الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحداث31 مارس 1918 تحول شكل الحدود الأذربيجانية


بين صفحات التاريخ نقلب فيها غدوا ورواحا، استوقفتنا أحداث جسام، وظروف الدهر التي ألمت بأمم فمحتها ورفعت عليها رايات أخرى، فالعالم بقاراته وبلدانه ودوله وإماراته وولاياته تعاقبت عليه كثير من التغيرات التي أرادتها الحروب في كثير من الأحايين، والتي وجهت تلك الحروب إما أطماعا توسعية أو إستيلاء على ثروات دول، لكن أمر كالذي نحن بصدده من أحداث داهمت دولة أذربيجان، أحداث المجازر والدم والتهجير القسري، والتصفية العرقية، هي أركانها الركينة، والتي مورست من قبل المحتل الأرميني، مجازر إكفهر لها وجه العالم، نددت بها أمم شجبا وإدانة، كادت أن تحطم آثارها قرارات الأمم المتحدة الأربع الرقيمة ٨٢٢، ٨٥٣، ٨٧٤، ٨٨٤ لسنة ۱٩٩٣ لكنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى اليوم.

نحن بصدد أهم أحداث مجزرية غيرت تاريخ الأرض الأذربيجانية أحداث ٣۱ مارس ۱٩۱٨، جريمة غير شرعية أمنها فعل قانوني شرعي، فأصبح أيضًا جريمة ليس في حق الشعب الآذري ولا في حق دولة أذربيجان ولكن في حق العالم أجمع، فما بني على باطل فهو باطل، لذا وضعنا على كاهلنا أمر كشف الحقيقة بما لا يدع مجالًا للشك كشفا لامراء فيه، فمنذ توقيع إتفاقيتي (جولستان وتركمنتشاي) في ۱٨۱٣، ۱٨٢٨ والشعب الآذري يعاني ويلات الفرقة التي تفري كيانه، تلك الإتفاقيتان إنما خلقتا وهيئتا كل أركان التقسيم التي تمزق البنيان المرصوص الآذري، وحين ينتفض يتهم بإنتهاك أحكام القانون الدولي، والوقوف والحيلولة دون إعلاء قيمة حجية المعاهدات الدولية بناء على هاتين المعاهدتين.

حيث قام المحتل السوفيتي بإعطاء الوعد للأرمن بالوطن الخصيب في أذربيجان، وتحقيق الحلم في الحياة السعيدة في ظل "أرمينيا العظمي"، وبالفعل تم تقسيم الأرض، والتوجه نحو التوطين الجماعي للأرمن، وفي موازاة التوطين تقام المذابح بالتوالي على الأقاليم والمقاطعات التي وضعت للأرمن في المخطط السوفيتي، من أشرس المجازر التي إرتكبها الأرمن في حق الإنسانية وحق الأذربيجانيين أحداث ٣۱مارس ۱٩۱٨.

هؤلاء الأرمن استفادوا بمهارة من الحرب العالمية الأولى، و ثورتي روسيا في فبراير وأكتوبر نالوا تحقيق مطالبهم تحت علم البلاشفة، فما حدث في مارس ۱٩۱٨ تم تحت شعار "مكافحة العناصر المناهضة للثورة"، أطلقت خطة تهدف الى تطهير كامل لمقاطعة باكو من الأذربيجانيين.

الجرائم التي ارتكبها الأرمن في تلك الأيام ، ستبقى في ذاكرة الشعب الأذربيجاني الى الأبد، فلقد تم قتل الآلاف من المدنيين الأذربيجانيين بسبب إنتمائهم العرقي الآذري، هؤلاء الأرمن أحرقوا المنازل، وأحرقوا الآذريين وهم أحياء، دمروا الآثار التاريخية المعمارية الوطنية والمدارس والمستشفيات والمساجد والمعالم التاريخية، حولوا باكو إلى أنقاض، كانت البداية في باكو ثم إمتدت لكثير من المدن والمقاطعات الآذرية المخطط لإحتلالها مثل (شماخي، وقوبا، وقره باغ، وزانجازور).

عمليات الاحتلال الدموي الممنهجة من قبل الأرمن للأراضي الآذرية والمؤمنة من قبل الإحتلال السوفيتي الداعم العسكري القوي للأرمن إرتفعت ضدها الأصوات - خاصة أحداث ٣۱ مارس ۱٩۱٨ - فبعد إنشاء جمهورية أذربيجان الديموقراطية، أقر مجلس الوزراء في ۱٥ يوليو ۱٩۱٨، التحقيق في تلك الأحداث، وأجريت التحريات في شأن الإبادة الجماعية والتصفية العرقية في المرحلة الأولى، والتي دارت أحداثها في (شيماخا) في مقاطعة (إيريفان) لوضع تلك المأساة الدموية أمام أعين العالم والمجتمع الدولي، لكن سقوط دولة أذربيجان حال دون بلوغ الهدف من إفتضاح أمر الإستعمار الأرميني والمخطط السوفيتي في توطينه في أراضي أذربيجان.

آذار / مارس - نيسان / أبريل ۱٩۱٨ تم ذبح حوالي ٨٠٠٠ مدني في (الشماخي)، وقد اشتعلت النيران في الغالبية العظمى من الآثار الثقافية للثقافة، بما في ذلك مسجد الجمعة في الشماخي، تم حرق ٢٨ قرية في محافظة (جوانشير)، و۱٧ قرية في محافظة (جبرائيل)، بالكامل، وذبحوا سكانها ومثلوا بهم.

في ٢٩ إبريل ۱٩۱٨، واجه كمين للأرمن المسلحين مجموعة من اللاجئين معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، عددهم٣٠٠٠ وتم قتلهم جميعا، ودمرت التشكيلات الأرمنية المسلحة عدة قرى في محافظة (ناخشيفان)، دمرت ۱۱٥ قرية أذربيجانية في مقاطعة (زنجازور)، و ٣٢٥٧ رجلا، و ٢٢٧٦ إمرأة، و ٢۱٩٦ طفلا قتلوا، وفي المجموع، قتل ۱٠٠٦٨ أذربيجانيا، وأصبح ٥٠٠٠٠ لاجئ في هذه المقاطعة.

وفي محافظة (أريفان)، تم قتل ۱٣٥٠٠٠ من سكان أذربيجان من ۱٩٩ قرية، وأبيد سكان القرى تماما، ثم هاجمت التشكيلات المسلحة الأرمنية (كاراباخ)، ودمرت ۱٥٠ قرية في (ناغورني كاراباخ)، وقتل سكان هذه القرى بلا رحمة.

في مايو ۱٩٢٠، قتل أكثر من ۱٢٠٠٠ أذربيجاني في جينج من قبل الأرمن، جنبا إلى جنب مع الجيش الأحمر الحادي عشر من السوفييت.

وخلال شهر آذار / مارس، أطلق الأرمن النار على العديد من المباني القديمة، بما في ذلك (جامع وثازابير)، ودمروها تدميرا، أيضا دمروا مبنى إسماعيليا الذي يعتبر من اللؤلؤات المعمارية العالمي.

من ضمن مقتضيات العدالة السماوية تم إكتشاف مقابر جماعية ورفات للآذريين، وقد تم إكتشاف الدفن خلال بناء ملعب في غوبا في عام ٢٠٠٧، وقد ثبت أن الأشخاص الذين وجدت رفاتهم في مقبرة جماعية في منطقة غوبا، قتلوا على أيدي الأرمن في عام ۱٩۱٨.

ما تم سرده غيض من فيض، حدث ضمن أحداث يثقل على التاريخ ذكرها، لما فيها من إنتهاكات لحقوق الإنسان، وحرمة حياته، وحرمة أمنه وأمانه، لكن بالعدل والعدالة سنجد غايتنا سنعيد الأرض، ونثأر للدم، وعلى الباغي تدور الدوائر، أحداث بإسم القلم وبإسم الحق سردناها وعلى العالم أن يفسر ويحقق ويقرر من المجرم ومن المجني عليه؟؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط