الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان.. تعددت الأسماء والأماكن والإرهاب واحد


شهدت العاصمة البريطانية لندن وفي قلبها مركز مجلس النواب عملية ارهابية راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى في هجوم شنه تم قتله أثناء جرمه هذا. 

هذه الحادثة لا تعطينا الجديد بل هي استمرار لعمليات ارهابية ضربت سابقًا العديد من الدول الأوروبية واليوم حلت ذكراها الأولى وهي هجمات بروكسل وكذلك عدد من المدن الأخرى إن كانت في باريس والمانيا وغيرها. كل هذه الهجمات تبنتها مجموعات ارهابية عاثت فسادًا وقتلًا ودمارًا في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، وتستمر بعملياتها الإرهابية هذه تحت اسماء مختلفة وأماكن مختلفة وهدفها ترهيب العالم والبشر أكثر فأكثر. 

الجماعات الإرهابية التي تنتشر في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن ولبنان والأردن والجزائر هدفها واحد وإن تعددت القوى التي تدعمها وفق أجندات اقليمية ودولية تابعة لقوى الحداثة الرأسمالية التي تعمل لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد في منطقتنا والذي يهدف إلى تقسيم المقسم وتشتيت المشتت، والبحث عن أسواق مستهلكة للخروج من الأزمة المالية وحالة البطالة التي تعاني منها هذه القوى المتنفذة في الصناعات العالمية.

كلنا متفق على أن الجماعات تنفذ أجندات القوى الرأسمالية وأن هذه الجماعات الإرهابية تسعى من وراء ذلك امحاء الثقافات والتاريخ في المنطقة العائد لآلاف السنين وقتل الانسان وبيعه في أسواق النخاسة والحط من كرامته كي تفرض نفسها على المجتمع على أنها القوة المسيطرة على كل شيء من الشجر والحجر والبشر.  

لكن علينا الإدراك أن هذه الأعمال التي تقوم بها الجماعات الارهابية تهدف منها السيطرة قبل كل شيء على عقول المجتمع وتسييره كما ترغب وجعله كقطيع يسهل عملية اقتياده أينما شاؤوا وأرادوا وفق عمليات غسل للدماغ تحت مسمى التعاليم الإسلامية الذي هو بريء منها.

سياسة الترهيب والترغيب الذي تتبعه الجماعات الإرهابية ليس بجديد، بل هو تكرار لنفس السياسة لكافة أنواع الاستعمار الذي ابتلينا به على مر الزمان والعصور. 

فكل من معي هو صالح وانسان يحق له الحياة والعيش وفق ما تريده هذه الجماعات الإرهابية، ولكن من يختلف عنها أو له وجهة نظر أخرى سيكون هو الطرف الآخر أو بكلمة أخرى هو العدو أو الكافر أو الزنديق أو العميل والذي لا يحق له الحياة ويتم قتله وفق فتاوي ونحره أمام الجميع ليكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يفكر مثله، وبذلك يتم السيطرة على المجتمع وعليه يستهلك العلوم التي يلقنوها له من دون عقل المنطق أو الشك وبذلك يتم خلق مجتمع من القطيع يكافح فقط ليأكل ويتناسل حتى يحين وقت التخلص منه.

هذا ما تفرضه الجماعات الإرهابية على الإنسان إن كان في العراق وسوريا وليبيا والأردن وكذلك في مصر، يوميًا نحن أمام عمليات قتل ونحر وتهجير واغتصاب ودمار كل ما يمت للانسان بصلة، وكل هذه الجغرافيا التي تضربها يد الإرهاب وإن تعددت الأماكن والأسماء، إلا أنه يبقى هدفها واحد وهو نشر الإرهاب والخنوع على المجتمع، وتنفيذ أوامر القوى التي تدعمها وتسلحها بعيدًا عن أي هدف إنساني ونبيل. 

تركيا راعية الإرهاب في المنطقة الشرق أوسطية وشمال أفريقيا وأوروبا تعمل منذ سنوات على دعم وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية وتسعى من وراء ذلك فرض هيمنتها على المنطقة واسترجاع عهد سلطانها الغابر، قالها أردوغان قبل أيام أن الإنسان في أوروبا لن يكون باستطاعته السير في شوارع أوروبا وتحققت نبوءته في العملية الإرهابية التي كانت في لندن. 

حيث تدهورت العلاقات لبعض الدول الأوروبية مع تركيا وكذلك مع دول الجوار ومحاولات تركيا التدخل في شؤون بعض الدول وخاصة في العراق وسوريا. 

تركيا باتت الآن مع رئيسها الحالي راعية للإرهاب وان الخليفة الحقيقي للجماعات الارهابية في المنطقة هو الرئيس التي رجب طيب اردوغان، وما ابو بكر البغدادي إلا الواجهة التي يختفي أردوغان خلفها لتحقيق أجنداته في توسيع واستعادة أمجاد السلطنة العثمانوية بلبوس جديد.

قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة في سوريا وقوات الكريلا والبيشمركة في كركوك ومخمور وشنكال "سنجار"، وكذلك قوات الجيش المصري في سيناء والجيش العراقي، جميع هذه القوى اليوم تحارب ارهاب أردوغان وأي ضربه لهذا الإرهاب في أي منطقة يعتبر ضربه لسياسة أردوغان الإرهابية في المنطقة فبما أن الإرهاب لا يعرف المكان والزمان والاسم، فعلى هذه القوى التحالف مع بعضها البعض لمحاربة هذا الارهاب بشكل مشترك حينها ستكون النتائج أكبر في تلقين السلطان الدرس الذي لن ينساه هو من يدور في فلكه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط