الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرسالة النورانية للكاتب بين الحقيقة والتضليل


الطفل حينما يكون فى رحم بارد يولد لا حيلة له ولا فائدة منه , كذلك الكلمة , حينما تخرج من فم بارد لا يكون لها أى تأثير إيجابى بل قد تؤثر وبشدة فى إخراج سلبيات كثيرة لم نعهدها لتكون جزءا منا فى مجتمعنا الذى أصبح مكتظا بالعجائب والخيالات غير المنطقية , لنعيش اللامنطقية فى زمن التضليل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد.

ولأن الكاتب بدون مبالغة هو العمود الرئيسى للمجتمع فعلينا أن نسلط الضوء ناحية ظاهرة " الكتابة من أجل الكتابة، وليس من أجل توصيل رسالة " بمعنى أن كثيرا من الكتاب يكتبون من باب التواجد فقط ومن باب عدم نسيان أسمائهم , ولكن رسالتهم أسمى من التفكير فى أنفسهم فقط , لأن التفكير بهذه الطريقة لن يخلق كلمة لها معنى أو كلمة لها رسالة أو كلمة هدفها حل مشكلة أو كلمة يكتبها كاتبها من أجل الارتقاء بالمجتمع , وإنما الكلمات لن تعبر إلا عن نفاق أو كذب أو تدليس من أجل الحصول على مصلحة .

فرسالة الكاتب النورانية لن تُخط إلا من خلال قلوب دأبت على الصدق وقلوب لم تنس الله فلم يُنسها الله أدواتها التى تمتلكها للتعبير عن الحقيقة بشكل مجرد، ولتخرج كلماتهم صادقة فى ثوب فنى متماسك ومتلاحم ويكون بناء فنى محكم ينطلق من رؤية واضحة وواقع حقيقى بلغة أدبية ترتقى لتحمل الرسالة النورانية .

والكاتب برسالته يستطيع أن يصنع حضارات جديدة وثقافات مختلفة لأنه القلب النابض الذى يوزع الحياة على البشر ـ إن صح هذا التعبير ـ بما اكتسبه من مهارات وفنون وثقافات متعددة يحارب بها الإرهاب والتعصب والجهل والتخلف الناتج عن رسالات كتاب كثيرة مظلمة بظلام ما فيها من أفكار غير حقيقية وتعقيدات صادمة وإن كان بها من المنطقية ما يجعل الكثير يصدقها برغم تأثيرها الأسود ، لتكون الصورة النهائية لرسالة الكاتب المضلل سوداء قاتمة السواد .

إن الكاتب الذي يحمل الرسائل النورانية تعرفه من حُلمه وكرمه وشجاعته وإقدامه وتأثيره الحقيقى حينما يتحدث ويكتب بعفة وعدل وإنصاف وينزل كل شىء منزلته الحقيقية .. ستجد هذا الكاتب كتوما للأسرار يضع الأمور مواضعها, إذا نظرت إليه ستكتشفه من حسن أدبه وفضل تجربته , يتمتع بخصال كثيرة أهمها الوفاء والصدق والأمانة.

أما الكاتب المضلل ستكتشفه بفراسة إذا دققت النظر حينما ترى التناقض بين كلماته , وليس لديه أى مشكلة فى تغيير حديثه أكثر من مرة ليس تراجعا واعترافا بالخطأ وإنما تغيير الحديث يأتى من باب تغيير المبادئ أو انعدامها، فالنفاق طريق هؤلاء والكذب والخداع يظهر منهم كظهور الشمس فى جو السماء فخصال الكذب والخيانة التى جاءت عن النفاق فى حديث الرسول الكريم هى علامات هؤلاء الكتاب أصحاب الرسالات المضللة .

يا سادة .. للأسف الشديد إن الرسالة النورانية والرسالة المضللة يوجد بينهما قاسم مشترك ذلك لأن كل رسالة منهما مكتوبة بإحكام لن يستطيع أن يعرف مداها إلا من كتبها ونشرها , كما أن القاسم الآخر المشترك ما بين الرسالتين هي حروف اللغة التى طوعها كل كاتب على هواه ولكن الاختلاف يكمن فى تأثيرها على متلقيها ومروجها .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط