الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داعش والإعلام


مما لا شك فيه أن الحرب الإعلامية بين داعش والعالم الحر مستعرة ومشتعلة إلى أقصى الدرجات، ويلعب الإعلام أحيانًا دورًا سلبيًا في عملية إضعاف داعش ، حيث إن السعي إلى السبق الصحفي وتسجيل أعلى نسبة من القراءات أصبح الهدف الأول، فوقع الكثير من الصحفيين ووسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، المطبوعة منها والإلكترونية، في الفخ، فنشرت العديد من الشائعات عن داعش ، والتي لا يتقبّلها عاقل، فنشرت عشرات بل مئات الصور والأخبار التي تُنسب إلى داعش ، واكتفى هذا التنظيم الإرهابي بالسكوت في بادئ الأمر، إلى أن قلب الأمر إلى مصلحته.

فبدأ تنظيم داعش بنشر هذه الشائعات وتفنيدها وتبيان أصل الأخبار والصور المنسوبة إليه ليُعطي بالبراهين أنه يتعرّض لحملة تشويه متعمّدة من قِبل «أعداء الدين» كصورة اقتياد النساء للبيع في سوق النخاسة في العراق، ليتبين بعدها أنها مأخوذة من مسرحية قُدمت في لبنان بمناسبة عاشوراء في عام 2007، ونُشرت وقتها في جريدة السفير اللبنانية، وغيرها الكثير من الأخبار والصور التي تحوّلت إلى أخبار إيجابية عن داعش بدلًا من أن تكون سلبية تُعرّي هذا الإرهاب الجديد، بالإضافة أيضًا إلى صورة المجاهد الداعشي التونسي الذي تزوّج بنتًا في التاسعة من عمرها ليتبين بعدها أنها من مخيم دعوي أقامته داعش للأطفال في سوريا!!

المطلوب آلة إعلامية جادة لمواجهة خطر هذا الفكر المتطرف بدلًا من الانسياق وراء الأخبار المفبركة التي تأتي بالنتائج العكسية، وهذا غير موجود إجمالًا الآن بعكس داعش التي نظمت صفوف آلتها الإعلامية للمواجهة العلنية.

فداعش تعرف جيدًا اللعب على أوتار الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتعرف كيف تستفيد من الكم الهائل من الأخبار المتناقلة لتكون دعاية لها في جميع الظروف، وفيما يلي بعض من أعمال داعش في الحقل الإعلامي المروّج لها..

والتذكير بأهمية دور الاعلام يأتي ربما لأنه أهم من باقي أوجه المواجهة وحتى ربما يتساوى مع الدور العسكري، لأن التوصيف الأفضل والأعمق لما يجري في المنطقة بفعل داعش هو زلزال، فارتدادته ستظل تؤرق مجتمعاتنا لفترة طويلة من الزمن، ونتائج ما قامت به داعش من كوارث ربما لم تنكشف بعد ولم تكشف حجم الدمار الذي مُنيت به البنية التحية لمجتمعات الشرق الأوسط، بسبب توغل الفكر الداعشي في المنازل والمساجد والزوايا والعقول الفتية، ساعدها كذلك تحجُّر بعض العقول وفتاوي محلية جاهزة وتحت الطلب أطلقها بعض رجال الدين والمشايخ والأئمة والدعاة، وكانت النتيجة امتلاء سافر لجيوبهم وحساباتهم في الخارج، وامتلاء منازل المسلمين والمسيحيين بالأسى والقهر والدمار.

"من كتاب داعش... الكتاب الأسود"...

وللحديث تتمة...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط