الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجامعة العربية غرقت في البحر الميت!


ظلت الجامعة العربية تحتضر علي مدار الأعوام الماضية لتتعرض لأسوأ انتكاستها العام الماضي حين رفضت المغرب استضافة فعالياتها مبرره هذا بان إجتماعات القمة اصبحت غير ذات جدوى.

 وحاولت الاْردن بكل ما لديها من عزم ضخ الروح من جديد في جسد القمة المهترئ فسعت لجذب الزعماء العرب لحضور قمة عمان الأمر الذي دفع الملك عبد الله عاهل الاْردن إلي الذهاب بنفسه في زيارة إلي المغرب لاقناع الملك محمد السادس بأهمية حضور اجتماع القادة العرب ولكن فشلت المحاولة ، بالفعل جاء عدد كبير من القادة العرب بأجسادهم لا بقلوبهم استثني من هذا البعض القليل علي رأسهم الرئيس المصري ونظيرة اللبناني دون هذا كانت الكليمات التي ألقيت في القمة باردة المشاعر تشخص المرض دون طرح اي سبل للعلاج.

الجامعة العربية أحتضرت في البحر الميت حتي ماتت غرقا وساعد علي موتها المقاعد الشاغرة والعقول الفارغة من اي أفكار جادة تسعي لإيجاد حلول فعلية للازمة العربية نعم نحن في أزمة حقيقية فحين تدرك ان حجم التجارة البينية بين الدول العربية بعضها البعض لا يتجاوز ١٠ ٪‏ من تجارتها مع باقي دول العالم وايضا الاستثمارات العربية داخل الحيّز العربي لا يتجاوز ٢٠٪‏ من الاستثمار العربي في العالم.

 اذا هناك أزمة حقيقية فنحن لا نثق في بَعضُنَا البعض لدرجة ان العرب يضعون أموالهم في السوق الأوربية لدعم وحدة الاتحاد الأوربي في حين نرفض كعرب أن ندشن سوق عربية مشتركة حقيقة تدعم الاقتصاد العربي وتحدث تكافلا وتكاملا اقتصاديا بين الدول العربية الغنية والفقيرة مما يمكن العرب من التحرر من التبعية السياسية للغرب أو للشرق.

 وبالتالي يمكن لهم إنجاز ما طرحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة شرم الشيخ والخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة لحماية القرار العربي وحفظ السلام والأمان في المنطقة ، الفكرة التي أوقفتها فكرة اخري وهي التحالف الاسلامي والذي قادته السعودية وباء بالفشل الكبير خاصة عندما باعت تركيا التحالف وارتمت في أحضان إيران وإسرائيل.

 وللأسف لم يتعلم العرب الدرس وخرجت القمة الأخيرة في الأردن دون خطوات نحو قوة عربية مشتركة أو سوق عربية مشتركة فقط بيان ختامي مستنسخ من بيانات الأعوام الماضية يطالب ويشجب ويدين فقط.

لم أكن أتوقع المزيد بل توقعت البيان ذاته بنفس تفاصيله وهذا أيضا ما توقعه كل من يتفهم طبيعة عمل جامعة الدول العربية خلال آلياتها الحاليّه وهذا ما حاولت مصر منذ عام ٢٠١٥ تغيره برؤية مصرية نحو تعديل ميثاق الجامعة وتطوير اليات العمل العربي حتي تصبح الجامعة عنصر فعال في مجريات الأمور في المنطقة العربية ولم يتحمس احد للطرح المصري.

 ربما لأن هناك كيان آخر في المنطقة العربية تخشي علية الدول صاحبت النفوذ المالي وهو مجلس التعاون الخليجي والذي سعت السعودية خلال القامة الخليجية الماضية لتحويله الي إتحاد خليجي ووقفت عمان ودول اخري عقبة لتنفيذ هذا ، اذا الأمور هنا تضح بعض دول الخليج تفضل أن يضم الاتحاد العربي الدول الغنية دون الفقيرة منها حتي لا تتحمل أعباء إضافية ، فتسعى ان يكون هناك اتحاد خليجي وقوة إسلامية بعيدا عن كيان جامعة الدول العربية.

اذا أغلقوا اأوابها ونكسوا علمها فلم يبق للعرب راية ولم يعد هناك من يحمل هذه الراية، يكفي هذا المسلسل الممل لاجتماعات جامعة الدول العربية التي أصبح يضر العمل العربي خاصة لانه يظهر ضعف القرار العربي وعدم قدرتهم علي اتخاذ قراراتهم مما ينقل للعدو صورة سالبية عن القدرة والقوة العربية ، رحم الله العرب ورحم الله جامعة الدول العربية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط