الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتصاب البراءة والأخلاق


كل يوم تسقط لبنة جديدة فى جدار الأخلاق المتصدع فى المجتمع الذى بات يعانى من أفعال غير سوية والتى طفت كثيرا على السطح , كل يوم تحدث جريمة بشعة تؤثر على نفوس ومفاهيم وأفكار المجتمع وكل ذلك يرجع الى أسس التربية السليمة منذ الصغر والنشأة فى بيئة قويمة التى تخلق أجيالا ذات أخلاق ومبادئ مبنية على الدين الحنيف الذى يرسخ لكل معانى المحبة والفضيلة ومكارم الاخلاق.

ولكن يبدو أننا نعيش فى غابة بعقليات الذئاب والوحوش التى لا تعرف من معانى الانسانية إلا إشباع رغباتها الحيوانية , فهل يعقل أن يتجرد إنسان ويغيب عنه عقله وأن يقدم على فعل كارثة بكل المعايير ويغتصب رضيعة لم تتجاوز العامين لمجرد إشباع رغبته القذرة , من العيب أن يطلق عليه لقب إنسان ولا حيوان لأن الحيوانات أنعم الله عليها بالاحساس إنما هذا الكائن مجرد من أى ذرة من عقل أو إحساس يذكر.

إن تلك الفعلة البشعة إنما قتل بها الطفلة لباقى حياتها وليس هى فحسب بل أسرتها بالكامل لأننا بالطبع نعيش بمجتمع متأصل به بعض الافكار والعادات التى ستمنع تلك الطفلة الرضيعة عندما تكبر أن تتمكن من الحياة بشكل طبيعى وأن تتزوج كباقى البشر ولكن ستظل تلك الكارثة التى مرت بطفولتها حاجزا نفسيا ومعنويا لها.

عندما نسمع أو نشاهد عن حوداث التحرش سريعا يتم الاتجاه صوب الفتاة وانتقادها ونبارزها بالاتهامات من هنا وهناك وكما يقال ملابس الفتاة هى السبب , أو أسلوب الفتاة فى الحديث هو ما شجع المتحرش على أن يتحرش بها , من الممكن أن نتفق أو نختلف فى وجهة النظر ولكن ليس هناك مبرر واحد أمام هذا المجرم مغتصب الطفلة الرضيعة فى أن ينزع عنها طفولتها وبراءتها ويفقدها حاضرها ومستقبلها.

لابد من عقاب هذا المجرم القذر أشد العقاب ويجب على مجلس النواب العمل سريعا على إصدار تشريعات حازمة وقوية لتغليط العقوبة على تلك الكائنات التى باتت تتكاثر فى المجتمع بشكل مريب وكذلك لابد من تفعيل دور المجلس القومى للطفولة وحقوق الانسان من تنظيم دورات توعوية وتثقيفية لبيان أثر تلك العدوى المنتشرة فى المجتمع وآثارها الممتدة وكيفية مواجهة ذلك مع أجهزة الدولة المعنية بالأمر.

وكما يقال دائما "من أمن العقاب أساء الادب" لابد من وجود وقفة حقيقية وجادة فى هذا الامر والا سنجد كل يوم كارثة أخلاقية جديدة وتحول المجتمع لتطبيق شريعة الغاب والكل يأخذ حقه بالقوة وليس بالقانون.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط