الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدمير سوريا فراق بيننا وبين أمريكا


ألا لعنة الله على الغطرسة، ولكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها، فكل ما حدث في سوريا حتى الآن شيء، والقادم شيء آخر.

 ما مضى كان نظام يواجه إرهابا أو جماعات مسلحة أو ثورة مسلحة أو مؤامرة، وكانت القوى الأجنبية بعضها يساند النظام، والبعض الآخر يساند الطرف المتحارب مع النظام. وتطورت الحرب وامتدت ٦سنوات تغيرت فيها المعادلات والموقف الدولي والإقليمي مرارا وتكرارا مع ثبات الأصل، حرب أهلية في سوريا.

 كانت القوى الأجنبية خاصة القوى العظمى تخوض في سوريا حرب فرض إرادة ورؤية بواسطة المشاركة المباشرة مثل روسيا بجانب بشار الأسد، أو أمريكا والغرب وتركيا والسعودية وقطر ضد بشر بدرجات ووسائل مختلفة من المشاركة.
 التطورات كانت كثيرة وعنيفة وحادة وحدية، في النهاية وصلنا لنظام أمريكي جديد مختلف عن إدارة أوباما المراوغة التي كانت تهدد ولا تنفذ وتتوعد ولا تتورط، النظام الأمريكي الجديد، وأحب أن أسميه نظام دونالد ترامب وليس كما المعتاد الإدارة الأمريكية، ترامب جاي له شدة، حاسم، يريد استعادة الانفراد الأمريكي بنفوذ القوة المطلقة، والعودة للتفرد بمركز القوى العظمى الأولى، وأن يستعيد الفارق الواسع بينه وبين وصيفه في ترتيب القوى العظمى بوتين، الذي استغل تردد سلفه أوباما.

بغض النظر عن السيناريوهات المختلفة لقصة هجوم الكيماوي على خان شيخون وتبادل الاتهامات، فيبدو أن ترامب أراد إبلاغ رسالة قوية حاسمة للعالم، وكأن ترامب يقول: للعالم كبير أنتم فاكرينها سايبة ما يشغلنا في مصر، هو إذا ما تطورت الأحداث وتفاعلت وأرادت أمريكا تدمير سوريا كما دمرت العراق، وإذا أرادت إعادة ما فعلت مع صدام حسين، مع بشار الأسد، فلن تستطيع مصر الوقوف مكتوفة الأيدي وتوأمها الاستراتيجي يدمر تدميرا.

فمهما أعطتنا أمريكا، ولو حتى منحتنا القنبلة الذرية، لن يعوضنا ذلك جزءا من سوريا. لن نبيع سوريا بكل ثروات العالم، ببساطة لو ضاعت سوريا سنضيع في بضع سنين، ولن تنفعنا أي مكاسب مهما كانت. ففي خيار صعب إذا أصرت أمريكا على تدمير سوريا بعد فيلم الهجوم الكيماوي، والذي يذكر بقوة بنووي العراق، وإذا تمسكت روسيا بقيادة بوتين بموقفها المدافع عن سوريا، والتصدي لأمريكا، فلن يكون أمامنا سوى أن نتخندق في خندقنا، وندافع عن جيشنا الأول العربي في سوريا، فهو الجيش الأول منذ حروب مضت خاضتها مصر وسوريا ضد إسرائيل، فالجيش الأول في سوريا والثاني والثالث في سيناء في مصر.
 سنكون مع روسيا وسوريا ضد أمريكا وإسرائيل، رغم الوعود بالطائرات والحاملات للطائرات والدبابات والمعونات، ليس بعد الروح روح، وسيكون هذا فراق بيننا وبين أمريكا، أما وإذا اكتفت أمريكا بضربة الأمس كإعلان أنها لاتزال القوة الأكبر فأهلا وسهلا بألاعيب التفاوض والسياسة فإننا نجيد المراوغة والصفقات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط