجئت بإيقافها للتحقيق من قبل اتحاد ألعاب القوى في شهر فبراير الماضي، لاعتذارها رسميا عن المشاركة في البطولة الأفريقية التي أقيمت في شهر مايو 2016، كونها كانت في معسكر خارجي بإسبانيا تابع لنادي المؤسسة العسكرية الذي تنتمي إليه، لإعدادها للاشتراك في أكثر من ملتقى دولي استعدادا لتحقيق رقم الأولمبياد، وبعث ناديها خطابا رسميا للاتحاد يؤكد أن اللاعبة كانت بمعسكر تابع لوزارة الدفاع.

قرار الإيقاف، حسبما تؤكد "بسنت" جاء بعد تسعة أشهر من الاعتذار عن البطولة، ورغم ذلك تؤكد أن هناك تعنتا من الاتحاد، وتم منعها من المشاركة في بطولة الجمهورية التي بدأت الأربعاء 15 مارس.
حاولت بسنت معرفة سبب الإيقاف، عندما ذهبت لمقابلة رئيس الاتحاد، الذي رفض مقابلتها أكثر من مرة، وتم إخطارها بموعد التحقيق في شهر فبراير الماضي، لكنها أخطرت الاتحاد رسميا بطلب تأجيل التحقيق يوما واحدا كونه يتعارض مع امتحاناتها بالكلية، ورغم مرور أكثر من شهر لم يتم تحديد موعد آخر للتحقيق معها.

ما لا يعرفه الكثيرون، أن البطلة المصرية بسنت متفوقة علميا بجانب تفوقها رياضيا، فهي الأولى على كليتها، وهي أيضا صاحبة الأرقام القياسية المصرية في جميع الأعمار من المرحلة السنية 16 عاما إلى مرحلة الدرجة الأولى في مسابقتي الـ 100و200 متر، فالبطلة "بسنت" رفعت علم مصر 16 مرة، حيث حصلت على 9 ميداليات ذهبية و6 ميداليات فضية في البطولات العربية، كما حصلت أيضا على الميدالية الفضية في بطولة البحر المتوسط، كما شاركت في بطولة العالم للشباب بأوكرانيا عام 2013.

بسنت عوض التي حطمت الأرقام القياسية في العدو والتي لم تتغير منذ 21 عاما، أكدت وبنبرة يملؤها الحزن والأسى، أن اتحاد لعبتها لم يصرف عليها مليما واحدا، وأن قرار إيقافها جاء وهي في أحسن حالاتها البدنية والمهارية، في الوقت الذي تعمل فيه جاهدة لتحقيق إنجاز غير مسبوق ببطولة العالم التي ستقام في شهر أغسطس 2017.
البطلة الرياضية الموقوفة كتبت على صفحتها كلمات بالغة القسوة "هيا دي كلمة شكرا اللي بلدي بتقولها لي بعد كل التعب ده، وبعد رفع علمها في جميع البطولات الدولية، بلد إديتها كل حاجة وما خدتش منها أي حاجة غير البهدلة وعدم التقدير وعدم الاحترام، طول ما إنتو بتهدموا في الأبطال بالشكل دا مترجعوش بقى تقولوا عليهم خونة بعد ما يسيبوا البلد ويمشوا".
بسنت عوض قضية أضعها، أمام المسئولين في وطننا مصر، وعلى رأسهم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، ليبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل هناك أياد خفية تعمل تدمير المواهب الرياضية في مصر؟، في ضوء هذه المأساة التي تستدعي تحقيقا عاجلا، خصوصا وأن هذه القضية تأتي في العام الذي نحتفي فيه بالمرأة المصرية، كي لا نندم عندما يهرب أبطالنا إلى الخارج ليتجنسوا بجنسيات دول تحتضنهم وترعى موهبتهم، ونتحدث عن عدم انتماء الشباب لوطنهم مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط