الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متي تتعلم أمريكا من أخطائها ؟!


من أول يوم ترشح فيه ترامب للرئاسة ونحن نقول أنه رجل ذكي وقوي وسيفرض رأيه ورؤيته علي السياسية الأمريكية ولكن يبدو أنه لايوجد أي رئيس يمكنه مواجهة جماعات الضغط في أمريكا.

فقد فاجأ الرئيس الأمريكي العالم بتوجيهه ضربة جوية لقاعدة الشعيرات بخان شيخون السورية، وأعلنت القوات الأمريكية استهداف القاعدة العسكرية بـ60 صاروخا ردا على إستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضد المدنيين.

وهو مايمثل تغيرا أو إنقلابا حقيقيا في موقف ترامب الذي أعلنه عند ترشحه وحتي بعد فوزه .. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قالت إن بعض مناصري الرئيس الأمريكي إنتقدوا قراره وإتهموه بخرق ما تعهد به خلال حملته الإنتخابية بإبقاء الولايات المتحدة خارج نزاعات الشرق الأوسط.

ورصدت الجريدة ما كتبه كتاب ومدونون ينتمون لتيار اليمين المتطرف المؤيد لترامب، والذين اتهموه بالتحول ضد ناخبيه بشن هجوم، وصفه منذ سنوات بأنه "فكرة فظيعة"، كما أنه شن الضربة العسكرية دون الحصول على موافقة الكونجرس أولا وهو ما سبق أن قال إنه "خطأ كبير"، عبر حسابه بموقع "تويتر" في عام 2013 .. الهجوم أيضا لاقي انتقادات من أعضاء بحزب ترامب الجمهوري ومعارضيه في الحزب الديمقراطي وكذلك منافسته الخاسرة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون .. بعض مؤيديه شككوا في أن الهجوم حقيقي وقالوا إنه من صنع "الدولة العميقة" في أمريكا لعرقلة خطته للانسحاب من الحروب الخارجية، بل إن مدون يميني قال لمؤيديه إن الولايات المتحدة ستهاجم سوريا، وأنه توقف عن مناصرة ترامب..

وأنا أري أن الضربة الأمريكية لسوريا هي عودة لنقطة الصفر مرة أخري وبالتأكيد هي من تدبير عناصر الضغط في أمريكا التي لم ينج منها ترامب .. فمنذ الإعلان عن استعمال الجيش السورى لأسلحة كيماوية فى خان شيخون بسوريا، علمنا جميعا أن هناك تغيرا في الموقف الأمريكي سيحدث .. فهي ليست المرة الأولي التي يتم فيها إتهام الجيش السوري بامتلاك أسلحة كيميائية، حدث هذا منذ 4 سنوات في الغوطة، عندما حدث تقارب في وجهات النظر واقتربت الأزمة السورية من الحل بعد إجتماع جينيف، واليوم كان الموقف السوري أيضا يقترب من الحل والأسد فى موقف أفضل، وسمعنا وقرأنا تأكيدات ترامب ان رحيل الاسد ليس أولوية، وفجأة تم الاعلان عن أسلحة كيماوية وصور صدمت العالم كله، لعشرات من الأطفال الأبرياء ضحايا قصف بالسلاح الكيماوى فى خان شيخون بإدلب، وتحول الموقف، وعدنا من حيث بدأنا لتظل سوريا ملعبا مفتوحا لكل دول العالم.

ونحن نعلم جميعا أنها تهمة مكررة ومعادة ويتم أستخدامها مع كل دولة يريدون القضاء عليها .. العراق تم اتهامها بوجود أسلحة كيماوية وإحتلتها أمريكا وتم إعدام صدام وإنهارت العراق ولم نجد أسلحة كيماوية .. كما رحل القذافي وانهارت ليبيا وتمزقت أشلاء وامتلأت بكل أنواع الأسلحة بأيدي الفرق المتناحرة يخطفون ويقتلون ويمارسون الإرهاب بلا رادع.

ترامب أكد خلال بيانه أنه ضرب سوريا لمصلحة الأمن القومي الأمريكي وهي جملة لم أفهمها .. فهل سوريا هي عمق استراتيجي لأمريكا ؟!.. أم أنها جماعات الضغط هناك تمارس ألاعيبها.

بيان الخارجية المصرية جاء متوازنا أكدت فيه على "أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة حفاظا على سلامة شعوبها، وضرورة سرعة العمل على إنهاء الصراع العسكري في سوريا حفاظا على أرواح الشعب السوري الشقيق ومقدراته، والتزام كافة الأطراف السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة الى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة".. البيان أوضح الحالة التي وصلت إليها سوريا ومعاناة الشعب السوري برجاله ونسائه وأطفاله والأهوال التي يعيشونها ولا يتحملها بشر فالأزمة تفاقمت على مدار السنوات الست الماضية، وعلي الجميع العمل علي إنقاذ سوريا وشعبها.

فهل تتعلم أمريكا من أخطائها ويواجه الرئيس الأمريكي جماعات الضغط هناك بحسم ، أشك في هذا .. فهذه هي السياسة الأمريكية التي تحكمها جماعات خفية مهما كان الرئيس ومهما كانت انتماءاته وآرائه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط