الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخلاف بين مصر والسعودية على العدو


نقطة خلاف جوهري، بين مصر ودول عربية، هي إنشاء قوات عربية مشتركة، تدافع عن العرب ضد كل عدوان يهدد العرب، بينما تلك الدول تريد تحالفا إسلاميا سنيا ضد إيران فقط.

وبينما ترى مصر أن عدوها الأول والدائم هو إسرائيل، وقد تأتي إيران في قائمة الأصدقاء المحتملين، ترى دول أخرى عربية العكس، فبالنسبة لتلك الدول إيران هي العدو، وإسرائيل صديق.

فمصر ترى الهدف من إنشاء قوة عربية مشتركة، الدفاع ضد إسرائيل، وغيرها، إذا ما حاول غيرها العدوان على الوطن العربي، مثل إيران وتركيا وغيرهما.

أما بعض الدول العربية، فبحجة الإسلام، تتمسك بحلف إسلامي، وغالبا سني ، وأن يشمل الحلف دولا مثل إيران وتركيا.

الحلف الإسلامي المقترح، هو امتداد لفكرة ومقترح قديم لبريطانيا ومن بعدها أمريكا، منذ مفاوضات جلاء الاحتلال البريطاني عن مصر، وكانت بريطانيا تتحجج بأن المنطقة تحتاج لحماية وخاصة قناة السويس، ولا بد من تحالف عسكري يشمل دولا عربية، وبقاء قوات بريطانية في مصر بحجة حماية القناة.

واعترضت مصر متمسكة بقدرتها على حماية نفسها وحماية القناة، وأن المنطقة تستطيع حماية نفسها إذا ما توقف الغرب عن منع السلاح عنها وتوقف عن سياسة الإفقار وتعمد التخريب.

ومرة أخرى توسعت الفكرة بطرح أمريكي عقب ثورة 23 يوليو 1952، بحجة الدفاع عن الشرق الأوسط، ضد الخطرالسوفيتي الشيوعي المزعوم حينها ... وطبعا الشرق الأوسط والحلف المقترح يمكن أن يضم إسرائيل سواء في حينه أو فيما بعد او حسب مقتضيات تطور الأحداث.

ولم يكن القصد من الطرحين البريطاني والأمريكي سوى السيطرة على حقول النفط وقناة السويس ومفاتيح ومغاليق المنطقة، وفرض إسرائيل كعضو طبيعي في المنطقة.

الفكرة تطورت وأنشئ ما عرف بحلف بغداد الذي ضم دولا خليجية، وإيران، وتركيا، ولكن كلمة "لا" فقط من جمال عبد الناصر كانت كفيلة بتنبيه الشعوب العربية، وتراجع إمعات الاحتلال وإسقاط المخططات.

الفكرة تطورت الآن ودار الصراع بين الطرح المصري بإنشاء قوة عربية مشتركة ضد أعداء العرب بما فيهم الإرهاب، ولكن ما نراه نحن عدوا مثل إسرائيل، يراه آخرون صديقا محتملا في الحرب ضد إيران.

ومن هنا كان الاقتراح المصري بإنشاء قوة عربية ومن ضمن تفاصيلها إرسال 40 ألف جندي للسعودية، ولكن الفكرة مرفوضة، لان إسرائيل بالنسبة للبعض ليست عدوا.

وبعد أن صرح اللواء محمد العسيري المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الذي يقصف اليمن بأن مصر عرضت إرسال 40 ألف جندي للحرب في اليمن، عاد وتراجع وصحح وبين أنها كانت في إطار مقترح القوة العربية المشتركة.

على فكرة.. حرب عبد الناصر في اليمن في الستينيات، ورغم كل ما قيل عنها، حققت أهدافها التي ذهبت القوات المصرية شمن أجله، فقد ساندت الثورة اليمنية حينها وانتصرت على نظام الإمام أحمد، المدعوم حينها من السعودية وبريطانيا، وكان الإمام طغى وتجبر وحكم على اليمن بالتخلف لدرجة أنه منع امتلاك الراديو أو استخدامه.
فلننظر ماذا يصنع الآخرون؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط